قارورة الطيب عينة

إنفتاح تام 

لايمكنني ابدا ان انسى المكوث مع "سيدتي" فى كمبوديا أثناء أول رحلة لى مع مؤسسة Tearfund, لقد غيرت حياتي تماما للأبد. كنت أدعوها "سيدتي" لخجلي من عدم قدرتي علي نطق أسمها بلغتهم الخميريه. لكن كلمة "سيدتي" هو لقب محترم يناسب فعلا ما كانت عليه.

لم يكن عندها مرحاض. كان عليها الذهاب للحقول لقضاء حاجتها. كانت هناك مضخة ماء يدوية واحده فى القريه تخرج ماء لزج ولونه أخضر, وتشرب منه كل القريه, ماعدا أنا. كان لديها لمبه واحده فى كوخها المصنوع من البوص مضاءه ببطارية سياره. كانت تطهو أفضل وجباتها علي النار. 

لكن كان هناك شيئ مميز جدا بخصوص "سيدتي", كانت مصابه بالإيدز. كانت زوجها قد نقل لها العدوى, زوجها الذى كان بعيدا للعمل فتره طويلة من الوقت وعاد حاملا المرض لزوجته. كان قد توفى منذ بضع سنوات. لقد أرتني صورته. كان إطار الصوره مزين بعناية ببعض الزهور 

وبسبب حالتها كل ليله كانت "سيدتي" لديها هذا الطقس.  

أمام هذه الصوره, في ضوء هذا المصباح الخافت, كانت تضع نظارتها التي صنعتها من سلك وعدستين متهالكتين, فتحت كتابها المقدس وقرأت بصوت عال الجزء الذى اختارته, ثم بعناية بالغة, تناولت علاج الإيدز. ثم توقفت فى صمت, أحنت رأسها وصلت. 

وبطريقة ما شاهدت الفداء فى هذا الظلام و كتابها ونظارتها, الحياة فى وسط الموت. 

حين فكرت فى مريم وهي تدهن يسوع, جائني هذا الإحساس القوي, إنفتاح تام __ عبادة كما لو كانت أحشائك إنفجرت. المعنى الحقيقي للكلمة "عبادة" التي كانت فى المعني اليوناني القديم تعني شيئا مثل "الذهاب إلي قُبله". حين دعنا يسوع للعباده, دعانا إلي تواصل شخصي عميق وحميمي معه. من "سيدتي" ومريم, نرى أنه أمر لايتطلب أقل من نفسك كلها, شخصيتك, وحياتك. تُسكب, تنفتح تماماً.  

بينما تتأمل قصتهم, صلي أن نعبد نحن أيضا بهذه الطريقه.