أفاسوس 5

5
الفصل الخامس
الحياة في نور الله
1أنتُم يا عِيالَ اللهِ الأحِبّاءَ، اقتَدُوا بصِفاتِ اللهِ الحَميدةِ. 2واسلُكُوا في المَحبّةِ سِيرةَ السَّيِّدِ المَسيحِ، فهُو الّذي أحَبَّنا وضَحّى بنَفسِهِ مِن أجلِنا كَقُربانٍ ذي رائحةٍ ذَكيّةٍ لِمَرضاةِ اللهِ.#5‏.2 كان المؤمنون يتقرّبون إلى الله بتقديم القرابين التي يقع حرقها كما ورد في التوراة، وكانت هذه العبادة ترضي الله كثيرًا، وهذا ما تمّ وصفه بـ "رائحة تَقَبَّلَهَا اللهُ بِرِضًى" (انظر التوراة، سفر التكوين 8: 21، وسفر الخروج 29: 18، 25، 41) رغم أنّ الله في غنى عن مثل هذه العبادات (انظر كتاب الزّبور، مزمور 50: 7‏-15 وكتاب النّبي هوشع 6: 6).
3واحرِصوا ألاّ تَتَسَرَّبَ إليكُم ذُرَّةٌ مِن الفُجورِ والشَّهَوات والفَحشاءِ، فهذا لا يَليقُ بعِبادِ اللهِ الصّالِحينَ. 4واترُكوا السَّفاهةَ وسُخفَ الكَلامِ وبَذِيءَ القَولِ، وفي المُقابِلِ احمَدوا اللهَ واشكروهُ. 5فلا رَيبَ أنّ أهلَ الفُجورِ والشَّهوةِ والفَحشاءِ، لا نَصيبَ لهُم في مَملَكةِ سَيِّدِنا المَسيحِ، وهي المَملَكةُ الرَّبّانيّةُ العُظمى، ذلِكَ أنّ أهلَ الشَّهَواتِ في الحَقيقةِ لا يَعبُدونَ اللهَ، بل هُم في ذلِكَ بمَثابةِ عَبَدةِ الأصنامِ.
6فلا يَخدَعَنّكُم الّذينَ يُبَرِّرونَ هذِهِ السَّيّئاتِ، فاللهُ يُعاقِبُ العُصاةَ الآثِمينَ بِلا رَيبٍ. 7فلا تُشارِكوهُم في أعمالِهمِ السَّيّئةِ. 8ولقد كُنتُم في ما مَضى قابِعينَ في الظُّلُمات، وأصبَحتُم الآنَ تَنعَمونَ بالنّورِ بفَضلِ سَيِّدِنا (سلامُهُ علينا)، فاسلُكُوا في حَياتِكُم سِيرةَ أهلِ النُّورِ. 9والنُّورُ الّذي فيكُم يُثمِرُ الخَيرَ والصَّلاحَ والحقَّ. 10فاسعَوا لمَعرِفةِ ما يُرضي سَيِّدَنا عيسى، 11ولا تُشارِكوا في سُوءِ الأعمالِ الّتي لا جَدوى مِنها، بلِ اكشِفوها على حَقيقتِها، 12فكُلُّ ما يَفعَلُهُ الأشرارُ في الخَفاءِ، نَخجَلُ مِنهُ ومِن ذِكرِهِ. 13ولكن كُلُّ الأشياءِ الّتي تَظهَرُ في النُّورِ تَنكَشِفُ على حَقيقتِها، 14ولقد أضاءَ نورُ اللهِ ليَكشِفَ ما يأتونَهُ مِن شَرٍّ وفُجورٍ، لِهذا يُقالُ: "انهضْ أيُّها النّائِمُ واترُكْ سُبُلَ المَوتِ، فيُشرِقَ عليكَ السَّيِّدُ المَسيحُ بنورِهِ".#5‏.14 من المرجَّح أن بولس اقتبس من نشيد استعمله الأتباع الأوائل للسيد المسيح، وفيه يظهر بعض التشابه مع آيات في كتاب النبي أشعيا 26: 19، 60: 1.
15فانتَبِهوا إلى سِيرةِ حياتِكُم، ولا تَسلُكوا سُلوكَ الحَمقى بل كونوا عُقلاءَ، 16واغتَنِموا الفُرَصَ لفِعلِ الخَيرِ، لأنّ هذِهِ أيّامٌ يَسودُها الشَّرُّ، 17فلا تَتَصَرَّفوا بَطَيشٍ، بل أدرِكوا ما يُرضي مَولاكُم، 18ولا تَسْكرُوا بالخَمرِ لأنّ في ذلِكَ خَرابًا، بَل كونوا مُفعَمينَ برُوحِ اللهِ. 19وإذا اجتَمعَتُم، فتَذاكِرُوا ما في المَزاميرِ، والأناشيدِ الدِّينيّةِ، ورَتِّلوا وسَبِّحوا، وأنشِدوا لمَولاكُم في قُلوبِكُم، 20واحمَدوا اللهَ الأبِ الرَّحيمِ بِاسمِ سَيِّدِنا عيسـى المَسيحِ على كُلِّ شَيءٍ وفي كُلِّ حِينٍ.
تعاليم للزّوجات والأزواج
21وبما أنّكُم تَهابونَ السَّيِّدَ المَسيحَ، فلِيَكُنِ الاحتِرامُ مُتَبادَلاً بَينَكُم.#5‏.21 شاع في القديم نشر قوائم الأحكام الأُسريّة التي توضّح واجبات كل شخص من أهل البيت. وقد سمّى الباحثون هذا المقطع (من 5: 22 إلى 6: 9)، بـ"الأحكام الأُسريّة". وخلافا للقوائم التي كانت منتشرة بين الناس، نجد قوائم أخرى في الإنجيل تركّز على مسؤوليات أصحاب المراكز الكبرى في المجتمع الأسري (الأزواج والآباء والأسياد) تجاه الأضعف منهم (الزوجات والأطفال والعبيد). ونذكر على سبيل المثال أنّ مجموعة الأحكام القديمة العادية لم تنصَّ أبدا على وجوب محبة الزوج لزوجته، لكن هذه القوائم كانت توجّه الأزواج لكي يجبروا زوجاتهم على الخضوع لهم. ويوجد فرق آخر شاسع بين الأحكام الأسرية التي ذكرت في الإنجيل وتلك التي دعا إليها الفلافسة والأدباء الوثنيون، ويتمثّل في ضرورة خضوع جميع الأعضاء من جماعة المؤمنين بعضِهم لبعض كما ورد في الإنجيل. 22يا أيّتُها الزَّوجاتُ، كَما تَحتَرِمْنَ مَكانةَ السَّيِّدِ المَسيحِ، اِحتَرِمْنَ مَكانةَ أزواجِكُنّ. 23إنّ الرَّجُلَ أصلُ المَرأةِ، كَما أنّ السَّيِّدَ المَسيحَ أصلُ جَماعةِ المؤمنينَ، ومُنقِذُهُم باعتِبارِهِم أُمّةَ الجَسَدِ الواحِدِ لهُ على الأرضِ، 24فكَما تَحتَرِمُ جَماعةُ المَسيحِ مَكانتَهُ (سلامُهُ علينا)، فعلى الزَّوجاتِ أن يَحتَرِمْنَ مَكانةَ أزواجِهِنّ في كُلِّ أمر.
25أمّا أنتُم أيُّها الأزواجُ، فأحِبّوا زَوجاتِكُم كَما أحَبَّ سَيِّدُنا المَسيحُ جَماعةَ المؤمنينَ، فقَدَّمَ (سلامُهُ علينا) حَياتَهُ تَضحيّةً مِن أجلِهِم، 26ليَجعَلَهُم مَنذورينَ لِنَفسِهِ وطاهِرينَ بِالماءِ وبِرِسالةِ اللهِ، 27حَتّى يَكونوا أُمّتَهُ الخاصّةَ كعَروسٍ بَهيّةِ الجَمالِ، خاليّةٍ مِن التَّجاعيدِ ومِن العُيوبِ ومِن النُقصانِ، بل هي مُقَدَّسةٌ كامِلةُ الأوصافِ. 28فيا أيُّها الرِّجالُ أحِبّوا زَوجاتِكُم كَما تُحِبّونَ أجسامَكُم. إنّ الرَّجُلَ الّذي يُحِبُّ زَوجتَهُ في الحَقيقةِ يُحِبُّ نَفسَهُ، 29فلا أحَدَ يَكرَهُ جِسمَهُ، بل يُطعِمُهُ ويَعتَني بِهِ، كذلِكَ فَعَلَ السّيِّدُ المَسيحُ مَعَ أُمّتِهِ، 30فنَحنُ أعضاءُ جَماعتِهِ. 31وهو ما نَجِدُهُ في التّوراةِ في قَولِهِ تَعالى: "لهذا السَّبَبِ يَترُكُ الرَّجُلُ أُمَّهُ وأباهُ لِيَقتَرِنَ بِزَوجتِهِ فيُؤلِّفانِ عائلةً جَديدةً وباقتِرانِهِما يُصبِحانِ واحِدًا".#5‏.31 التوراة، سفر التكوين 2: 24. 32إنّ في هذا لَسِرٌّ عَظيمٌ، وفيهِ نَلمُسُ وَحدةَ السَّيِّدِ المَسيحِ مَعَ أُمّتِهِ. 33وخُلاصةُ القَولِ: يا أيُّها الرِّجالُ، أحِبّوا زَوجاتِكُم كَما تُحِبّونَ أنفُسَكُم. وأنتُنّ، أيّتُها الزَّوجاتُ، اِحتَرِمْنَ مَكانةَ أزواجِكُنَّ.

المحددات الحالية:

أفاسوس 5: TMA

تمييز النص

شارك

نسخ

None

هل تريد حفظ أبرز أعمالك على جميع أجهزتك؟ قم بالتسجيل أو تسجيل الدخول

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية