الملكوت المعكوس / الجزء الثاني - أعمال الرسلعينة

يقدّم إلينا لوقا البشير، في هذا الفصل، قائدًا رومانيًّا، يُسمى كرنيليوس، ويتمثّل في شخصيّته كلّ ما يكرهه الشعب اليهوديّ في الاحتلال الرومانيّ. يَظهر ملاكٌ لكرنيليوس ويقول له أن يستدعي رجلًا يُدعى بطرس يقيم في منزل سمعان في يافا. فيرسل كرنيليوس رُسُلًا للقيام بذلك. في أثناء ذلك، يرى بطرس فجأة رؤية غريبة عندما كان يشارك في الصلاة اليهوديّة الطقسيّة في المكان الذي قال عنه الملاك. وفي هذه الرؤية، يُنزِل الله لبطرس مجموعة من الحيوانات التي مُنع الشعب اليهوديّ من أكلها ويقول لبطرس: "كُلْ هذه". فيردّ بطرس قائلًا: "لم آكل شيئًا غير طاهر من قبل". ولكن الله يجيبه: "لا تقل عن شيء جعلتُه طاهرًا أنّه غير طاهر". وتتكرّر هذه الرؤية ثلاث مرّات ممّا يترك بطرس في حيرة.

وفي أثناء تأمّل بطرس في هذه الرؤية، يصل رسل كرنيليوس حاملين دعوةٍ لبطرس ليرافقهم إلى منزله. هناك، بدأ بطرس في فهم الرؤية التي رآها. لقد عرف بطرس أنّه بذهابه إلى منزل غير يهوديّ يخاطر بكسر شريعة الطهارة، لذلك كان من الطبيعيّ أن يرفض الدعوة. لكن من خلال الرؤية، ساعد الله بطرس ليرى أنّه لا ينبغي له أن يدعو أحدًا غير طاهر؛ إذ يمتلك الله القوّة اللازمة لتطهير جميع الناس الذين يعتمدون على الربّ يسوع. لذلك، ومن دون اعتراض، ذهب بطرس إلى منزل كرنيليوس وشارك بشارة الربّ يسوع – موته، وقيامته، وغفرانه المتاح لكلّ من يؤمن به. وفي أثناء تحدّث بطرس، ملأ الروح القدس كرنيليوس وأفراد أسرته جميعهم، مثلما حدث مع أتباع الربّ يسوع اليهود في يوم الخمسين (عيد العنصرة)! فانتشرت حركة الربّ يسوع لتصل إلى جميع الناس، تمامًا كما قال الربّ يسوع مسبقًا.

اقرأ وتأمّل ثمّ أجِبْ:

• قبل أن تقرأ مقاطع الكتاب المقدّس المخصّصة لهذا اليوم، اطلب من الربّ يسوع أن يمنحك موهبة الفهم. ماذا تلاحظ بينما تتأمّل فيما تقرأ؟

• ما جماعات الناس أو الثقافات المتفرّقة التي يرى بعض الناس أنّ الله لا يمكن أن يصل إليها؟ برأيك، لِمَ يتمسّكون بوجهة النظر هذه؟ كيف ترى أنّ قراءة اليوم يمكن أن تؤثّر في وجهة نظرهم؟

• ترجم قراءتك وتأمّلك إلى صلاة. اشكر الربّ على بحثه عن غير اليهود ليكونوا أفرادًا في أُسرته. اطلب منه مساعدتك في الاشتراك معه في توصيل محبته وغفرانه وتعاليمه إلى جميع الناس.