أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وأهل كورنثوسعينة

اليوم 1:   الرحلة التبشيرية الثالثة لبولس – أعمال الرسل ١٨: ٢٣-٢١: ١٧ 

رحلة بولس التبشيرية الثالثة، والتي كانت مشابهة لرحلته الثانية، مسجّلة في أعمال الرسل ١٨: ٢٣-٢١: ١٧. بدأ بولس رحلته حوالي سنة ٥٢ أو ٥٣ ميلادية. انطلق بولس من أنطاكيا في سوريا. بولس شجع المؤمنين في كل من غلاطية وفريجية. على الأرجح، أنه زار بعضاً من المدن التي بشّر فيها على الأقل، مثل دربة، لسترة وأيقونية، وربما أنطاكية.

ثم وصل بولس إلى مدينة أفسس الساحلية في ولاية آسيا، أو آسيا الصغرى. في البداية، كرَّز بولس في هيكل اليهود، ولكن بعد مضي حوالي ثلاثة أشهر، بدأ بالتبشير وبصنع المعجزات في مكان آخر في المدينة. ومع ذلك بالنتيجة، كسب بولس الكثيرين إلى المسيحية بحيث أنَّ سوق الهياكل الوثنية قد تقلّص بشكل كبير. وكنتيجة لذلك، فإن الصنّاع قد هاجوا، مهددين سلامة بعض شركاء بولس.

بعد هذه الحادثة، أمضى بولس ورفاقه المسافرين معه عدة أشهر في مكدونية وأخائية. ثم بدأوا عودتهم إلى آسيا من مدينة فيلبي. بولس ورفاقه حطّوا مراسيهم في مدينة ترواس. جمع بولس المؤمنين هناك وخاطبهم وأطال الكلام إلى منتصف الليل. وبينما كان بولس يتكلم، استغرق شاب اسمه افتيخوس في نوم عميق، فسقط من النافذة وحُمل ميتاً، ولكن أحياهُ بولس بمعجزة.

توجه بولس وأصحابه إلى مدينة أسوس. وتوقفوا في ميتيليني، وخيوس، وساموس، وفي النهاية وصلوا إلى ميليتُس. وبينما هم في ميليتُس، أرسل بولس إلى أفسس المجاورة مستدعياً شيوخ الكنيسة، ليعطيهم تعليماته قبل وداعهم.

بعد ذلك، عبروا من خلال كوس، ورودس، وبتارا، وقبرس، ثم نزلوا في صور. ومن هناك اقلعوا إلى بتولمايس ثم إلى قيصرية، حيث حذّر نبيٌّ من اليهودية اسمه أغابوس بولس بأنه سوف يُعتقل في أورشليم. مع ذلك، تابع بولس طريقه إلى أورشليم حوالي سنة ٥٧ ميلادية.

كتب بولس رسالتيه القانونيتين إلى أهل كورنثوس خلال هذه الرحلة التبشيرية الثالثة. من المرجّح، أنَّ كورنثوس الأولى قد كتبت في أفسس، ربما عام ٥٥ ميلادية. بعد إرساله تلك الرسالة بفترة قصيرة، زار بولس كورنثوس زيارة قصيرة، وبعدها بقليل كتب رسالة ضاعت آثارها، أحياناً يطلقون عليها اسم "الرسالة الحزينة". وعاجلاً فيما بعد، كتب بولس رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس، على الأرجح من مدينة مكدونية.