معلومات عن خطة القراءة‌

الملكوت والعهد في أسفار العهد الجديدعينة

الملكوت والعهد في  أسفار العهد الجديد

يوم 16 من إجمالي 17

اليوم 16: ديناميات التفاعل (امتحانات الولاء)


يجب أن نشير هنا إلى أنه في القرن العشرين بدأ العديد من علماء اللاهوت بمقارنة العهود الكتابيّة مع مجموعة أخرى من نصوص الشرق الأدنى القديم، وتُدعى غالباً "المنح الملكيّة". في هذه المنح، يُعطي الملك السيد منافع للملك التابع، أو الخاضع له. وقد قادت الدراسات الأولى الكثيرين للاستنتاج أنه لم يكن هناك أي واجبات أو متطلبات، ولا امتحانات ولاء للذي نال المنحة. ونتيجة لذلك، أشار بعض مفسّري الكتاب المقدس إلى أن العهود الكتابيّة لا تتطلّب الولاء من شعب الله. لكن أبحاثاً حديثة أكثر بيّنت عكس ذلك. فنحن نعلم اليوم أنه حتى المنح الملكية تتطلّب الخدمة المخلصة من قبل مستلميها. من هنا، يجب ألا نتفاجأ عندما يخبرنا الكتاب المقدس أن الله امتحن ولاء شعبه في كل عهد كتابيّ، ومن ضمنها العهد الجديد. 


عندما نقول إن اللهَ يَمتحنُ ولاءَنا كجزءٍ من حياتِنا في ظلِ العهدِ الجديد، نحتاجُ أن نَتجنّبَ بعضَ إساءاتِ الفهم الخطيرة. أولاً، في كلِ الكتابِ المقدس، لم ينل خاطئٌ واحدٌ الخلاصَ من خلالِ أعمالِه الصالحة. فلن نصلَ أبداً إلى الكمالِ المطلوب لننالَ بركاتَ الله الأبديّة من خلال جهودِنا الشخصيّة. ثانياً، كلُ عملٍ صالحٍ نقوم به هو بفضلِ نعمةِ الله العاملةُ فينا. فنحنُ لا نُتمّمُ أيَّ عملٍ صالحٍ دونَ رحمةِ الله وقوةِ روحِه القدوس. وثالثاً، ما زلنا نحتاجُ أن ندركَ أن الله دعا دائماً شعبَه في العهدِ إلى الطاعة. في كِلا العهدين القديم والجديد، امتحنَ اللهُ أو أثبتَ الحالةَ الحقيقيّة لقلوبِ شعبِه من خلال استجاباتِهم لوصاياه. ولكي نوضّح ما نعنيه، سنوجز كيف أن امتحانات الولاء تظهر في عهود أسفار العهد القديم. ثم سننظر إلى امتحانات الولاء في العهد الجديد.


1) العهد القديم:


كل من يطالع الكتاب المقدس يعرف أن الله امتحن آدم بصفته ممثّل العهد مع الله من خلال توجيهات الله في جنة عدن. نوح أيضاً امتُحن من خلال توجيهات الله له باعتباره ممثّل العهد مع الله قبل الطوفان وبعده. وتصوّر لنا سيرة حياة إبراهيم كيف امتحن الله ولاء أبينا إبراهيم بطرق عدّة كممثّل لعهده (التكوين 22: 1-19). امتُحِنَ موسى بوصايا الله كل حياته كممثّل للعهد لإسرائيل. وأعلن الله بوضوح أنه أعطى شعبه إسرائيل في العهد الشريعة ليمتحنهم (التثنية 8: 2). تبيّن قصص حياة داود أن الله امتحن ولاء داود كالملك ممثّل العهد لإسرائيل. وكما توضّح بقية أسفار العهد القديم تكراراً، استمر الله في امتحان شعبه في العهد، أبناء داود وشعب إسرائيل عبر أجيالهم.


