(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص

يتلخص، تعليم يسوع في هذا النص، بأن التعرف إلى الله والتقرب منه لا يتم بطرق الحكمة البشرية ولا بأعمال الشريعة، بل كشف إلهي في القلب الطيب النقي. يشير المسيح إلى جماعة من اليهود المتأثرين بالثقافة اليونانية وبالفرق الدينية الباطنية التي كانت تعلم بأن الحكماء والفهماء هم من يعرفون أمور الله. ويشير أيضًا إلى فئة معلمي الشريعة الذين وضعوا الناس تحت نير ثقيل من الممارسات الشرائعية المعقدة مدعين بأن هذه هي الطريقة للتقرب من الله. لكن يسوع يعلِّم بأن الله كشف نفسه للبسطاء الأنقياء القلب الطيبين، وبأن لا أحد يعرف الله إن لم يتعرف على الابن أولًا، لأن هذا الأخير وحده يعرف الله معرفة حقيقية ويستطيع أن يدخل كل مؤمن به إلى هذه المعرفة. أخيرًا، يدعو المسيح كل الرازحين تحت حمل الشريعة الثقيل الذي وضعه معلمو الشريعة عليهم ليأتوا إليه، فيخرجوا من تحت حملهم الثقيل، ويضعوا أنفسهم تحت النير معه؛ نيره هين وحمله خفيف مقارنة مع نير معلمي الشريعة. ملاحظة أخيرة، معلمو الشريعة "يحزِمونَ أحمالًا ثَقيلَةً شاقّةَ الحَمْلِ وُيلْقونَها على أكتافِ النّاسِ، ولكنّهُم لا يحَرّكونَ إصْبَعًا تعينُهُم على حَمْلِها" (مت 23 : 4). أما يسوع، فيضع نفسه تحت النير معنا، وُيشاركنا "الحراثة"، أي الحياة العملية ضمن دعوتنا، فيتحول العمل الشاق إلى نزهة مباركة.

تأمل في النص

إن أحد الأسباب التي من أجلها رفض قادة اليهود المسيح لأن رسالته واضحة وبسيطة وعملية. منذ القديم، صُوِّرت الممارسة الدينية للإنسان على أنها ممارسة معقدة: طقوس معقدة مشبعة بالرموز غير الواضحة، أسرارية مبهمة، أعمال شاقة تجهد الجسد وتسبب الألم للإنسان. 

بينما أتى يسوع فقال أن المطلوب هو نقاء القلب وتقبل الحب الإلهي، وتجسيد هذا الحب في لحياة العملية اليومية. هذا هو المطلوب ليحضر الله في الإنسان، وليتقرب الإنسان من الله، وليتحد به في نهاية المطاف. تتلخص رسالة المسيح بوجوب الإيمان بالله المحبة، والتجاوب مع هذه المحبة، لأنه، بالروح القدس، يريد أن يحوِّل حياتنا لتصبح من جوهر هذه المحبة، لنتمكن في النهاية من الاندماح معه، والاتحاد به في الحياة الأبدية. إن تمرسي في معرفة الله لا يتعلق بكمية معرفتي بالدين، أو بالكتاب المقدس، أو بالفلسفة وأسرار الحياة والوجود، بل بمدى نقاء قلبيوانفتاحي على الله، وكل انفتاح على الله هو انفتاح على الآخرين، لأنني أتقابل مع الله فيهم. لهذه الرسالة أتى يسوع، وأعطى نفسه ليصير لنا جسر عبور إلى الله.

الفكرة الرئيسة

يتم التعرف إلى الله ببساطة الروح ونقاء القلب، ووضع الذات على طريق يسوع المسيح والالتزام بها كمنهاج عيش.

صلاة

خلصني يا رب من خبثي، وعقدي، وظهر قلبي واملأه بروحك وبحضورك كي أعيش دائمًا في هذا الحضور.

خذ قرارًا لهذا اليوم