إنجيل مرقس 14:7-37
إنجيل مرقس 14:7-37 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)
ودعا الجُموعَ وقالَ لهُم: «أَصغُوا إليّ كُلّكُم واَفهَموا: ما مِنْ شيءٍ يَدخُلُ الإنسانَ مِنَ الخارِجِ يُنجّسُهُ. ولكن ما يخرُجُ مِنَ الإنسانِ هوَ الذي يُنَجّسُ الإنسانَ. [مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ تَسمَعانِ، فليَسمَعْ!»]. ولمّا ترَكَ الجُموعَ ورجَعَ إلى البَيتِ، سألَهُ تلاميذُهُ عَنْ مَغزى هذا المثَلِ، فقالَ لهُم: «أهكذا أنتُم أيضًا لا تَفهَمونَ؟ ألا تَعرِفونَ أنّ ما يَدخُلُ الإنسانَ مِنَ الخارِجِ لا يُنجّسُهُ، لأنّهُ لا يَدخُلُ إلى قلبِهِ، بل إلى جَوفِهِ، ثُمّ يَخرُجُ مِنَ الجَسَدِ؟» وفي قولِهِ هذا جعَلَ يَسوعُ الأطعِمَةَ كُلّها طاهِرَةً. وقالَ لهُم: «ما يخرُجُ مِنَ الإنسانِ هوَ الذي يُنجّسُهُ، لأنّ مِنَ الدّاخِلِ، مِنْ قُلوبِ النّاسِ، تَخرُجُ الأفكارُ الشّرّيرةُ: الفِسقُ والسّرِقةُ والقَتلُ والزّنى والطّمعُ والخُبثُ والغشّ والفُجورُ والحَسَدُ والنّميمَةُ والكِبرياءُ والجَهلُ. هذِهِ المفاسِدُ كُلّها تَخرُجُ مِنْ داخلِ الإنسانِ فَتُنَجّسُهُ». واَنتَقَلَ مِنْ هُناكَ إلى نواحي صورَ. ودخَلَ بَيتًا، وكانَ لا يُريدُ أنْ يَعلَمَ بِه أحدٌ، فَما أمكَنَهُ أنْ يُخفِيَ أمرَهُ. وما إنْ سَمِعَت بِه اَمرأةٌ كانَ في اَبنَتِها رُوحٌ نَجِسٌ، حتى أسرعَت إليهِ واَرتَمَت على قَدَميهِ، وسألتهُ أنْ يُخرِجَ الشّيطانَ مِن اَبنتِها. وكانَتِ المرأةُ غَيرَ يهودِيّةٍ، ومِنْ أصلٍ سورِيّ فينيقيّ. فأجابَها يَسوعُ: «دَعي البَنِينَ أوّلاً يَشبَعونَ، فلا يَجوزُ أنْ يُؤْخَذَ خُبزُ البَنينَ ويُرمى لِلكِلابِ». فقالَتِ المرأةُ: «يا سيّدي، حتى الكِلابُ تأكُلُ تَحتَ المائِدَةِ مِنْ فُتاتِ البَنينَ!» فقالَ لها: «اَذهَبي، مِنْ أجلِ قولِكِ هذا خرَجَ الشّيطانُ مِن اَبنتِكِ». فرجَعَتِ المرأةُ إلى بَيتِها، فوجَدَتِ اَبنتَها على السّريرِ، والشّيطانُ خرَجَ مِنها. وترَكَ يَسوعُ نواحيَ صورَ، ومَرّ بصيدا راجِعًا إلى بحرِ الجليلِ، عَبْرَ أراضي المُدُنِ العَشْرِ. فجاؤُوا إلَيهِ بأصمّ مُنعَقِدِ اللسانِ وتَوسّلوا إلَيهِ أنْ يَضَعَ يَدَهُ علَيهِ. فاَبتَعَدَ بِه يَسوعُ عَنِ الجُموعِ، ووَضَعَ أصابِعَهُ في أُذنيِ الرّجُلِ وبصَقَ ولَمَسَ لِسانَهُ. ورفَعَ عَينَيهِ نحوَ السّماءِ وتنَهّدَ وقالَ لِلرّجُلِ: «إفاتا، أي اَنفَتِحْ!» ففي الحالِ اَنفَتحَت أُذُنا الرّجُلِ واَنحلّت عُقدةُ لِسانِهِ، فتكَلّم بِطَلاقةٍ. وأوصاهُم يَسوعُ أنْ لا يُخبِروا أحدًا. فكانَ كُلّما أكثرَ مِنْ تَوصِيَتِهِم أكثَروا مِنْ إذاعَةِ الخَبَرِ. وكانوا يَقولونَ بإِعجابٍ شَديدٍ: «ما أروَعَ أعمالَهُ كُلّها! جَعَلَ الصّمّ يَسمَعونَ والخُرسَ يَنطِقونَ».
إنجيل مرقس 14:7-37 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)
ودعا الجُموعَ وقالَ لهُم: «أَصغُوا إليّ كُلّكُم واَفهَموا: ما مِنْ شيءٍ يَدخُلُ الإنسانَ مِنَ الخارِجِ يُنجّسُهُ. ولكن ما يخرُجُ مِنَ الإنسانِ هوَ الذي يُنَجّسُ الإنسانَ. [مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ تَسمَعانِ، فليَسمَعْ!»]. ولمّا ترَكَ الجُموعَ ورجَعَ إلى البَيتِ، سألَهُ تلاميذُهُ عَنْ مَغزى هذا المثَلِ، فقالَ لهُم: «أهكذا أنتُم أيضًا لا تَفهَمونَ؟ ألا تَعرِفونَ أنّ ما يَدخُلُ الإنسانَ مِنَ الخارِجِ لا يُنجّسُهُ، لأنّهُ لا يَدخُلُ إلى قلبِهِ، بل إلى جَوفِهِ، ثُمّ يَخرُجُ مِنَ الجَسَدِ؟» وفي قولِهِ هذا جعَلَ يَسوعُ الأطعِمَةَ كُلّها طاهِرَةً. وقالَ لهُم: «ما يخرُجُ مِنَ الإنسانِ هوَ الذي يُنجّسُهُ، لأنّ مِنَ الدّاخِلِ، مِنْ قُلوبِ النّاسِ، تَخرُجُ الأفكارُ الشّرّيرةُ: الفِسقُ والسّرِقةُ والقَتلُ والزّنى والطّمعُ والخُبثُ والغشّ والفُجورُ والحَسَدُ والنّميمَةُ والكِبرياءُ والجَهلُ. هذِهِ المفاسِدُ كُلّها تَخرُجُ مِنْ داخلِ الإنسانِ فَتُنَجّسُهُ». واَنتَقَلَ مِنْ هُناكَ إلى نواحي صورَ. ودخَلَ بَيتًا، وكانَ لا يُريدُ أنْ يَعلَمَ بِه أحدٌ، فَما أمكَنَهُ أنْ يُخفِيَ أمرَهُ. وما إنْ سَمِعَت بِه اَمرأةٌ كانَ في اَبنَتِها رُوحٌ نَجِسٌ، حتى أسرعَت إليهِ واَرتَمَت على قَدَميهِ، وسألتهُ أنْ يُخرِجَ الشّيطانَ مِن اَبنتِها. وكانَتِ المرأةُ غَيرَ يهودِيّةٍ، ومِنْ أصلٍ سورِيّ فينيقيّ. فأجابَها يَسوعُ: «دَعي البَنِينَ أوّلاً يَشبَعونَ، فلا يَجوزُ أنْ يُؤْخَذَ خُبزُ البَنينَ ويُرمى لِلكِلابِ». فقالَتِ المرأةُ: «يا سيّدي، حتى الكِلابُ تأكُلُ تَحتَ المائِدَةِ مِنْ فُتاتِ البَنينَ!» فقالَ لها: «اَذهَبي، مِنْ أجلِ قولِكِ هذا خرَجَ الشّيطانُ مِن اَبنتِكِ». فرجَعَتِ المرأةُ إلى بَيتِها، فوجَدَتِ اَبنتَها على السّريرِ، والشّيطانُ خرَجَ مِنها. وترَكَ يَسوعُ نواحيَ صورَ، ومَرّ بصيدا راجِعًا إلى بحرِ الجليلِ، عَبْرَ أراضي المُدُنِ العَشْرِ. فجاؤُوا إلَيهِ بأصمّ مُنعَقِدِ اللسانِ وتَوسّلوا إلَيهِ أنْ يَضَعَ يَدَهُ علَيهِ. فاَبتَعَدَ بِه يَسوعُ عَنِ الجُموعِ، ووَضَعَ أصابِعَهُ في أُذنيِ الرّجُلِ وبصَقَ ولَمَسَ لِسانَهُ. ورفَعَ عَينَيهِ نحوَ السّماءِ وتنَهّدَ وقالَ لِلرّجُلِ: «إفاتا، أي اَنفَتِحْ!» ففي الحالِ اَنفَتحَت أُذُنا الرّجُلِ واَنحلّت عُقدةُ لِسانِهِ، فتكَلّم بِطَلاقةٍ. وأوصاهُم يَسوعُ أنْ لا يُخبِروا أحدًا. فكانَ كُلّما أكثرَ مِنْ تَوصِيَتِهِم أكثَروا مِنْ إذاعَةِ الخَبَرِ. وكانوا يَقولونَ بإِعجابٍ شَديدٍ: «ما أروَعَ أعمالَهُ كُلّها! جَعَلَ الصّمّ يَسمَعونَ والخُرسَ يَنطِقونَ».
