الملكوت المعكوس / الجزء الثاني - أعمال الرسلعينة

يواصل لوقا البشير إخبارنا عن رحلة بولس الرسول التبشيريّة في جميع أنحاء الإمبراطوريّة الرومانيّة. وفي أثناء سَفَره، يشارك بجرأة بشارة ملكوت الربّ يسوع، ويرى كثيرون أنّ رسالة بولس تمثل تهديدًا لطريقة حياتهم الرومانيّة. ولكن آخرون أدركوا في النهاية أنّ رسالة بولس ما هي إلّا أخبار سارّة تقود إلى طريق حياة جديد تمامًا. على سبيل المثال، يخبرنا لوقا ابشير عن سجّان من فيلبّي، الّذي نقابله بينما نقرأ قصّة سجن بولس وسيلا ظلمًا.

بعد اتّهامهما بالتسبّب في إحداث أربكت المدينة بأكملها، يتعرّض بولس ورفيقه سيلا للضرب ويزجّ بهما في السجن ظلمًا. بينما هما ملقيان في زنزانتهما مصابَين بالكدمات وملطّخَين بالدماء، يشرعان في الصلاة والتسبيح لله، ويستمع السجناء إلى ترانيمهما. ثم يهزّ زلزال ضخم أُسس السجن بعنف لدرجة أن سلاسل السجناء تنكسر، وتتحطّم أبواب السجن جميعها. وعندما يرى السجّان الأمر، يعي أنّه سيُعدم نتيجة هرب السجناء. فيُصاب باليأس، ويحاول الانتحار. لكنّ بولس يمنعه في الوقت المناسب ويُنقذ حياته. عندها، يلين قلب السجّان المتحجّر، ويسقط جاثيًا أمام بولس وسيلا. إذ أدرك أنّ حياته أيضًا تحتاج إلى الخلاص الأبديّ، وأراد أن يعرف الطريق. فشاركه بولس وسيلا مشاركته البشارة بحماس، وفي ذلك اليوم ذاته، بدأ السجّان وأسرته بأكملها في اتّباع الربّ يسوع.

اقرأ وتأمّل ثمّ أجِبْ:

• فُتِحت أبواب السجن، وكان بإمكان بولس وسيلا أن يهربا ويتركا السجّان يواجه العواقب. ولكنّهما لم يفعلا ذلك. لقد بقيا في زنزانة سجنهما لإنقاذ حياة الرجل الذي زجّ بهما هناك. ماذا يخبرك هذا عن شخصيّتهما والغرض الحقيقيّ من مهمّتهما في التبشير بملكوت الربّ يسوع؟

• تأمّل كيف أدّى ردّ فعل بولس وسيلا السخيّ تُجاه السجّان إلى تغيير حياته بوجهٍ جذريّ (انظر ١٦: ٢٨-٣٤). من يحتاج إلى تجاوبك السخيّ اليوم؟
• هل أنت يائس من الحياة؟ لا تؤذِ نفسك، الربّ يسوع موجود هنا من أجلك. إنّه يحبك. ثِقْ به اليوم. أخبره كيف تشعر واطلب منه ما تحتاج إليه، واطلب منه أن يرشدك إلى أسلوب حياة جديد تمامًا. إنه يُصغي إليك.