تأملات يومية مع جريج لوريعينة

بداية الارتداد

كان جيش صغير يزحف نحو يسوع. تقدمت نحوه سيوف ورماح ودروع ومشاعل في الظلام، بينما أقبلت جموع غفيرة لاعتقاله. كانوا في حالة هياج، مدفوعين بعقلية الغوغاء: هيا بنا نقبض عليه! من سنقبض عليه مرة أخرى؟ أنتم تعرفون طبيعة الغوغاء. إنهم يتناحرون فيما بينهم؛ لا يعرفون حتى ما يحتجون عليه. يغرقون في عاطفة اللحظة.

ربما كان هذا ما كان يحدث عندما حاصر الغوغاء يسوع الناصري، الذي لم يخالف أيًا من شرائعهم. ولكي يُظهر أن يسوع لم يكن ضحية عاجزة، بل منتصرًا قويًا، وقف وقال: "مَنْ تَطْلُبُونَ؟" (يوحنا ١٨: ٤).

"أَجَابُوهُ: «يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيَّ»".

قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ». وعند هذه الكلمات، يخبرنا إنجيل يوحنا "فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ»، رَجَعُوا إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ." (الآية ٦). هل لعبتم الدومينو من قبل؟ ربما كان هذا ما حدث عندما سقط هذا الجمع أرضًا.

كانت هذه لحظة مناسبة ليهوذا ليعيد النظر في قراره بخيانة يسوع. لكن يبدو أن يهوذا لم يطيق الانتظار ليفعل ما كان على وشك فعله. وسيتبع مساره إلى الجحيم دون وعي.

لقد رأيت أناسًا عقلانيين، يعرفون أكثر منا، يفعلون أغرب الأشياء التي يمكن تخيلها تحت وطأة الخطيئة. سليمان، المعروف بحكمته، أخطأ في حق الله علانيةً ووضوحًا. لهذا السبب علينا أن نكون حذرين. نعتقد أننا قادرون على التعامل مع الخطيئة. نقول: "حسنًا، لن يُشكّل هذا مشكلةً لي. أنا قويٌّ جدًا". لكن هذه بدايةُ الارتداد.

جملةٌ مُلخّصة: الثقةُ المُفرطةُ بالنفس قد تُؤدّي إلى الارتداد.


جميع الحقوق محفوظة © ٢٠١٢ لـ Harvest Ministries خدمات الحصاد.

هذه الاقتباسات من الكتاب المقدس، ترجمةفان دايك. جميع الحقوق محفوظة.