معلومات عن خطة القراءة‌

الملكوت والعهد في أسفار العهد الجديدعينة

الملكوت والعهد في  أسفار العهد الجديد

يوم 9 من إجمالي 17

اليوم 9: البشارة (تطور الأهمية)


بشارة انتصار الملكوت تنسجم تمامًا مع نسيج لاهوت العهد الجديد بحيث تظهر بشكل واضح أو ضمني في كل العهد الجديد. وفي الزمن الذي سبق كتابة العهد الجديد، تنامت أهمية الرجاء بانتصار ملكوت الله بحيث تغلغلت في كل أبعاد لاهوت العهد الجديد. توجد عدة طرق يمكننا من خلالها أن نتتبع تطوّر أهمية ملكوت الله في لاهوت العهد الجديد، لكن من أجل أغراضنا سننظر إلى ناحيتَين فقط: أولاً، النظر في إخفاقات إسرائيل قبل زمن العهد الجديد. وثانيًا، فحص آمال إسرائيل في الملكوت قبل مجيء المسيح.


1) إخفاقات إسرائيل:


بعد أن جلبت الخطيّة اللعنة على الخليقة والجنس البشري، اختار الله إبراهيم وذُرِّيَته لإتمام مأمورية الملكوت التي كلّف بها آدم وحواء في البداية. ووعد الله أن يكثّر عائلة إبراهيم. وأعطى ذُرِّيَة إبراهيم أرض الموعد كنقطة انطلاق نحو نشر بركات الله في العالم.


إن كل جيل من أجيال ذُرِّيَة إبراهيم أخفق في علاقته مع الله بطريقة أو بأخرى. لكن الله أظهر طول أناته نحوهم ومكّنهم من المضي قُدمًا على الرغم من خطاياهم. ومع الأسف، ما إن صار لشعب الله مملكته الخاصة، وسلالة حاكمة، وهيكلًا في العاصمة، باتت إخفاقات إسرائيل فاضحة لدرجة دفعت الله إلى إنزال عقابه بهم.


2) آمال إسرائيل:


تكلم الله في العهد القديم، من خلال أنبيائه ليحذّر إسرائيل من إخفاقهم الوشيك وسبيهم بسبب عدم أمانتهم. لكنه بدافع من رحمته، أوحى للأنبياء لكي يدعوا الذين في السبي، ليتوبوا ويأملوا بانتصار عظيم. كانت تلك النبوات عسرة الفهم لكن بصورة عامة كان شعب إسرائيل يتوق إلى الوقت الذي فيه سيهزم الله أعداءه ويدخل شعبه إلى بركات ملكوته العالمي المجيد.


يمكننا أن نجد هذه الآمال في عدة مواضع في نبوات العهد القديم. مثلا يتحدث إشعياء 52: 7 بوضوح عن بشارة انتصار ملكوت الله. وهو يشبه كثيرًا إشعياء 40: 9 حيث يقول إشعياء شيئًا مماثلاً. والقرينتان الأوسع لهذَين المقطعَين تشيران إلى أن "البشارة" تشير إلى انتصار غير مسبوق لملكوت الله بعد انتهاء سبي إسرائيل. وهذه النبوات المفعّمة بالأمل تغلغلت في الأفكار اللاهوتيّة للأكثريّة الساحقة من اليهود في القرن الأول. ويجب ألا نتفاجأ أنها نفذت أيضًا إلى لاهوت العهد الجديد. 


نظرة عن قرب إلى إشعياء 52: 7 تسلط الضوء على أربع ميزات متعلقة بآمال إسرائيل في انتصار ملكوت الله:


أولًا، قال إشعياء إن المُرسلين "سيحملون البشارة" و"يبشرون بالخير" لصهيون. وهاتان العبارتان هما ترجمة للكلمة العبرية "بَسَر" (בָּשַׂר) التي تترجمها السبعينية "إفنجليزو" (εὐαγγελίζω). وكما سبق ورأينا، هذا المصطلح نفسه مستخدم في العهد الجديد للإشارة إلى بشارة انتصار ملكوت الله في المسيح.


ثانيًا، يقتبس بولس من إشعياء 52: 7 في رومية 10: 15. هنا، يشير بولس إلى أن الكرازة المسيحية تمّمت نبوة إشعياء عن المرسلين الذين يعلنون البشارة في نهاية سبي إسرائيل. 


ثالثًا، تنبأ إشعياء بأن البشارة ستكون إعلان "سلام" و"خلاص". في أفسس 6: 15، أشار بولس إلى "إِنْجِيلِ السَّلاَمِ" المسيحي، وفي أفسس 1: 13 أشار إلى "إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ".


ورابعًا، يلخّص الشطر الأخير من هذا العدد البشارة عندما يعلن: "قَدْ مَلَكَ إِلهُكِ!". وهذه الرسالة تشكّل أساس الإنجيل الذي أشار إليه يسوع وكُتّاب العهد الجديد تكرارًا كـ"بشارة الملكوت"، أو ملك "الله".


تنبأ إشعياء 52: 10 عن جهتَي الانتصار الذي تاقت إسرائيل لتراه. أولًا، ترقب هزيمة أعداء الله "أَمَامَ عُيُونِ كُلِّ الأُمَمِ". بكلمات أخرى، تنبأ إشعياء أنه بعد سبي إسرائيل، سيهزم الله كل أعدائه بصورة كاملة وفي كل مكان. وهو سيجرّدهم من سلطتهم، ويقصيهم عن الأرض، ويرسلهم إلى الدينونة الأبدية. ثانيًا، سيؤدي انتصار الله إلى خلاص شعب الله ودخوله إلى بركات ملكوته. 


عندما كُتب العهد الجديد، كانت هزيمة ملكوت الله في إسرائيل قد ألقت بثقلها على أتباع يسوع الذين جاؤوا بعدها. لم يكن أي شيء بالنسبة إليهم أهم من الإيمان بأن ملكوت الله سينهض ويحقّق انتصارًا غير مسبوقٍ بيسوع. ولهذا السبب، تم سكْب لاهوت العهد الجديد ضمن إطار البشارة بملكوت الله.  

يوم 8يوم 10

عن هذه الخطة

الملكوت والعهد في  أسفار العهد الجديد

هل تساءلت يوما لماذا تُولي أسفار العهد الجديد الكثير من الاهتمام لملكوت الله؟ أو كيف يتعلّق هذا الموضوع المركزي بالعهد الجديد في المسيح؟ تبحث هذه الخطة في هاتين السمتين الأساسيتين لأسفار العهد الجديد من خلال دراسة مصدر ن...

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org​​​​​​​

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية