الكتاب المقدس في عام واحد 2021 مع"نيكي غامبل"عينة

قوة الصلاة

في فبراير من عام 2016، دعا رؤساء أساقفة كانتربرى ويورك لموجة ضخمة من الصلاة من أجل تبشير الأمة أثناء الأسبوع الذي يسبق أحد ذكرى يوم الخمسين. أسفر هذا السبوع عن أحداث رائعة في ست كاتدرائيات حول المملكة المتحدة على مدى عطلة عيد الخمسين. كل الكاتدرائيات كانت ممتلئة عن آخرها. وصف بيت جريج، مؤسس حركة الصلاة 24-7 الأمر كما يلي، "إنه فيض؛ لقد كان تحركا من الجذور إلى أعلى". قال إنه تأثر جدا بسماع صبي كان يصلي من أجل خمسة أصدقاء له، صار ثلاثة منهم منذ ذلك الحين مسيحيين!

طلب جاستن ولبي، رئيس أساقفة كانتربري، من الناس أن يصلوا من أجل ثلاثة أمور: "أن يجد كل المسيحيين حياة جديدة في يسوع المسيح ... أن يرى كل من يتقابلوا معكم شيء من يسوع ... من أجل الكنيسة أن تفيض بحقيقة حضور يسوع".

الصلاة عبارة عن غذاء روحي. تماما كما يحتاج الجسد إلى طعام مادي، هكذا تحتاج النفس طعاما روحيا. الصلاة تغيرنا. لكن، الكتاب المقدس يذهب إلى ما هو أبعد بكثير من هذا. الصلاة قوية جدا. إنها، كما يصفها تشارلز هادون سبرجن، "إنها العصب المرهف البسيط الذي يحرك عضلات كلي القدرة". للصلاة القدرة على تغيير الظروف، والناس الآخرين وحتى مسار التاريخ.

أمثالٌ 15:‏21-‏30

الصلاة تغير الظروف

"اَلرَّبُّ بَعِيدٌ عَنِ الأَشْرَارِ، وَيَسْمَعُ صَلاَةَ الصِّدِّيقِينَ" (ع29). تقدر صلاتنا أن تصنع فرقا بالنسبة لما يحدث. بحسب كاتب الأمثال، يعني البر الحفاظ على "مسار مستقيم" (ع21)، والإنصات للنصيحة (ع22) والحفاظ على طهارة أفكارنا (ع26). إنه يعني التجاوب مع الناس "بإجابات مصحوبة بالصلاة".

لا تتعارض الصلاة مع التخطيط بعناية. فكما أن الحديث مع الله هو أمر حكيم، هكذا الحصول على نصيحة من الآخرين: "مَقَاصِدُ بِغَيْرِ مَشُورَةٍ تَبْطُلُ، وَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ تَقُومُ" (ع22).

من خلال يسوع، كل من يؤمنون "يتبررون" (رو22:3).

وبالتالي، الله يسمع صلاتك. ستجلب البركة أينما ذهبت: "نُورُ الْعَيْنَيْنِ يُفَرِّحُ الْقَلْبَ. اَلْخَبَرُ الطَّيِّبُ يُسَمِّنُ الْعِظَامَ" (ع30).

يا رب، أشكرك من أجل المرات الكثيرة التي سمعت فيها واستجبت لصلاتي. يا رب، اليوم أصلي من أجل ....

أعمالُ الرُّسُلِ 16:‏16-‏40

الصلاة تغير الناس

ماذا جعل الكنيسة المبكرة بهذه القوة الشديدة؟ لا شك، أن جزء من الإجابة هو حياة الصلاة التي عاشها أولئك المؤمنون الأوائل.

• صل دائما

يظهر من الشواهد أن الصلاة كانت عادة معتادة. "وَحَدَثَ بَيْنَمَا كُنَّا ذَاهِبِينَ إِلَى الصَّلاَةِ" (ع16). يوحي هذا بأنهم لم يكونوا يصلون بصفة فردية فقط، بل وأنهم كانوا يتقابلون معا للصلاة بصورة دائمة.

• صل باسم يسوع

الصلاة المسيحية قوية لأننا نصلي، ليس باسمنا نحن، بل باسم يسوع.

كانت تتبع بولس في تجولاته حول مدينة فيلبي "جارية بها روح عرافة"، وكان من الواضح إنها تحت شيطاني نتيجة انخراطها في العبادة الوثنية (ع17). أخيرا، وبعد عدة أيام من هذا، لم يعد يحتمل بولس ما كنت تكرره خلفهم. فاستدار نحوها وقال، "أَنَا آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا!" (ع18). عند هذه اللحظة خرج منها الروح الشرير.

اسم يسوع قوي جدا. الطريقة الوحيدة للتعامل مع القوى الشيطانية هي من خلال اسم يسوع. ما من روح شرير يستطيع الوقوف في وجه يسوع. يسوع يحرر من القوى الشيطانية. لقد غير تماما حياة هذه الشابة. لقد "تركها الروح الشرير هكذا بكل بساطة" (ع18، الرسالة).

• صل في كل الظروف

كانت المرأة أمة تكسب سادتها الكثير من المال. غضب سادتها بشدة لكونها فقدت قواها الفائقة للطبيعة. فأوقفوا بولس وسيلا، "وجروهما وأتوا بهما إلى الولاة" (ع19-20). وهيجوا الجمع عليهما.

لن تكون الحياة دائما سهلة إن بدانا نصنع فرقا. قد تكون بعض آرائنا أو وجهات نظرنا غير رائجة تماما أو حتى مخالفة لبعض القوانين المدنية التي تخالف كلمة الله. ليس "الهياج" بالضرورة علامة على الفشل؛ بل قد يكون علامة على النجاح.

انحنى الحكام تحت وطأة الضغط الشعبي وأمروا بأنه يجب ضربهم بالعصي وأن يُجلدا بشدة وان يتم في السجن تحت حراسة مشددة حيث "ألقيا في السجن الداخلي وتم ضبط أرجلهما بالمقطرة"

لابد وأن حارس السجن كان معتادا أن الناس التي تأتي إلى السجن تكون غاضبة وتلعن وتحلف. لكن في المقابل، يرى بولس وسيلا يصليان ويتعبدان ويرنمان ترانيم لله (ع25). توجد قوة عظيمة في هذا المزيج من الصلاة والعبادة.

هز زلزال السجن وانفتحت الأبواب كلها. حارس السجن المسئول كان على وشك أن ينتحر لأنه ظن أن كل السجناء قد هربوا وخاف من تبعات هذا. لكن بولس، إذ كان وجها لوجه مع حريته، اختار بدلا منها أن يبقى، وأن يأتي بسجّانه إلى المسيح.

عندما طمأنه بولس أن كل السجناء كانوا لا يزالوا موجودين سأل، "مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟" (ع30). هذا ما قد يسمى "فرصة للتبشير!" فشرح بولس ما كان على حارس السجن أن يفعله وبالتالي هو، وبعد برهة كل عائلته، آمنوا بيسوع واعتمدوا.

بدأت حياته تختلف على الفور. فقد أبدى شفقة. فقد غسل جراح بولس وسيلا (ع33). وأطعمهما (ع34). "وَتَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ إِذْ كَانَ قَدْ آمَنَ بِاللهِ" (ع34). لقد صار مستعدا أن يُعرف على الملأ إنه مسيحي. وصاروا هو وعائلته أعضاء مؤسسين للكنيسة في فيلبي.

من الواضح أن هذه الأحداث فائقة للطبيعة حيث رأى بولس قوة الله المذهلة وراء الدور البشري الذي تقوم به كلماته.

وتنتهي هذه الأحداث يضطر القضاة للاعتذار شخصيا وسيلا لأنهم لم يدركوا قبلا إنهما كانا مواطنان رومانيان وبالتالي كان أمرا غيرا قانوني أن تتم معاملتهما كما حدث: "فَاخْتَشَوْا لَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُمَا رُومَانِيَّانِ. فَجَاءُوا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْهِمَا وَأَخْرَجُوهُمَا، وَسَأَلُوهُمَا أَنْ يَخْرُجَا مِنَ الْمَدِينَةِ. فَخَرَجَا مِنَ السِّجْنِ وَدَخَلاَ عِنْدَ لِيدِيَّةَ، فَأَبْصَرَا الإِخْوَةَ وَعَزَّيَاهُمْ ثُمَّ خَرَجَا" (ع38-40).

للصلاة قوة لا أن تغير فقط حياتنا بل والظروف والأحداث وحياة الآخرين أيضا.

يا رب، ساعدنا حتى نكون أكثر شبها بالكنيسة المبكرة. ساعدنا حتى نجتمع معا بصورة دائمة حتى نصلي معا. أشكرك من أجل قوة اسم يسوع. يا رب، ليت الصلاة والعبادة تكون الأساس والدعامة لكل ما نفعله.

المُلوكِ الأوَّلُ 14:‏21-‏16:‏7

الصلاة تغير التاريخ

طبعا لا تغير الصلاة الماضي ولكنها تقدر أن تغير مسار الأحداث في المستقبل.

نجد أن تاريخ شعب الله المذكور في سفر الملوك تاريخ به تشويش. حيث نقرا دائما عن كيف أن "عَمِلَ يَهُوذَا (شعب الله) الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَأَغَارُوهُ" (22:14؛ 26:15، 34؛ 7:16). لقد اقترفوا خطايا (مثلا، 22:14؛ 26:15، 30، 34؛ 2:16). كان لديهم عاهرات لممارسة الطقوس في أماكن العبادة الوثنية (24:14)؛ وانغمسوا في ممارسات مقيتة (ع24)؛ وكان هناك حرب دائمة بين إسرائيل ويهوذا (ع30؛ 6:15، 32). "وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ" (ع3) وكان هذا حال معظم الملوك.

كانت هناك استثناءات جديرة بالملاحظة مثل آسا (9:15-24). "وَعَمِلَ آسَا مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَدَاوُدَ أَبِيهِ، وَأَزَالَ الْمَأْبُونِينَ مِنَ الأَرْضِ" (ع11-12).

وسط كل هذا، يوجد تعليق رائع: "وَلكِنْ لأَجْلِ دَاوُدَ أَعْطَاهُ الرَّبُّ إِلهُهُ سِرَاجًا فِي أُورُشَلِيمَ، إِذْ أَقَامَ ابْنَهُ بَعْدَهُ وَثَبَّتَ أُورُشَلِيمَ. لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ" (ع4-5).

كان لداود تأثير لفترة طويلة حتى بعد موته. فقد أكرم الله واعتبر صلواته لأجيال تالية.

قال الله لداود، "وَيَأْمَنُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ. كُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتًا إِلَى الأَبَدِ" (2صم16:7). صلى داود، "وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ أَقِمْ إِلَى الأَبَدِ الْكَلاَمَ الَّذِي تَكَلَّمْتَ بِهِ عَنْ عَبْدِكَ وَعَنْ بَيْتِهِ، وَافْعَلْ كَمَا نَطَقْتَ. وَلْيَتَعَظَّمِ اسْمُكَ إِلَى الأَبَدِ، فَيُقَالَ: رَبُّ الْجُنُودِ إِلهٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَلْيَكُنْ بَيْتُ عَبْدِكَ دَاوُدَ ثَابِتًا أَمَامَكَ" (ع25-26).

سمع الرب صلاة داود. وكان تأثير صلاة داود أن غيرت مسار التاريخ. فقد عاش داود حياة بارة "إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ". لكن، يخبرنا العهد الجديد أن كل شخص يؤمن بيسوع هو في وضع أفضل من وضع داود. فبموت وقيامة يسوع تصبح بارا أمام الله. يسمع الله صلوات الأبرار. لذا فبسبب يسوع، يمكن لصلواتك أنت أيضا أن تغير مسار التاريخ.

يا رب، من فضلك حول قلوب مدينتنا وبلدنا لترجع إليك. أصلي كي تقيم قادة وسياسيين، مكرسين تماما لك، ويتخلصون من الشر ويجلبون السلام والعدل لعالمنا.

Pippa Adds

ربما كان سليمان أحكم انسان في كل العالم لكن يبدو إنه لم يقم بجهد جيد في تربيته للأطفال. كان عليه أن يطبق المثل الذي كتبه، "رَبِّ الْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لاَ يَحِيدُ عَنْهُ" (أم6:22).

References

© 1999 Bible Society of Egypt

جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر