الكتاب المقدس في عام واحد 2021 مع"نيكي غامبل"عينة

أين هو الله؟

ولد إيلي ويزل لعائلة يهودية في رومانيا. كان مراهقا فقط عندما اعتُقل هو وعائلته على يد النازي وأُخذوا أولا إلى أوشفايتز، ثم إلى بوشنوالد. في كتابه، الليل، يحكي تقريرا مخيفا وعن كثب شديد عن الفظائع المتزايدة التي احتملها – موت والديه وأخته ذات الثمانية أعوام، وخسارة براءته على يدهم البربرية.

في التصدير لكتابه، كتب فرانسوا مورياك عن مقابلته مع إيلي ويزل: "في هذا اليوم الذي كان أفظع الأيام قاطبة، حتى بين تلك الأيام السيئة الأخرى، عندما شهد إيلي الطفل شنق (نعم!) طفل آخر كان له كما يخبرنا إيلي وجه ملاك حزين، سمع شخص وراءه يئن: "لأجل خاطر الله، أين هو الله؟" ومن داخلي، سمعت صوتا يجيب: "أين هو؟ هذا هو مكانه – معلقا هنا من هذه المشنقة"".

تابع فرانسوا مورياك، "وأنا، الذي يؤمن أن الله محبة، أية إجابة كانت تصلح حتى أعطيها لمحدثي الصغير ... ماذا قلت له؟ هل أتكلم معه عن هذا اليهودي الآخر، هذا الأخ المصلوب الذي ربما شابهه والذي غلب صليبه العالم؟

"هل أشرح له إن ما كان حجر عثرة أمام إيمانه أصبح حجر الزاوية بالنسبة لإيماني أنا؟ وأن العلاقة بين الصليب والألم الإنساني تظل، من وجهة نظري، السر في اللغز الذي لا يسبر غوره الذي فيه فُقد إيمان طفولته... هذا ما كان ينبغي أن أقوله للطفل اليهودي. لكن كل ما استطعت فعله هو أن احتضنته وبكيت".

تشير كلماته إلى أعمق إجابة للسؤال، أين هو الله؟" الله في المسيح. لقد كان على الصليب يحمل خطايانا في جسده. والآن المصلوب موجود بين شعبه. فهو لم يتألم فقط لأجلك، لكنه الآن يتألم معك.

في العهد القديم، كانت خيمة الاجتماع (وفيما بعد الهيكل) المكان الذي يذهب إليه الشعب ليتقابلوا مع الله. كان هذا هو منزل الله كما سنرى في فقرة العهد القديم اليوم (حز5:43).

أما رسالة فقرة العهد الجديد فهي أن مجد وحضور الله نجدهما بأسمى صورة في يسوع. ففي نفس اللحظة التي رُفض فيها يسوع وصُلب هي ذاتها اللحظة التي تحقق فيها حضور الله وسط الناس أخيرا وبأكمل صورة. وبداية من تلك النقطة فصاعدا لم تعد هناك حاجة لهيكل مادي. مبنى الكنيسة الوحيد الذي يتحدث عنه العهد الجديد هو بناء مصنوع من الناس (أف20:2-22)، ومؤسس ومبني على يسوع، حجر الزاوية الرئيسي. الهيكل المقدس في العهد الجديد هو هيكل مصنوع من "حجارة حية" (1بط5:2) – بتعبير آخر، نحن. هذا هو بيت الله الجديد.

المَزاميرُ 132:‏1-‏18

1 – اعثر على بيت الله

كانت رغبة قلب داود أن يكرم الله وأن يضعه فوق وقبل كل راحة مادية: "لاَ أَدْخُلُ خَيْمَةَ بَيْتِي. لاَ أَصْعَدُ عَلَى سَرِيرِ فِرَاشِي. لاَ أُعْطِي وَسَنًا لِعَيْنَيَّ، وَلاَ نَوْمًا لأَجْفَانِي، أَوْ أَجِدَ مَقَامًا لِلرَّبِّ، مَسْكَنًا لِعَزِيزِ يَعْقُوبَ" (ع3-5).

