نؤمن بيسوع: الكاهنعينة

اليوم 7:  تعيين الله ليسوع / عبرانيين 5: 4-10

لأن الله هوَ مَن عيَّن يسوع، فمن المؤكَّد أن يسوع كان يتمتَّع بالمؤهِّلات المطلوبة. وفي الوقت نفسه، علينا أن نعترف أن هذا التعيين كان غير اعتيادي، لأن يسوع لم يكن منحدراً من نسل كهنوتي لاوي. تذكَّر أن الله في بداية حقبة العهد القديم سمح لأنواعٍ عديدة من الناس بأن يكونوا كهنةً. وفي نهاية العهد القديم، حصر الكهنوت في نسل صادوق. ومع هذا، فإن تعيين يسوع كاهناً ليس أمراً غير اعتيادي كما يبدو في البداية.

في جنة عدن، عُيِّن آدم ليحكم على الأرض كملكٍ تابعٍ لله. ولكن حُكمه كان خدمة كهنوتية أيضاً كانت تهدف لتحويل العالم إلى مكانٍ مناسب لحضور الله المجيد. وقد كانت وظيفتا الكاهن والملك مرتبطتين ارتباطاً وثيقاً بالملوك في حقبة الحكم الملكي في شعب إسرائيل.

وبطريقة مشابهة جداً، يسوع كاهن ملكي. فهو يحكم كملكٍ كامل تابع لله. ولكن حُكْمه هو أيضاً خدمة كهنوتية تُعِدُّنا وتُعِدّ الأرض لحضور الله الخاصّ والمجيد. وبهذه الطريقة، أتمّ المسيح ما فشل آدم وبقية نسله في عمله. أنظر مرةً أخرى إلى ما يقوله داود عن المسيح المنتظر العظيم في المزمور ١١٠: ١-٤:

قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. يُرْسِلُ الرَّبُّ قَضِيبَ عِزِّكَ مِنْ صِهْيَوْنَ. تَسَلَّطْ فِي وَسَطِ أَعْدَائِكَ... أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ. (مزمور ١١٠: ١-٤)

في هذا المقطع، المسيح المنتظر، الذي يدعوه داود ربّي، يوصَف بسماتٍ ملكية: قضيب عزّك وتسلَّط وبكونه كاهناً.

تتطلَّع نبوة داود إلى اليوم الذي فيه سيرتقي واحدٌ من نسله إلى هذا السمو الملكي العظيم الذي سيتمِّمه لا بخدمته الملكية فقط، ولكن بخدمته الكهنوتية أيضاً، مثلما عمل ملكي صادق. لهذا تشدِّد رسالة العبرانيين ٧: ١٤ على حقيقة أن يسوع ينحدر من سبط يهوذا، السبط الملكي، لا من سبط لاوي الكهنوتي. وحقيقة كون يسوع الملك المنحدر من يهوذا ورئيس الكهنة العظيم هي دليل على أنه ابن داود الذي طال انتظاره، المسيح المُنتظَر.