الملكوت المعكوس / الجزء الثاني - أعمال الرسلعينة

عندما نواصل قراءة سِفر أعمال الرسل، نرى أنّ حركة الربّ يسوع كانت تنمو بسرعة، حيث بدأ الشعب اليهوديّ من جنسيّاتٍ أُخرى في اتّباع الربّ يسوع. وهم بدورهم استقبلوا قوّة الروح القدس وتغيّرت حياتهم، وبدأ مجتمع الربّ يسوع في العيش بطريقة جديدة تمامًا مليئة بالفرح والسخاء. حيث تشاركوا الطعام معًا يوميًّا، وصلّوا بانتظام سويًّا، بل وباعوا ممتلكاتهم لتوفير الطعام للفقراء بينهم. وتعلّموا معنى الحياة في العهد الجديد، حيث يسكن حضور الله في الناس بدلًا من الهيكل.

ربما سبق لك أن سمعت عن القصّة الغريبة الواردة في سِفر اللاويّين عن كاهنَين لم يحترما الله في الهيكل ثم ماتا فجأة. يروي لنا لوقا البشير، في قراءة اليوم، قصّة مماثلة عن شخصين أهانا هيكل الروح القدس الجديد وماتا. شعر التلاميذ بالقلق. فهم كانوا يُدركون جدّيّة هذا العهد الجديد، فانتبهوا للتحذير، وتمّ تصحيح ما تمّ إفساده في الهيكل الجديد. لكنّ الفساد في الهيكل القديم كان مستمرًّا، حيث واصل رؤساء الهيكل هجومهم ضدّ أتباع الربّ يسوع وإرساليّته. شعر رئيس الكهنة وحاشيته بالتهديد من جهة الرسل لدرجة أنّهم زجّوا بهم في السجن مرّةً أُخرى، ولكنّ ملاكًا أخرجهم من السجن، وطلب منهم الذهاب إلى الهيكل لمواصلة تقديم رسالة ملكوت الربّ يسوع. أصرّ القادة الدينيّون على أن يتوقّف الرسل عن التبشير بالربّ يسوع، لكنّ الرسل استمرّوا في تبشيرهم. لذلك، استعدّ القادة الدينيّون لقتل الرسل، لكنّ رجلًا يُدعى جملائيل منعهم بحجّة أنّه إذا كانت رسالتهم من الله، فلن يوقفها أيّ أمرٍ على الإطلاق.

اقرأ وتأمّل ثمّ أجِبْ:

• في رأيك، كيف فكّر حنانيا وسفيرة في خسارتهما إذا قالا الحقيقة عن تبرّعهما؟ ماذا اختارا أن يفعلا لحماية أنفسهما من تلك الخسارة؟ وماذا حدث بعد ذلك (راجع ٥: ١-١١)؟

• في رأيك، كيف فكّر الرسل في خسارتهم إذا اتّبعوا الله بدلًا من القادة الدينيّين؟ ماذا اختاروا أن يفعلوا على الرغم من الخسارة؟ وماذا حدث بعد ذلك (انظر ٥: ٢٩؛ ٥: ٤٠)؟ كيف شعر التلاميذ بشأن عواقب طاعتهم (انظر ٥: ٤١-٤٢)؟

• تأمّل في كلمات جملائيل التي تعود إلى ما قبل ٢٠٠٠ عام (٥: ٣٤-٣٩)، وتأمّل في حقيقة أنّ رسالة الربّ يسوع لا تزال تُغيّر العالم اليوم. ما الأفكار والتساؤلات أو المشاعر التي يُلهمها الروح القدس فيك؟

• ترجم قراءتك وتفكيرك إلى صلاة من عمق قلبك. عبّر عن امتنانك لرسالة الربّ يسوع التي لا يمكن إيقافها. كُن صادقًا معه بشأن كلّ ما تحتاج إليه، واطلب من روحه القدّوس أن يملأك بالشجاعة والثقة اللتين تحتاج إليهما لطاعته مهما كانت التكلفة.