قال الشعب، "لِنَدْخُلْ إِلَى مَسَاكِنِهِ. لِنَسْجُدْ عِنْدَ مَوْطِئِ قَدَمَيْهِ. قُمْ يَا رَبُّ إِلَى رَاحَتِكَ، أَنْتَ وَتَابُوتُ عِزِّكَ" (ع7-8). قال الله "هذا سيكون منزلي دائما" (ع14، الرسالة).

يا رب، إنني أتوق لمحضرك. من الرائع جدا أن أعبد عند موطئ قدميك. أشكرك لأنه في يوم الخمسين، عندما انسكب روح الله، جاء محضرك ليعيش في ووسط شعبك.

بُطرُسَ الأولَى 2:‏4-‏25

2 – اعثر على الله في يسوع

غير يسوع كل شيء.

إنه هو حجر زاوية المنزل الجديد، المكون من الناس: "الَّذِي إِذْ تَأْتُونَ إِلَيْهِ، حَجَرًا حَيًّا مَرْفُوضًا مِنَ النَّاسِ، وَلكِنْ مُخْتَارٌ مِنَ اللهِ كَرِيمٌ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ ­كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ­ بَيْتًا رُوحِيًّا" (ع4-5).

يسوع هو إما حجر الزاوية الرئيسي أو هو صخرة العثرة (ع7-8). لا زال الكثيرون حتى اليوم يجدون يسوع حجر عثرة. لكن إن جعلته حجر الزاوية في حياتك ووضعت ثقتك فيه، "لَنْ تُخْزَى" (ع6).

بطرس يقول لكل من يؤمنون إننا قد دعينا لنكون الحجارة الحية التي يتكون منها البيت الروحي المبني حول يسوع. لقد صُدمت مؤخرا بهذه الصورة عن الكنيسة بصفتها بيت الله. عندما تتقابل مع يسوع فأنت تأتي إلى البيت.

لهذه الآيات سلسلة كاملة من الأوصاف التي تصف هذا الانتقال. "لكنكم أنتم من اختارهم الله، تم اختياركم للدعوة العليا للعمل الكهنوتي، تم اختياركم لتكونوا شعبا مقدسا. وأدوات الله لتعملوا عمله وتتكلموا عنه، لتخبروا الآخرين عن الفارق الشاسع الذي صنعه لأجلكم – فقد تحولتم من لا شيء إلى شيء هام ومن مرفوضين إلى مقبولين" (ع9، 10، الرسالة).

في ضوء هذا، عش بصورة مختلفة عن العالم المحيط بك – "يا أصدقائي، هذا العالم ليس منزلكم، لذا لا تجعلوا أنفسكم مرتاحين فيه" (ع11، الرسالة).

نحن شعب الله. لقد نلت الرحمة (ع10). والآن لديك معركة لتخوضها. وهي حقيقية تماما. عليك أن تمتنع عن الرغبات الخاطئة التي تحارب ضد نفسك (ع11).

لا تتفاجأ من الاتهامات التي قد توجه إليك بأنك فعلت شيئا خطأ (ع12). اسع أن تحيا حياة تمجد الله. وهذا سيشمل احترام السلطات (ع13، الرسالة)، فعل الخير (ع15)، معاملة جميع من تقابلهم بكرامة وتقدير (ع17، الرسالة)، ومحبة لعائلتك الروحية (ع17، الرسالة)، وعدم الانتقام (ع23)، والتألم لأجل فعل الخير (ع20) والثقة في "مَنْ يَقْضِي بِعَدْل" (ع23).

كيف يمكن هذا بينما نحن بشر خطاة؟ إجابة بطرس تكمن في إشارته إلى يسوع: "الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ" (ع24).

يغير يسوع كل شيء. يشير بطرس إلى إشعياء53، والذي يتنبأ عن الطريقة التي سيموت بها المسيا مكان شعبه. وهذا هو المقصود بحجر الزاوية المرفوض، إنه هو حجر أساس إيمانك، وبهذه الطريقة يتم إرجاعك إلى محضر الله. عند الصليب، أصبح مكان الألم مكانا للخلاص.

يا رب، أشكرك من أجل البيت الروحي الجديد الذي تبنيه حيث يمكنني أن أختبر محضر الله.

حِزقيال 43:‏1-‏44:‏31

3 – اعثر على الله في "بيت" الرب

يجعل روح الله يسوع حقيقيا لك: "فَحَمَلَنِي رُوحٌ وَأَتَى بِي إِلَى الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ، وَإِذَا بِمَجْدِ الرَّبِّ قَدْ مَلأَ الْبَيْتَ" (5:43).

يسوع المسيح هو مجد الله: "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءً نِعْمَةً وَحَقًّا" (يو14:1).

في رؤيته، يرى حزقيال يسوع، "مَجْدِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ" (حز2:43). "وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ، وَالأَرْضُ أَضَاءَتْ مِنْ مَجْدِهِ" (ع2). أينما يكون يسوع، يصبح كل شيء حوله مشعا. في حضور يسوع، كل ما يمكننا فعله هو السقوط أرضا والعبادة (ع3): "فَخَرَرْتُ عَلَى وَجْهِي. فَجَاءَ مَجْدُ الرَّبِّ إِلَى الْبَيْتِ" (ع3، 4).

في كل مرة يجتمع شعب الله للعبادة، مثلا في خدمة الأحد، توقع "أن يمتلئ البيت من "مجد الرب". هذا هو السبب في إنه ينبغي أن تكون الكنيسة مثيرة وقوية ومغيرة للحياة.

بينما نقرأ في العهد القديم عن كل الذبائح التي كان عليهم تقديمها عن خطاياهم، نتذكر أن رسالة العبرانيين تخبرنا إن كل هذا كان عبارة عن توضيح (عب9). كانت هذه عبارة عن "نسخ" من الأمور السماوية (ع23). لقد كانت "ظلا" عما كان سيحدث (1:10). كان عليهم تقديم ذبيحة خطية (حز19:43) ومعها دم (ع20) للتطهير وعمل الكفارة (ع20). وكان ينبغي أن يكون التيس بلا عيب (ع22). وهذا كله يمثل ظلا لذبيحة يسوع الكاملة عن خطاياك (1بط24:2).

يمثل الكهنوت المقدس المذكور في حز44 ظلا للكهنوت المقدس المذكور في 1بط5:2. وهذه الآن هي وظيفة ومهمة كل مسيحي. أولى واجباتك بصفتك "كاهنا" هي أن تكون أنت نفسك مقدسا، وأن تحفظ نفسك طاهرا بحيث يمكن أن يستخدمك الرب. واجبك الثاني هو أن تساعد الآخرين على القيام بنفس الشيء بتعليمك وبمثال حياتك (حز23:44).

أين هو الله الآن؟ إنه يعيش فيك بروحه. وهو موجود عندما نجتمع باسمه ونقع أمامه في العبادة، مسبحين ومتعبدين.

يا رب، أشكرك لأنني هيكل مقدس تعيش أنت فيه بروحك. أحتاج معونتك جدا لأحيا حياة مقدسة.

Pippa Adds

بيبا تضيف

1بط24:2

"الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ".

يمكننا أن نأتي بكل الجراح التي نصاب بها في حياتنا إلى الصليب ونعطيها ليسوع. لسنا بحاجة لأن نتعلق بالماضي. لقد تألم يسوع ومات لكي ما نُشفى.

References

Elie Wiesel, Night, (Penguin, 1985), p.xxi.

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture quotations marked (AMP) taken from the Amplified® Bible, Copyright © 1954, 1958, 1962, 1964, 1965, 1987 by The Lockman Foundation. Used by permission. (www.Lockman.org)

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.