إنجيل مرقس 14:7-37 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)
وَدَعَا يَسُوعُ الجُمُوعَ إلَيْهِ ثَانِيَةً وَقَالَ لَهُمْ: «اسْتَمِعُوا إلَيَّ جَمِيعُكُمْ وَافهَمُوا. مَا يَدْخُلُ مَعِدَةَ الإنْسَانِ مِنَ الخَارِجِ لَا يَقْدِرُ أنْ يُنَجِّسَ الإنْسَانَ، أمَّا مَا يَأتِي مِنْ دَاخِلِ الإنْسَانِ فَهُوَ مَا يُنَجِّسُهُ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ، فَلْيَسْمَعْ.» وَلَمَّا تَرَكَ النَّاسَ وَدَخَلَ إلَى البَيْتِ، سَألَهُ تَلَامِيذُهُ عَنْ مَعنَى هَذَا التَشبِيهِ. فَقَالَ لَهُمْ: «أأنْتُمْ أيْضًا لَمْ تَفْهَمُوا؟ ألَمْ تَفْهَمُوا إنَّهُ لَا شَيءَ يَدْخُلُ الإنْسَانَ مِنَ الخَارِجِ يَقْدِرُ أنْ يُنَجِّسَهُ؟ لِأنَّهُ لَا يَدْخُلُ إلَى قَلْبِهِ، بَلْ إلَى مَعِدَتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ خَارِجًا.» فَبَيَّنَ يَسُوعُ بِهَذَا الكَلَامِ أنَّ جَمِيعَ الأطعِمَةِ طَاهِرَةٌ. ثُمَّ قَالَ: «إنَّ مَا يَخْرُجُ مِنْ دَاخِلِ الإنْسَانِ هُوَ مَا يُنَجِّسُهُ. لِأنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قَلْبِ الإنْسَانِ، تَأْتِي الأفكَارُ الشِّرِّيرَةُ، وَالفِسْقُ، وَالسَّرِقَةُ، وَالقَتلُ، وَالزِّنَى، وَالجَشَعُ، وَالخُبْثُ، وَالخِدَاعُ، وَالعَهَارَةُ، وَالحَسَدُ، وَالإهَانَةُ، وَالكِبْرِيَاءُ، وَالحَمَاقَةُ. هَذِهِ الأفعَالُ الشِّرِّيرَةُ جَمِيعُهَا تَأْتِي مِنْ دَاخِلِ الإنْسَانِ، وَهِيَ مَا يُنَجِّسُهُ.» ثُمَّ غَادَرَ يَسُوعُ تِلْكَ المِنْطَقَةَ، وَاتَّجَهَ إلَى المَنَاطِقِ المُحِيطَةِ بِصُورَ. وَهُنَاكَ دَخَلَ بَيْتًا، وَلَمْ يَكُنْ يُرِيدُ لِأحَدٍ أنْ يَعْرِفَ أنَّهُ هُنَاكَ. لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يُخْفِيَ نَفْسَهُ، إذْ إنَّ امْرأةً لَدَيهَا ابْنَةٌ فِيهَا رُوحٌ نَجِسٌ، سَمِعَتْ بِوُصُولِهِ، فَجَاءَتْ عَلَىْ الفَوْرِ وَارْتَمَتْ عِنْدَ قَدَمَيهِ. لَمْ تَكُنِ المَرْأةُ يَهودِيَّةً، بَلْ فينِيقِيَّةً مِنْ سُورِيَّا. وَتَوَسَّلَتْ إلَيْهِ لِيُخرِجَ الرُّوحَ الشِّرِّيرَ مِنَ ابْنَتِهَا. فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مِنَ الأولَى أنْ يَشْبَعَ أبْنَاءُ البَيْتِ أوَّلًا. فَلَيْسَ جَيِّدًا أنْ نَأخُذَ طَعَامَهُم وَنُلقِيَهُ لِلكِلَابِ.» فَأجَابَتْهُ: «صَحِيحٌ يَا سَيِّدِي، وَلَكِنْ حَتَّى الكِلَابُ الَّتِي تَحْتَ المَائِدَةِ، تَأْكُلُ فُتَاتَ الطَعَامِ الَّذِي يُسْقِطُهُ الأبْنَاءُ.» فَقَالَ لَهَا: «مِنْ أجْلِ كَلَامِكِ هَذَا، اذهَبِي إلَى بَيْتِكِ، لِأنَّ الرُّوحَ الشِّرِّيرَ قَدْ خَرَجَ مِنَ ابْنَتِكِ.» فَرَجِعَتْ إلَى بَيْتِهَا، وَوَجَدَتِ ابْنَتَهَا مُسْتَلْقِيَةً عَلَى السَّرِيرِ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْهَا الرُّوحُ الشِّرِّيرُ. ثُمَّ تَرَكَ يَسُوعُ مَنْطِقَةَ صُورَ، وَعَبَرَ صَيدَاءَ بَاتِّجَاهِ بُحَيْرَةِ الجَلِيلِ، مُرُورًا بِالمُدُنِ العَشْرِ. وَبَيْنَمَا هُوَ هُنَاكَ، أحضَرُوا إلَيْهِ رَجُلًا أصَمَّ وَأخْرَسَ، وَتَوَسَّلُوا إلَيْهِ أنْ يَضَعَ يَدَيهِ عَلَيْهِ. أمَّا يَسُوعُ فَأخَذَهُ جَانِبًا، بَعِيدًا عَنِ الجَمْعِ، وَوَضَعَ أصَابِعَهُ فِي أُذُنَيهِ ثُمَّ تَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ. وَنَظَرَ يَسُوعُ إلَى السَّمَاءِ وَتَنَهَّدَ بِعُمْقٍ وَقَالَ: «إفْثَا.» أيْ «انْفَتِحي.» فَانفَتَحَتْ أُذُنَاهُ، وَانْحَلَّ لِسَانُهُ، وَابْتَدَأ يَتَكَلَّمُ بِوُضُوحٍ. وَأوصَاهُمْ يَسُوعُ بِأنْ لَا يُخبِرُوا أحَدًا. لَكِنَّهُمْ كَانُوا يُخْبِرُونَ أكْثَرَ كُلَّمَا أوصَاهُمْ بِذَلِكَ أكْثَرَ. وَانْدَهَشَ النَّاسُ تَمَامًا وَقَالُوا: «قَدْ فَعَلَ كُلَّ شَيءٍ بِشَكلٍ رَائِعٍ، حَتَّى إنَّهُ جَعَلَ الصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ.»
إنجيل مرقس 14:7-37 كتاب الحياة (KEH)
وَإِذْ دَعَا الْجَمْعَ إِلَيْهِ ثَانِيَةً، قَالَ لَهُمْ: «اسْمَعُوا لِي كُلُّكُمْ وَافْهَمُوا! لَا شَيْءَ مِنْ خَارِجِ الإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَهُ يُمْكِنُ أَنْ يُنَجِّسَهُ. أَمَّا الأَشْيَاءُ الْخَارِجَةُ مِنَ الإِنْسَانِ، فَهِيَ الَّتِي تُنَجِّسُهُ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ». وَلَمَّا غَادَرَ الْجَمْعَ وَدَخَلَ الْبَيْتَ، اسْتَفْسَرَهُ التَّلامِيذُ مَغْزَى الْمَثَلِ، فَقَالَ لَهُمْ: «أَهكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً لَا تَفْهَمُونَ؟ أَلا تُدْرِكُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الإِنْسَانَ مِنَ الْخَارِجِ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، لأَنَّهُ لَا يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ بَلْ إِلَى الْبَطْنِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْخَلاءِ؟» مِمَّا يَجْعَلُ الأَطْعِمَةَ كُلَّهَا طَاهِرَةً. ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ، هُوَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. فَإِنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَنْبُعُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ، الْفِسْقُ، السَّرِقَةُ، الْقَتْلُ، الزِّنَى، الطَّمَعُ، الْخُبْثُ، الْخِدَاعُ، الْعَهَارَةُ، الْعَيْنُ الشِّرِّيرَةُ، التَّجْدِيفُ، الْكِبْرِيَاءُ، الْحَمَاقَةُ هذِهِ الأُمُورُ الشِّرِّيرَةُ كُلُّهَا تَنْبُعُ مِنْ دَاخِلِ الإِنْسَانِ وَتُنَجِّسُهُ». ثُمَّ تَرَكَ يَسُوعُ تِلْكَ الْمِنْطَقَةَ وَذَهَبَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ. فَدَخَلَ بَيْتاً وَهُوَ لَا يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ بِهِ أَحَدٌ. وَمَعَ ذَلِكَ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَظَلَّ مُخْتَفِياً. فَإِنَّ امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ، مَا إِنْ سَمِعَتْ بِخَبَرِهِ حَتَّى جَاءَتْ وَارْتَمَتْ عَلَى قَدَمَيْهِ، وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ كَنْعَانِيَّةً، مِنْ أَصْلٍ سُورِيٍّ فِينِيقِيٍّ، وَتَوَسَّلَتْ إِلَيْهِ أَنْ يَطْرُدَ الشَّيْطَانَ مِنِ ابْنَتِهَا. وَلكِنَّهُ قَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ! فَلَيْسَ مِنَ الصَّوَابِ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلابِ». فَأَجَابَتْ قَائِلَةً لَهُ: «صَحِيحٌ يَا سَيِّدُ! وَلكِنَّ الْكِلابَ تَحْتَ الْمَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ فُتَاتِ الْبَنِينَ!» فَقَالَ لَهَا: «لأَجْلِ هذِهِ الْكَلِمَةِ اذْهَبِي، فَقَدْ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنِ ابْنَتِكِ!» فَلَمَّا رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا، وَجَدَتِ ابْنَتَهَا عَلَى السَّرِيرِ وَقَدْ خَرَجَ مِنْهَا الشَّيْطَانُ. ثُمَّ غَادَرَ يَسُوعُ نَوَاحِي صُورَ وَعَادَ إِلَى بُحَيْرَةِ الْجَلِيلِ، مُرُوراً بِصَيْدَا وَعَبْرَ حُدُودِ الْمُدُنِ الْعَشْرِ. فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ أَصَمَّ مَعْقُودَ اللِّسَانِ، وَتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. فَانْفَرَدَ بِهِ بَعِيداً عَنِ الْجَمْعِ. وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيِ الرَّجُلِ، ثُمَّ تَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَتَنَهَّدَ وَقَالَ لَهُ: «افَّاتَا!» أَيِ انْفَتِحْ. وَفِي الْحَالِ انْفَتَحَتْ أُذُنَاهُ وَانْحَلَّتْ عُقْدَةُ لِسَانِهِ، وَتَكَلَّمَ بِطَلاقَةٍ. وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لَا يُخْبِرُوا أَحَداً بِذلِكَ. وَلَكِنْ كُلَّمَا أَوْصَاهُمْ أَكْثَرَ، كَانُوا يُكْثِرُونَ مِنْ إِعْلانِ الْخَبَرِ. وَذُهِلُوا جِدّاً، قَائِلِينَ: «مَا أَرْوَعَ كُلَّ مَا يَفْعَلُ. فَهُوَ يَجْعَلُ الصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ».
إنجيل مرقس 14:7-37 الكتاب المقدس (AVD)
ثُمَّ دَعَا كُلَّ ٱلْجَمْعِ وَقَالَ لَهُمُ: «ٱسْمَعُوا مِنِّي كُلُّكُمْ وَٱفْهَمُوا. لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَارِجِ ٱلْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ فِيهِ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، لَكِنَّ ٱلْأَشْيَاءَ ٱلَّتِي تَخْرُجُ مِنْهُ هِيَ ٱلَّتِي تُنَجِّسُ ٱلْإِنْسَانَ. إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ». وَلَمَّا دَخَلَ مِنْ عِنْدِ ٱلْجَمْعِ إِلَى ٱلْبَيْتِ، سَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ عَنِ ٱلْمَثَلِ. فَقَالَ لَهُمْ: «أَفَأَنْتُمْ أَيْضًا هَكَذَا غَيْرُ فَاهِمِينَ؟ أَمَا تَفْهَمُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ ٱلْإِنْسَانَ مِنْ خَارِجٍ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، لِأَنَّهُ لَا يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ بَلْ إِلَى ٱلْجَوْفِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى ٱلْخَلَاءِ، وَذَلِكَ يُطَهِّرُ كُلَّ ٱلْأَطْعِمَةِ». ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ ٱلَّذِي يَخْرُجُ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ ذَلِكَ يُنَجِّسُ ٱلْإِنْسَانَ. لِأَنَّهُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ ٱلنَّاسِ، تَخْرُجُ ٱلْأَفْكَارُ ٱلشِّرِّيرَةُ: زِنًى، فِسْقٌ، قَتْلٌ، سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ، جَهْلٌ. جَمِيعُ هَذِهِ ٱلشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ ٱلْإِنْسَانَ». ثُمَّ قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، وَدَخَلَ بَيْتًا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لَا يَعْلَمَ أَحَدٌ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ، لِأَنَّ ٱمْرَأَةً كَانَ بِٱبْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ، فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ. وَكَانَتْ ٱلٱمْرَأَةُ أُمَمِيَّةً، وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً. فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ ٱلشَّيْطَانَ مِنِ ٱبْنَتِهَا. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي ٱلْبَنِينَ أَوَّلًا يَشْبَعُونَ، لِأَنَّهُ لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ ٱلْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلَابِ». فَأَجَابَتْ وَقَالَتْ لَهُ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَٱلْكِلَابُ أَيْضًا تَحْتَ ٱلْمَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ فُتَاتِ ٱلْبَنِينَ!». فَقَالَ لَهَا: «لِأَجْلِ هَذِهِ ٱلْكَلِمَةِ، ٱذْهَبِي. قَدْ خَرَجَ ٱلشَّيْطَانُ مِنِ ٱبْنَتِكِ». فَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِهَا وَوَجَدَتِ ٱلشَّيْطَانَ قَدْ خَرَجَ، وَٱلِٱبْنَةَ مَطْرُوحَةً عَلَى ٱلْفِرَاشِ. ثُمَّ خَرَجَ أَيْضًا مِنْ تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، وَجَاءَ إِلَى بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ فِي وَسْطِ حُدُودِ ٱلْمُدُنِ ٱلْعَشْرِ. وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ ٱلْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ، وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ، وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ ٱنْفَتِحْ. وَلِلْوَقْتِ ٱنْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ، وَٱنْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ، وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيمًا. فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لَا يَقُولُوا لِأَحَدٍ. وَلَكِنْ عَلَى قَدْرِ مَا أَوْصَاهُمْ كَانُوا يُنَادُونَ أَكْثَرَ كَثِيرًا. وَبُهِتُوا إِلَى ٱلْغَايَةِ قَائِلِينَ: «إِنَّهُ عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَنًا! جَعَلَ ٱلصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَٱلْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ».
إنجيل مرقس 14:7-37 الكتاب الشريف (SAB)
ثُمَّ دَعَا الْجُمْهُورَ إِلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى وَقَالَ لَهُمْ: ”اِسْمَعُونِي كُلُّكُمْ وَافْهَمُوا، لَا شَيْءَ مِنْ خَارِجِ الْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَهُ يُمْكِنُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، إِنَّمَا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْإِنْسَانِ، هَذَا يُنَجِّسُ الْإِنْسَانَ. اِسْمَعُونِي يَا مَنْ لَكُمْ آذَانٌ تَسْمَعُ!“ وَلَمَّا تَرَكَ الْجُمْهُورَ وَدَخَلَ إِلَى الدَّارِ، سَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ عَنِ الْمَثَلِ. فَقَالَ لَهُمْ: ”هَلْ أَنْتُمْ أَيْضًا أَغْبِيَاءُ مِثْلُهُمْ؟ أَلَا تَعْرِفُونَ أَنَّ مَا يَدْخُلُ الْإِنْسَانَ مِنَ الْخَارِجِ لَا يُنَجِّسُهُ؟ لِأَنَّهُ لَا يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ، بَلْ إِلَى بَطْنِهِ وَمِنْهَا يَخْرُجُ إِلَى الْمِرْحَاضِ.“ بِهَذَا جَعَلَ عِيسَى كُلَّ الطَّعَامِ طَاهِرًا. ثُمَّ أَضَافَ وَقَالَ: ”الَّذِي يُنَجِّسُ الْإِنْسَانَ هُوَ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ. لِأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَخْرُجُ الْأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: الْفِسْقُ، السَّرِقَةُ، الْقَتْلُ، الزِّنَا، الطَّمَعُ، الْخُبْثُ، الْغِشُّ، الْفُجُورُ، الْحَسَدُ، تَشْوِيهُ السُّمْعَةِ، الْكِبْرِيَاءُ، الْغَبَاءُ، فَكُلُّ هَذِهِ الشُّرُورِ تَأْتِي مِنَ الدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ الْإِنْسَانَ.“ ثُمَّ تَرَكَ عِيسَى الْجَلِيلَ، وَرَاحَ إِلَى مَنْطِقَةِ صُورَ، وَدَخَلَ إِلَى دَارٍ. وَكَانَ لَا يُرِيدُ أَنْ يَعْرِفَ أَحَدٌ مَكَانَهُ، لَكِنَّهُ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ. فَسَمِعَتْ عَنْهُ امْرَأَةٌ كَانَ فِي بِنْتِهَا رُوحٌ شِرِّيرٌ. فَجَاءَتْ حَالًا وَرَمَتْ نَفْسَهَا عِنْدَ قَدَمَيْهِ، وَتَوَسَّلَتْ إِلَيْهِ أَنْ يَطْرُدَ الشَّيْطَانَ مِنْ بِنْتِهَا. لَكِنْ حَيْثُ إِنَّ الْمَرْأَةَ كَانَتْ أَجْنَبِيَّةً مِنَ الْجِنْسِ السُّورِيِّ الْفِينِيقِيِّ، قَالَ لَهَا عِيسَى: ”خَلِّ الْأَوْلَادَ يَشْبَعُونَ أَوَّلًا، لِأَنَّهُ لَا يَصِحُّ أَنْ نَأْخُذَ طَعَامَ الْأَوْلَادِ وَنَرْمِيَهُ لِلْكِلَابِ.“ فَأَجَابَتْهُ: ”نَعَمْ يَا سَيِّدِي! وَلَكِنْ حَتَّى الْكِلَابُ تَأْكُلُ تَحْتَ الْمَائِدَةِ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنَ الْأَوْلَادِ.“ فَقَالَ لَهَا: ”لِأَنَّكِ قُلْتِ هَذَا، اِذْهَبِي، قَدْ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ بِنْتِكِ.“ فَرَجَعَتْ إِلَى الدَّارِ، وَوَجَدَتْ بِنْتَهَا رَاقِدَةً فِي الْفِرَاشِ، وَالشَّيْطَانَ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا فِعْلًا. ثُمَّ تَرَكَ عِيسَى مَنْطِقَةَ صُورَ، وَمَرَّ بِمَدِينَةِ صَيْدَا، ثُمَّ بِمَنْطِقَةِ الْعَشْرِ مُدُنٍ، وَجَاءَ إِلَى بُحَيْرَةِ الْجَلِيلِ. فَأَحْضَرُوا لَهُ رَجُلًا أَطْرَشَ وَمُنْعَقِدَ اللِّسَانِ، وَتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. فَأَخَذَهُ عِيسَى عَلَى انْفِرَادٍ، بَعِيدًا عَنِ الْجُمْهُورِ، وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيِ الرَّجُلِ، ثُمَّ بَصَقَ وَلَمَسَ لِسَانَ الرَّجُلِ. وَنَظَرَ إِلَى فَوْقُ، إِلَى السَّمَاءِ، وَتَنَهَّدَ وَقَالَ لَهُ: ”اِتْفَتِحْ“ أَيْ: اِنْفَتِحْ. فَحَالًا انْفَتَحَتْ أُذُنَاهُ، وَانْحَلَّتْ عُقْدَةُ لِسَانِهِ، وَأَخَذَ يَتَكَلَّمُ بِوُضُوحٍ. فَأَمَرَهُمْ عِيسَى أَنْ لَا يَقُولُوا لِأَحَدٍ. لَكِنْ عَلَى قَدْرِ مَا أَمَرَهُمْ، كَانُوا يُذِيعُونَ خَبَرَهُ أَكْثَرَ. وَكَانُوا مُعْجَبِينَ بِهِ جِدًّا وَيَقُولُونَ: ”عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَنًا، جَعَلَ حَتَّى الْأَطْرَشَ يَسْمَعُ، وَالْأَخْرَسَ يَتَكَلَّمُ.“
إنجيل مرقس 14:7-37 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)
ودعا الجَمعَ ثانِيَةً وقالَ لَهم: «أَصغوا إِلَيَّ كُلُّكُم وٱفهَموا: ما مِن شَيءٍ خارِجٍ عنِ الإِنسان إِذا دخَلَ الإِنسانَ يُنَجِّسُه. ولٰكِن ما يَخرُجُ مِنَ الإِنسان هو الّذي يُنَجِّسُ الإِنسان مَن كان له لَهُ أُذُنان سامِعَتانِ فَلْيَسْمَع». ولَمَّا دَخَلَ البَيتَ مُبتَعِدًا عنِ الجَمْع، سأَلَه تَلاميذُه عَنِ المَثَل، فقالَ لَهم: «أَهٰكَذا أَنتُم أَيضًا لا فَهمَ لكم؟ أَلَا تُدرِكونَ أَنَّ ما يَدخُلُ الإِنسانَ مِنَ الخارِج لا يُنَجِّسُه، لأَنَّهُ لا يَدخُلُ إِلى القَلْب، بل إِلى الجَوْف، ثُمَّ يَذهَبُ في الخَلاء». وفي قَولِه ذٰلك جَعَلَ الأَطعِمَةَ كُلَّها طاهِرة. وقال: «ما يَخرُجُ مِنَ الإِنسان هو الَّذي يُنَجِّسُ الإِنسان، لأَنَّهُ مِن باطِنِ النَّاس، مِن قُلوبِهم، تَنبَعِثُ المَقاصِدُ السَّيِّئَةُ والفُحشُ وَالسَّرِقَةُ والقَتْلُ والزِّنى والطَّمَعُ والخُبثُ والمَكْرُ والفُجورُ والحَسَدُ والشَّتْمُ والكِبرِياءُ والغَباوة. جَميعُ هٰذِه المُنكَراتِ تَخرُجُ مِن باطِنِ الإِنسانِ فتُنَجِّسُه». ومضى مِن هُناكَ، وذَهَبَ إِلى نواحي صور، فدَخَلَ بَيتًا، وكانَ لا يُريدُ أَن يَعلَمَ بِه أَحَد، فلَم يَستَطِعْ أَن يُخفِيَ أَمرَه. فقد سَمِعَت به وَقتَئِذٍ ٱمرَأَةٌ لَها ابنَةٌ صَغيرَةٌ فيها روحٌ نَجِسٌ فجاءَت وٱرتَمَت على قَدَمَيْه. وكانتِ المَرْأَةُ وَثَنِيَّةً مِن أَصْلٍ سورِيٍّ فينيقيّ. فسَأَلَته أَن يَطرُدَ الشَّيطانَ عنِ ٱبنَتِها. فقالَ لَها: «دَعي البَنينَ أَوَّلاً يَشبَعون، فلا يَحْسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنين، فيُلقى إِلى صِغارِ الكِلاب». فأَجابَت: «نَعَم، يا ربّ، ولٰكِنَّ صِغارَ الكِلابِ تَأكُلُ تَحتَ المائِدة مِن فُتاتِ الأَطفال». فقالَ لَها: «مِن أَجلِ قولِكِ هٰذا، اذْهَبي، فقَد خَرَجَ الشَّيطانُ مِنِ ٱبنَتِكِ». فرجَعَت إِلى بَيتِها، فوَجدتِ ٱبنتَها مُلقاةً على السَّرير وقَد خَرَجَ مِنها الشَّيطان. وٱنصَرَفَ مِن أَراضي صور ومرَّ بِصَيدا قاصِدًا إِلى بَحْرِ الجَليل، ومُجتازًا أَراضِيَ المُدُنِ العَشْر. فجاؤوه بِأَصَمَّ مَعقودِ اللِّسان، وسأَلوه أَن يَضَعَ يَدَيه عليه. فٱنفَرَدَ بِه عنِ الجَمْع، وجعَلَ إِصبَعَيه في أُذُنَيه، ثُمَّ تَفَلَ ولَمَسَ لِسانَه. ورَفَعَ عَينَيْهِ نَحوَ السَّماءِ وتَنَهَّدَ وقالَ له: «إِفَّتِحْ!» أَيْ: إِنْفَتِحْ. فٱنفَتَحَ مِسمَعاه وٱنحَلَّتْ عُقدَةُ لِسانِه، فَتَكَلَّمَ بِلِسانٍ طَليق. وأَوصاهم أَلاَّ يُخبِروا أَحَدًا. فكانَ كُلَّما أَكثَرَ مِن تَوصِيَتِهم، أَكثَروا مِن إِذاعَةِ خَبَرِه. وكانوا يَقولونَ وَهُم في غايةِ الإِعْجاب: «قَد أَبدَعَ في أَعمالِه كُلِّها، إِذ جَعَلَ الصُّمَّ يَسمَعون والخُرْسَ يَتَكَلَّمون!».