أفاسوس 1

1
بسم الله تبارك وتعالى
الفصل الأوّل
تحيّة
1هذِهِ الرِّسالةُ مِن بولُس، حَواريِّ سَيِّدِنا عِيسى المَسيحِ بِأمرِ اللهِ، مُوَجَّهةٌ إلى عِبادِ اللهِ الصّالِحينَ في مَدينةِ أفاسوس،#1‏.1 كانت مدينة أفاسوس تحتوي على ميناء، وكان عدد سكانها يبلغ 200,000 نسمة تقريبًا. وكانت تعتبر المدينة الرابعة في الإمبراطورية الرومانية من حيث عدد السكان بعد روما والإسكندرية وأنطاكيا في سوريا، وكانت عاصمة مقاطعة آسيا الرومانية أيضً. المُخلِصينَ لسَيِّدِنا عيسى المَسيحِ (سلامُهُ علينا). 2السَّلامُ عليكُم والرَّحمةُ مِنَ اللهِ أبينا الصَّمَدِ ومِن سَيِّدِنا عيسى المَسيحِ.
امتيازات أتباع السّيّد المسيح
3تَبارَكَ اللهُ الأبُ الرّحيمُ لِسَيِّدِنا عيسى المَسيحِ، فهو الّذي بارَكَنا بكُلِّ البَرَكاتِ الرُّوحيّةِ الّتي تَفيضُ مِن عُلاه لأَنّنا اعتَصَمنا بالسَّيّدِ المَسيح.#1‏.3 يوجد في هذا المقطع الافتتاحي ما يقارب أحد عشر مصطلحا مختلفا للإشارة إلى بني يعقوب وردت في الأصل في التوراة وغيرها من كتب الأنبياء الأوّلين. إن هذه المصطلحات تنطبق على أتباع سيّدنا المسيح الآن، يهودا كانوا أو غير يهود. وبما أنّ اليهود وغيرهم لديهم عادات وتقاليد مختلفة، فربّما نشب توتُّر بينهم في تجمُّعاتهم، ولكنّ بولس باستعماله المصطلحات نفسها لكلتا الجماعتين، كان يذكّرهم أنّهم جميعا جماعة واحدة باعتبارهم أتباع السيّد المسيح، وعليهم السّعي معا لمرضاة الله. 4فاختارَنا اللهُ بانتِمائِنا إليهِ (سلامُهُ علينا) قَبلَ خَلقِ العالَمينَ، حَتّى نَكونَ مَنذورين لهُ دونَ شَوائبَ. 5نعم، إنّهُ بمَحبّتِهِ قد قَدَّرَ وقَضى مُنذُ البِدايةِ أن نَكونَ مِن أهلِ بَيتِهِ بِفَضلِ عيسى المَسيحِ، فكانَ هذا ما شاءَ وارتَضى. 6ولذلِكَ نُسَبِّحُهُ على فَضلِهِ المَجيدِ الّذي غَمَرَنا بِهِ لأنّنا مِن جَماعةِ سَيِّدِنا الحَبيبِ (سلامُهُ علينا).
7‏-8إنّ اللهَ حَرَّرَنا وغَفَرَ لنا ذُنوبَنا بتَضحيةِ سَيِّدِنا عيسى بدَمِهِ الزَّكيّ،#1‏.7‏-8 توجد في التّوراة تعليمات تنصّ على أنّ كلّ من يخالف أوامر الله عليه أن يقدّم أضحية وذلك من أجل نيل الغفران (انظر سفر اللاّويين الفصل 4). ويلمِّح بولس إلى تلك العادات في هذا المقطع. وأغدَقَ علينا فَضلَهُ بِكُلِّ ما فيهِ مِن حِكمةٍ ونُهى، 9وأبدَى لنا مَقاصِدَهُ الخَفيّةَ المُتَعَلِّقةَ بِهِ (سلامُهُ علينا)،#1‏.9 وُجد في زمن الحواري بولس العديد من الأديان الوثنيّة وكان بعضها يفرض على أتباعه عادات وتقاليد سريّة. واستعملت هذه الأديان الوثنية الكلمة اليونانية mysterion للإشارة إلى الشعائر الدّينيّة السّرية التي يستعملونها لانضمام أعضاء جدد إليهم. وقد استعمل بولس الكلمة اليونانية نفسها للإشارة إلى أمر كان في السّابق مخفيا وكشفه الله الآن لعباده من خلال روحه تقدّس وتعالى. تِلكَ الّتي ارتَضى كَشفَها لنا، 10وهي عَودةُ كُلِّ الكائِناتِ لِلخُضوعِ لِسُلطةِ السَّيّدِ المَسيحِ في الأجلِ المُسَمّى، كُلِّ الكائناتِ في الغَيبِ وكُلِّ ما فَوقَ الثَّرى.
11اللهُ هو المُهَيمِنُ على كُلِّ شَيءٍ، ويُقَدِّرُ كُلَّ الأُمورِ كَما يُريدُ ويَرضى، فهُو الّذي اختارَنا أوّلاً مِن بَني يَعقوبَ لنَكونَ مَنذورينَ لهُ ولنَكونَ وَرَثةَ وُعودِهِ بَينَ النّاسِ 12وجَعَلَنا مِن جَماعةِ سَيِّدِنا عِيسى، حَتّى نُسَـبِّحَهُ ونَرفَعَ شأنَهُ بَينَ العالَمينَ، لأنّنا أوّلُ مَن وَضَعَ الأملَ في سَيِّدِنا المَسيحِ (سلامُهُ علينا). 13وأنتُم أيُّها الأغرابُ، ها إنّكُم تَنضَمُّونَ إلى جَماعةِ المَسيحِ، بَعدَ أن سَمِعتُم وآمَنتُم بِرسالةِ الحَقِّ، إنّ اللهَ يُبَشِّرُكُم أنّكُم أصبَحتُم مِن أهلِ النَّجاةِ. ولأنّكُم تؤمِنونَ بِالسَّيِّدِ المَسيحِ، فقد خَتَمَكُمُ اللهُ بوَسمِهِ إذ أعطاكُم رُوحَهُ تَقَدَّسَ وتَعالى، تِلكَ التّي وَعَدَ بها مُنذُ القَديمِ. 14ورُوحُ اللهِ ضَمانٌ مِنهُ تَعالى، على أنّهُ سيَفي بِوَعدِهِ وأنّهُ سيَجعَلُنا وَرَثَةَ بَرَكاتِهِ، ومِن خاصّتِهِ، ومِن المُتَحَرِّرينَ. إنّنا لِهذا نُسَـبِّحُ بِحَمدِهِ جَلَّ جَلالُهُ!#1‏.14 سجّل النّبي يوئيل (عليه السّلام) وعد الله أنّه سيفيض على البشر من روحه في أواخر أيّام هذه الدّنيا (انظر كتاب النّبي يوئيل 2: 28 – 29). وأخبر النّبي حزقيال (ذو الكفل) أيضا قومه أن الله سيمنحهم قلوبا جديدة ويجعل روحه تحلّ فيهم (سفر حزقيال 36: 26 – 27). ولأنّ بني يعقوب قد آمنوا بهذا الوعد، فقد تحدّث الحواري بولس في رسالته حول روح الله "كضمان"، وهو ما يعني أنّ هؤلاء الذين تلقَّوا روح الله في هذه الحياة، كأنّما بدؤوا اختبار حياة الآخرة التي وعد الله بها أُمّته.
دعاء بولس للمؤمنين في أفاسوس
15ولهذا السَّبَبِ، مُذ عَلِمتُ بإِيمانِكُم بِسَيِّدِنا عيسى، وبِمَحبّتِكُم لجَميعِ المؤمنينَ، 16لم أتَخَلَّ عن حَمدِ اللهِ لأجلِكُم، وإنّي أدعو لكُم باستِمرارٍ 17وأسألُ اللهَ الأبَ المَجيدَ، رَبَّ سَيِّدِنا عيسى المَسيحِ، أن يَجعَلَكُم بِرُوحِهِ على الحِكمةِ والهُدى، لِتَعرِفوهُ حَقَّ المَعرِفةِ، 18وأسألُهُ أن يُنيرَ بَصائرَكُم لِكَي تُدرِكوا اليَقينَ الّذي مَنَحَهُ لِكُلِّ الّذينَ استَجابوا لدَعوَتِهِ، وهُم إِرثُهُ الغالي المَجيدُ، عِبادُهُ الصّالِحونَ، 19وأن تُدرِكوا قوّةَ اللهِ الفائِقةَ العَظيمةَ الّتي مَنَحَها لنا نَحنُ المؤمنينَ، إنّها القُدرةُ الخارِقةُ 20الّتي بَعَثَ بها السَّيِّدَ المَسيحَ حَيًّا مِن بَينِ الأمواتِ إلى أبَدِ الآبِدينَ، ثُمّ جَعَلَهُ على يُمناهُ في السَّماءِ 21فَوقَ كُلِّ الكائِناتِ الخَفيّةِ مِن المَلائِكةِ والجِنِّ والجانِ والشّياطِين، وجَعَلَ اسمَهُ فَوقَ كُلِّ الأسماءِ، وإنّ اسمَهُ يَطغى عليها في الآخِرةِ كَما في هذِهِ الدُّنيا،#1‏.21 شاع في زمن بولس أنّ بعض السحرة والشيوخ الروحانيين قد حاولوا السيطرة على الملائكة والشياطين والجن من خلال استعمال أسماء تلك الكائنات الغيبية. وفي هذه الرسالة، يستعمل بولس الأسماء الشائعة التي كان يستعملها الناس في تلك الفترة للإشارة إلى هذه الفئات من الشياطين والملائكة. وعندما يقول بولس أنّ اسم سيدنا عيسى (سلامه علينا) هو فوق كل هذه الأسماء فإنّ ذلك يعني أن سيدنا عيسى هو أسمى منهم ويتفوّق عليهم قوّة، ولا يمكن استعمال اسمه دون إذنه. وكان الناس يعتقدون أن بعض الملائكة والشياطين يسيطرون على البشر وحكامهم. ومع ذلك، فإنّ بولس يؤكّد أنّ أتباع السيد المسيح لن يخضعوا بعد الآن لهذه الكائنات. 22وجَعَلَ كُلُّ شَيءٍ تَحتَ تَصَرُّفِهِ (سلامُهُ علينا) وبهذا السُّلطانِ يَكونُ وَكيلَهُ تَعالى مِن أجلِ جَماعةِ المؤمنينَ، 23الّذينَ يُجَسِّدونَ السَّيِّدَ المسيحَ، باعتِبارِهِ فَيضُ اللهِ الّذي يَحِلُّ في الكَونِ كُلِّهِ.

المحددات الحالية:

أفاسوس 1: TMA

تمييز النص

شارك

نسخ

None

هل تريد حفظ أبرز أعمالك على جميع أجهزتك؟ قم بالتسجيل أو تسجيل الدخول

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية