مُحصن ضدّ الخوفعينة

وعود الله أكيدة

"لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْكَلاَمِ الصَّالِحِ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ, بَلِ الْكُلُّ صَارَ" (يشوع 21: 45)

الإيمان هو قضية شخصيَّة. قد يكون شخص ما قد أثبت نفسه أو نفسها حتّى الآن، ولكن المستقبل يحمل تأكيدات شخصيَّة فقط. نحن نثق في بعض الأشخاص لأننا نعرفهم بشكل شخصي. إذا اعتقدنا أنَّ هؤلاء الناس سيتغيرون، فلن نثق بهم. نقرأ في الكتاب المقدس من هو الله، وربما أثبتناه لأنفسنا في حياتنا، ولكن في المستقبل، لا يزال علينا الوثوق به.

ليس هناك حاجة إلى الإيمان من أجل الاعتقاد بأنَّ اثنين زائد اثنين يساوي أربعة، لكن الحياة أكثر تعقيدًا من الرياضيات العمليات الحسابيَّة. تتغير الظروف مثل المحيط. المتغيرات الهائلة لكلّ الأشياء تؤثر على نتائجها. ومع ذلك، فإنَّ الله كلي الحكمة والقوة، لدرجة أننا يجب أن نترك الأشياء له لفرزها، لأنه في النهاية، يحمل المستقبل. قد لا نفهم كلّ ما يفعله، لكننا ننظر إليه بثقة، وهذا أمر يأخذه الله في الاعتبار. فقد خلق العالم بهذه الطريقة. لا شك أنَّ الله يستطيع أن يفعل أيّ شيء، لكنه لا يعمل بمعزل عن أولئك الذين يؤمنون. ستمكنه الصلاة والإيمان من فعل ما لم يستطع أن يفعله، لأنه ذو سيادة وعادل. كما ترون، صمم الصلاة والإيمان يدًا بيد – هذه هي العناية الإلهيَّة المخطط لها.

من الطبيعي أن تعتمد على وعود الناس حتّى نشعر بخيبة أمل. المحتالون والمخادعون يعتمدون على هذه الثقة الفطريَّة في الأشخاص الذين يعطوننا كلمتهم. يجب أن نثق بالله العظيم! ليس فقط لأنه أعطانا كلمته، بل أثبت لمائة جيل أنه موثوق فيه! "يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ" (عبرانيين 13: 8).

لقد أعطانا نفس السبب للاعتماد عليه - تصريحات واضحة عمّا سيفعله من أجلنا. ذهب شخص ما إلى الكتاب المقدس بأكمله ووجد ما مجموعه 7874 وعدًا قدمها لنا الله. هذه المجموعة المتألقة من الوعود تغطي فهمنا لله وما يمكن أن نتوقعه منه. يجب أن يكون نطاق 7874 وعودًا واسعة المدى بما يكفي لجميع الظروف في حياتنا التي تحتاج إلى مساعدة الله. تأتي العديد من وعود الله في شكل عهد. الله يفعل الكثير لنا دون الحاجة إلى أن نسأله.

"أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ... يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ " (متّى 5: 45).

الله صالح، صالح للجميع. الملايين لا يعطونه الفضل، على الرغم من أنهم يسارعون إلى لومه عندما تسوء الأمور. تبدو عمليات الطبيعة غير قابلة للتغيير ومنتظمة. حتّى يومنا هذا، لم يثبت أحد أنَّ الله ليس له دور في ذلك. يحافظ على وعوده بـ "الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَكُلِّ وُحُوشِ الأَرْضِ" (تكوين 9: 10). "مُدَّةَ كُلِّ أَيَّامِ الأَرْضِ زَرْعٌ وَحَصَادٌ وَبَرْدٌ وَحَرٌّ وَصَيْفٌ وَشِتَاءٌ وَنَهَارٌ وَلَيْلٌ لاَ تَزَالُ" (تكوين 8: 22).

أخذها يسوع إلى أبعد من ذلك وضم الأزهار قائلاً: "تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. 29وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا" (متى 6: 28-29).

ومع ذلك، فإنَّ الله لديه أشياء جيدة أخرى. الوعد هو "اِسْأَلُوا تُعْطَوْا" (متّى 7: 7)، لأنه لا يمكن الحصول عليها إلّا بالتطبيق المباشر. في الواقع، إنهم موعودون، ومعظمهم مذكور في الكتاب المقدس - "لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ" (مزمور 84: 11). عندما وصلنا إلى نهاية التدبير الطبيعي، قال يسوع، "اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا" (يوحنا 16: 24). "لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ... فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!" (متى 7: 8، 11) .

إذا طلبنا الخير، فلن يرسل الشر - أبداً! "كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ" (يعقوب 1: 17).

ممارسة الإيمان بالصلاة أمر بالغ الأهمّيّة! يجب أن يتعلم الطائر في العش أن يطير ويجمع ما هو متاح. إنَّ السؤال هو تذكير ممتاز لنا باعتمادنا على الله، والصلاة مصممة لجعلنا نطلبه. إنها تلد روح طفوليَّة، مما يجعلنا ننظر إلى أبينا السماوي في جميع الأوقات. إنها شركة - شركة عائليَّة مع أبانا. فالمجد لله! لقد أثبت أنّه أب صالح وعوده لا تسقط أبدًا!