2) العهد الجديد:


انسكبت نعمة الله في العهد الجديد كما لم يحدث من قبل في التاريخ الكتابيّ. لكن من الواضح أيضاً أن أسفار العهد الجديد تتضمّن عدداً لا يُحصى من وصايا الله وتوجيهاته. تلفت أسفار العهد الجديد الكثير من الانتباه إلى ولاء المسيح كممثّل العهد الجديد. وتخبرنا أنه خلال فترة تأسيس الملكوت، نجح يسوع في كل امتحانات الولاء التي طلبها منه الله (العبرانيين 4: 15). في لاهوت أسفار العهد الجديد، كانت قمة ولاء يسوع في خدمته لله هي بموته الطوعي على الصليب. وباجتيازه امتحان الولاء بنجاح، كممثّل العهد الجديد، قدّم يسوع كفارّة دائمة وغفراناً أبدياً لجميع الذين يؤمنون به. بالإضافة إلى موت يسوع على الصليب، تشير مقاطع مثل العبرانيين 8: 1 و2 إلى أن المسيح، كابن داود، يقوم بخدمة مطيعة في السماء خلال فترة استمرار ملكوته. وتعلّم 1 كورنثوس 15: 24 أنه عند رجوع المسيح في المجد عند الاكتمال النهائي، سيسلّم الملكوت إلى الله الآب كعمل خدمة متواضع.


وبقدر ما يركّز لاهوت أسفار العهد الجديد على الولاء الكامل للمسيح كممثّل العهد الجديد، فهو يشدّد أيضاً على أن امتحانات الولاء ما زالت سارية المفعول بالنسبة للكنيسة، شعب العهد الجديد. من المهم أن نفهم امتحانات الولاء بالنسبة للكنيسة من حيث اتحاد الكنيسة بالمسيح. فمن جهة، الكنيسة هي "في المسيح" بمعنى أننا متحدّون به أمام الله في بلاطه السماوي. وبحسب 1 تيموثاوس 3: 16، كان المسيح هو من اجتاز في امتحان اختبار الولاء بصورة كاملة وتزكَّى عندما أقامه الروح القدس من الموت. لهذا السبب، كما تعلّم مقاطع مثل رومية 4: 23-25، فإن هذه التزكية القانونيّة للمسيح في بلاط السماء احتُسبت إلى جميع الذين لهم الإيمان الخلاصي فيه. ففي المسيح يقف المؤمنون الحقيقيون أمام كرسي المحاسبة كأشخاص نجحوا في الامتحان، لأن المسيح نجح في الامتحان نيابة عنا. وهذه الحقيقة الرائعة عن المسيح في البلاط السماوي لله هي الأساس لوجهة النظر اللاهوتيّة لأسفار العهد الجديد التي يدعوها اللاهوتيّون الإنجيليّون "سولا فيدي" "Sola Fide" أو التبرير بالإيمان وحده.


لكن من جهة أخرى، يشير الاتحاد بالمسيح أيضاً إلى الاختبار اليومي "للمسيح فينا". ففي الوقت الذي ما زالت فيه الكنيسة موجودة على الأرض قبل رجوع المسيح بمجد، يختبر الناس داخل الكنيسة امتحانات ولاء تبيّن حالة قلوبهم. ويعمل روح المسيح داخل المؤمنين الحقيقيين ليقدّسهم. وهذا الجانب من اتحادنا بالمسيح يتوافق مع عقيدة التقديس الإنجيليّة، أو السعي التدريجيّ في القداسة. ويعلّم الكتاب المقدس أن الامتحان هو الطريقة التي من خلالها يدفعنا الله إلى الأمام في القداسة (يعقوب 1: 2-3).


مرّة أخرى، يجب أن نتذكّر أنه في فترة تأسيس واستمرار ملكوت المسيح، تتألّف الكنيسة المنظورة من مؤمنين غير حقيقيين ومؤمنين حقيقيين. ومن خلال امتحان الولاء يتبيّن إن كان للمجموعتين إيمان خلاصي أو لا. فالمؤمنون غير الحقيقيين يخفقون في امتحان الولاء ويتحولون عن خدمة المسيح (1 يوحنا 2: 19). أما المؤمنون الحقيقيون على عكس ذلك، رغم أنهم غير كاملين في هذه الحياة، فهم يثابرون في ولائهم للمسيح بقوة الروح القدس. لذلك يحتوي لاهوت أسفار العهد الجديد على العديد من الوصايا من الله كامتحانات للولاء لتبرهن من هم الذين ينتمون حقاً إلى جماعة المؤمنين الحقيقيين.

يوم 15يوم 17

عن هذه الخطة

الملكوت والعهد في  أسفار العهد الجديد

هل تساءلت يوما لماذا تُولي أسفار العهد الجديد الكثير من الاهتمام لملكوت الله؟ أو كيف يتعلّق هذا الموضوع المركزي بالعهد الجديد في المسيح؟ تبحث هذه الخطة في هاتين السمتين الأساسيتين لأسفار العهد الجديد من خلال دراسة مصدر ن...

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org​​​​​​​

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية