القضاة 1:13-25
القضاة 1:13-25 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)
وعادَ بَنو إِسرائيلَ وعَمِلوا الشَّرَّ في عينَي الرّبِّ، فسَلَّمَهُمُ الرّبُّ إلى أيدي الفِلسطيِّينَ أربعينَ سنَةً. وكانَ رَجُلٌ مِنْ صَرْعةَ، مِنْ قبـيلةِ دانَ اسمُهُ مَنوحُ، وكانَتِ امرأتُهُ عاقِرا. فتراءَى ملاكُ الرّبِّ للمرأةِ وقالَ لها: «أنتِ عاقِرٌ، لكنَّكِ سَتَحمِلينَ وتَلِدينَ ابنا. والآنَ فانتَبِهي لا تشربـي خمرا ولا مُسكِرا ولا تأكُلي شيئا حَرَّمَتْهُ الشَّريعةُ، لأنَّكِ سَتَحمِلينَ وتَلِدينَ ابنا شَعرُهُ لا يُقَصُّ، لأنَّهُ يكونُ نَذيرا للهِ مِنْ بَطنِ أمِّهِ، وهوَ يَبدأُ بِـخلاصِ بَني إِسرائيلَ مِنْ أيدي الفِلسطيِّينَ». فجاءتِ المَرأةُ وقالَت لِزَوجِها: «جاءَني رَجُلٌ مَنظَرُهُ كمَنظَرِ ملاكِ اللهِ. مُرهِبٌ جِدًّا، فما سَألْتُهُ مِنْ أينَ هوَ، ولا هوَ أخبَرَني باسمِهِ، وقالَ لي: سَتَحبَلينَ وتَلدينَ ابنا. والآنَ لا تشربـي خمرا ولا مُسكِرا، ولا تأكُلي شيئا حَرَّمَتْهُ الشَّريعةُ، لأنَّ الصَّبـيَّ يكونُ نَذيرا للهِ مِنْ بَطنِ أمِّهِ إلى يومِ وفاتِهِ». فصلَّى مَنوحُ إلى الرّبِّ وقالَ: «أتوسَّلُ إليكَ ربِّـي أنْ يعودَ رَجُلُ اللهِ الّذي أرسَلْتَهُ إلينا كي يُعلِمَنا ما نعمَلُ بالصَّبـيِّ المَولودِ». فسَمِعَ اللهُ دُعاءَ مَنوحَ، فجاءَ مَلاكُ اللهِ ثانيةً إلى المَرأةِ وهيَ في الحقلِ، ولم يكُن زَوجُها معَها. فجاءتِ المَرأةُ مُسرِعةً وأخبَرَت زوجَها وقالَت لَه: «تَراءَى ليَ الرَّجُلُ الّذي أتاني في ذلِكَ اليومِ». فقامَ مَنوحُ وتَبِـعَ امرأتَهُ وجاءَ إلى الرَّجُلِ وسألَهُ: «أأنتَ الرَّجُلُ الّذي تكَلَّمَ معَ امْرَأتي؟» فأجابَ: «أنا هوَ». فقالَ مَنوحُ: «والآنَ إذا تحَقَّقَ قولُكَ، فكيفَ يَجبُ أنْ نَتَصرَّفَ في أمرِ الصَّبـيِّ؟ وماذا نعمَلُ بهِ؟» فقالَ لَه ملاكُ الرّبِّ: «لِتَمتَنعِ امرأتُكَ عَنْ جميعِ ما قُلتُ لها أنْ تَمتَنعَ عَنهُ: فلا تَذُقْ ما يَخرُجُ مِنَ الكرمةِ، ولا تشربْ خمرا ومُسكِرا، ولا تأكُلْ شيئا حَرَّمَتْهُ الشَّريعةُ، بل لِتَعمَلْ بِكُلِّ ما أمرتُ بهِ». فقالَ مَنوحُ لِمَلاكِ الرّبِّ: «دَعنا نُبقيكَ عِندَنا حتّى نُعِدَّ لكَ جَدْيا مِنَ المعَزِ». فقالَ لَه ملاكُ الرّبِّ: «حتّى لو أبقَيتَني، فلا آكُلُ مِنْ خُبزِكَ، أمَّا إذا شِئتَ أنْ تُقَدِّمَ مُحرَقةً، فقَدِّمْها للرّبِّ». ولم يكُن مَنوحُ يَعلمُ أنَّهُ ملاكُ الرّبِّ. فسألَهُ مَنوحُ: «ما اسمُكَ؟ حتّى إذا تَمَّ قولُكَ نُكرِمَكَ». فأجابَه: «لِماذا تسألُ عَنِ اسمي واسمي عجيـبٌ؟» فأخذَ مَنوحُ جَدْيَ المعَزِ والتَّقدِمةَ وقدَّمَها للرّبِّ على الصَّخرةِ، فعَمِلَ الملاكُ عملا عجيـبا ومَنوحُ وزَوجَتُهُ يَنظرانِ. فكانَ عِندَ ارتفاعِ اللَّهيـبِ عَنِ المذبَحِ نحوَ السَّماءِ أنَّ ملاكَ الرّبِّ صَعِدَ في لَهيـبِ المذبَحِ ومَنوحُ وزَوجَتُهُ يَنظرانِ فسقطا على وجهَيهِما إلى الأرضِ. ولم يَعُدْ ملاكُ الرّبِّ يتَراءَى لِمَنوحَ وزَوجَتِهِ، فعَلِمَ مَنوحُ مِنْ ذلِكَ أنَّهُ ملاكُ الرّبِّ. فقالَ لامرأتِهِ: «سَنموتُ لأنَّنا رأينا اللهَ». فأجابَتْهُ: «لو أنَّ الرّبَّ أرادَ أنْ يُميتَنا لما قَبِلَ مِنْ أيدينا مُحرَقةً وتَقدِمةً، ولا كانَ أرانا جميعَ ما رَأينا، ولما أسمَعَنا ما سَمعناهُ الآنَ». ووَلَدتِ المَرأةُ ابنا وسَمَّتهُ شَمشونَ. وكبُرَ الصَّبـيُّ وباركَهُ الرّبُّ. وحَلَّ روحُ الرّبِّ علَيهِ ومَلأَهُ قُوَّةً في مَحلَّةِ دانَ، بـينَ صَرعَةَ وأشتَأُولَ.
القضاة 1:13-25 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)
وعادَ بَنو إِسرائيلَ وعَمِلوا الشَّرَّ في عينَي الرّبِّ، فسَلَّمَهُمُ الرّبُّ إلى أيدي الفِلسطيِّينَ أربعينَ سنَةً. وكانَ رَجُلٌ مِنْ صَرْعةَ، مِنْ قبـيلةِ دانَ اسمُهُ مَنوحُ، وكانَتِ امرأتُهُ عاقِرا. فتراءَى ملاكُ الرّبِّ للمرأةِ وقالَ لها: «أنتِ عاقِرٌ، لكنَّكِ سَتَحمِلينَ وتَلِدينَ ابنا. والآنَ فانتَبِهي لا تشربـي خمرا ولا مُسكِرا ولا تأكُلي شيئا حَرَّمَتْهُ الشَّريعةُ، لأنَّكِ سَتَحمِلينَ وتَلِدينَ ابنا شَعرُهُ لا يُقَصُّ، لأنَّهُ يكونُ نَذيرا للهِ مِنْ بَطنِ أمِّهِ، وهوَ يَبدأُ بِـخلاصِ بَني إِسرائيلَ مِنْ أيدي الفِلسطيِّينَ». فجاءتِ المَرأةُ وقالَت لِزَوجِها: «جاءَني رَجُلٌ مَنظَرُهُ كمَنظَرِ ملاكِ اللهِ. مُرهِبٌ جِدًّا، فما سَألْتُهُ مِنْ أينَ هوَ، ولا هوَ أخبَرَني باسمِهِ، وقالَ لي: سَتَحبَلينَ وتَلدينَ ابنا. والآنَ لا تشربـي خمرا ولا مُسكِرا، ولا تأكُلي شيئا حَرَّمَتْهُ الشَّريعةُ، لأنَّ الصَّبـيَّ يكونُ نَذيرا للهِ مِنْ بَطنِ أمِّهِ إلى يومِ وفاتِهِ». فصلَّى مَنوحُ إلى الرّبِّ وقالَ: «أتوسَّلُ إليكَ ربِّـي أنْ يعودَ رَجُلُ اللهِ الّذي أرسَلْتَهُ إلينا كي يُعلِمَنا ما نعمَلُ بالصَّبـيِّ المَولودِ». فسَمِعَ اللهُ دُعاءَ مَنوحَ، فجاءَ مَلاكُ اللهِ ثانيةً إلى المَرأةِ وهيَ في الحقلِ، ولم يكُن زَوجُها معَها. فجاءتِ المَرأةُ مُسرِعةً وأخبَرَت زوجَها وقالَت لَه: «تَراءَى ليَ الرَّجُلُ الّذي أتاني في ذلِكَ اليومِ». فقامَ مَنوحُ وتَبِـعَ امرأتَهُ وجاءَ إلى الرَّجُلِ وسألَهُ: «أأنتَ الرَّجُلُ الّذي تكَلَّمَ معَ امْرَأتي؟» فأجابَ: «أنا هوَ». فقالَ مَنوحُ: «والآنَ إذا تحَقَّقَ قولُكَ، فكيفَ يَجبُ أنْ نَتَصرَّفَ في أمرِ الصَّبـيِّ؟ وماذا نعمَلُ بهِ؟» فقالَ لَه ملاكُ الرّبِّ: «لِتَمتَنعِ امرأتُكَ عَنْ جميعِ ما قُلتُ لها أنْ تَمتَنعَ عَنهُ: فلا تَذُقْ ما يَخرُجُ مِنَ الكرمةِ، ولا تشربْ خمرا ومُسكِرا، ولا تأكُلْ شيئا حَرَّمَتْهُ الشَّريعةُ، بل لِتَعمَلْ بِكُلِّ ما أمرتُ بهِ». فقالَ مَنوحُ لِمَلاكِ الرّبِّ: «دَعنا نُبقيكَ عِندَنا حتّى نُعِدَّ لكَ جَدْيا مِنَ المعَزِ». فقالَ لَه ملاكُ الرّبِّ: «حتّى لو أبقَيتَني، فلا آكُلُ مِنْ خُبزِكَ، أمَّا إذا شِئتَ أنْ تُقَدِّمَ مُحرَقةً، فقَدِّمْها للرّبِّ». ولم يكُن مَنوحُ يَعلمُ أنَّهُ ملاكُ الرّبِّ. فسألَهُ مَنوحُ: «ما اسمُكَ؟ حتّى إذا تَمَّ قولُكَ نُكرِمَكَ». فأجابَه: «لِماذا تسألُ عَنِ اسمي واسمي عجيـبٌ؟» فأخذَ مَنوحُ جَدْيَ المعَزِ والتَّقدِمةَ وقدَّمَها للرّبِّ على الصَّخرةِ، فعَمِلَ الملاكُ عملا عجيـبا ومَنوحُ وزَوجَتُهُ يَنظرانِ. فكانَ عِندَ ارتفاعِ اللَّهيـبِ عَنِ المذبَحِ نحوَ السَّماءِ أنَّ ملاكَ الرّبِّ صَعِدَ في لَهيـبِ المذبَحِ ومَنوحُ وزَوجَتُهُ يَنظرانِ فسقطا على وجهَيهِما إلى الأرضِ. ولم يَعُدْ ملاكُ الرّبِّ يتَراءَى لِمَنوحَ وزَوجَتِهِ، فعَلِمَ مَنوحُ مِنْ ذلِكَ أنَّهُ ملاكُ الرّبِّ. فقالَ لامرأتِهِ: «سَنموتُ لأنَّنا رأينا اللهَ». فأجابَتْهُ: «لو أنَّ الرّبَّ أرادَ أنْ يُميتَنا لما قَبِلَ مِنْ أيدينا مُحرَقةً وتَقدِمةً، ولا كانَ أرانا جميعَ ما رَأينا، ولما أسمَعَنا ما سَمعناهُ الآنَ». ووَلَدتِ المَرأةُ ابنا وسَمَّتهُ شَمشونَ. وكبُرَ الصَّبـيُّ وباركَهُ الرّبُّ. وحَلَّ روحُ الرّبِّ علَيهِ ومَلأَهُ قُوَّةً في مَحلَّةِ دانَ، بـينَ صَرعَةَ وأشتَأُولَ.
القضاة 1:13-25 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)
وَفَعَلَ بَنُو إسْرَائِيلَ الشَّرَّ أمَامَ اللهِ مَرَّةً أُخْرَى. فَأخضَعَهُمُ اللهُ لِسَيطَرَةِ الفِلِسْطِيِّينَ مُدَّةَ أرْبَعِينَ سَنَةً. وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مِنْ بَلْدَةِ صُرْعَةَ، مِنْ قَبِيلَةِ دَانٍ، اسْمُهُ مَنُوحُ. وَكَانَتِ امْرأتُهُ عَاقِرًا. فَظَهَرَ مَلَاكُ اللهِ لِلمَرْأةِ وَقَالَ لَهَا: «عَلَى الرُّغمِ مِنْ أنَّكِ عَاقِرٌ، إلَّا أنَّكِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا. وَالْآنَ احذَرِي مِنْ أنْ تَشْرَبِي نَبِيذًا أوْ شَرَابًا مُسْكِرًا. وَلَا تَأْكُلِي شَيْئًا نَجِسًا. وَهَا أنْتِ حُبلَى فِعلَا، وَسَتَلِدِينَ ابْنًا. لَكِنْ لَا يَنْبَغِي أنْ تَلْمَسَ شَفْرَةَ حِلَاقَةٍ رَأسَهُ. إذْ سَيَكُونُ الصَّبِيُّ نَذِيرًا للهِ، حَتَّى مِنْ قَبلِ أنْ يُولَدَ. وَهُوَ الَّذِي سَيَبْدَأُ يُخَلِّصُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِنْ سَيطَرَةِ الفِلِسْطِيِّينَ.» فَذَهَبَتِ المَرْأةُ وَأخبَرَتْ زَوْجَهَا وَقَالَتْ لَهُ: «جَاءَ إلَيَّ رَجُلٌ مِنْ رِجَالِ اللهِ! كَانَ مَنظَرُهُ كَمَنْظَرِ مَلَاكِ اللهِ، مُهِيبًا جِدًّا! لَمْ أسألْهُ مِنْ أيْنَ هُوَ، وَهُوَ لَمْ يُخبِرنِي اسْمَهُ. لَكِنَّهُ قَالَ لِي: ‹أنْتِ حُبلَى، وَسَتَلِدِينَ ابْنًا، فَالآنَ لَا تَشْرَبِي نَبِيذًا وَلَا شَرَابًا مُسْكِرًا، وَلَا تَأْكُلِي شَيْئًا نَجِسًا، إذْ سَيَكُونُ الصَّبِيُّ نَذِيرًا للهِ حَتَّى مِنْ قَبلِ أنْ يُولَدَ حَتَّى يَوْمِ مَوْتِهِ.›» فَصَلَّى مَنُوحُ إلَى اللهِ وَقَالَ: «أُصَلّي يَا اللهُ، أنْ تُرْسِلَ رَجُلَ اللهِ إلَينَا ثَانِيَةً، فَيُخْبِرَنَا مَا يَنْبَغِي أنْ نَفعَلَهُ لِلصَّبِيِّ الَّذِي سَيُولَدُ.» وَاسْتَجَابَ اللهُ لِمَنُوحَ. وَجَاءَ مَلَاكُ اللهِ ثَانِيَةً إلَى المَرْأةِ وَهِيَ جَالِسَةٌ فِي الحَقْلِ، لَكِنَّ زَوْجَهَا مَنُوحَ لَمْ يَكُنْ مَعَهَا. فَرَكَضَتِ المَرْأةُ بِسُرعَةٍ وَقَالَتْ لِزَوْجَهَا: «هَا قَدْ ظَهَرَ لِي الرَّجُلُ الَّذِي جَاءَ إلَيَّ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ.» فَقَامَ مَنُوحُ وَتَبِعَ امْرَأتَهُ، فَجَاءَ إلَى الرَّجُلِ وَقَالَ لَهُ: «أأنْتَ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَ هَذِهِ المَرْأةِ؟» فَقَالَ: «أنَا هُوَ.» ثُمَّ قَالَ مَنُوحٌ: «فَلْيَتَحَقَّقْ كَلَامُكَ هَذَا! لَكِنْ كَيْفَ نَتَعَامَلُ مَعَ الصَّبِيِّ؟ وَمَاذَا سَتَكُونُ مَهَمَّتُهُ؟» فَقَالَ مَلَاكُ اللهِ لِمَنُوحَ: «يَنْبَغِي أنْ تَحْرِصَ زَوْجَتُكَ عَلَى عَمَلِ كُلِّ مَا قُلْتُهُ لَهَا. فَلتَمْتَنِعْ عَنْ جَمِيعِ مُنْتَجَاتِ العِنَبِ. عَنِ النَّبِيذِ وَالمُسْكِرَاتِ. وَلَا تَأْكُلْ طَعَامًا نَجِسًا، بَلْ تَفْعَلْ جَمِيعَ مَا أمَرتُهَا بِهِ.» فَقَالَ مَنُوحُ لِمَلَاكِ اللهِ: «اسْمَحْ لَنَا أنْ نَسْتَضِيفَكَ بَعْضَ الوَقْتِ، وَنُحضِرَ لَكَ جِدْيًا لِتَأْكُلَهُ.» فَقَالَ مَلَاكُ اللهِ لِمَنُوحَ: «إنْ بَقِيتُ، فَلَنْ آكُلَ طَعَامَكَ. لَكِنْ إنْ أرَدْتَ أنْ تُقَدِّمَ تَقْدِمَةً، فَقَدِّمْهَا للهِ.» إذْ لَمْ يَكُنْ مَنُوحُ يُدْرِكُ أنَّهُ كَانَ يُكَلِّمُ مَلَاكَ اللهِ. فَقَالَ مَنُوحُ لِمَلَاكِ اللهِ: «مَا اسْمُكَ؟ لِكَي نُكرِمَكَ حِينَ يَتَحَقَّقُ كَلَامُكَ.» فَقَالَ مَلَاكُ اللهِ لَهُ: «لِمَاذَا تُرِيدُ أنْ تَعْرِفَ اسْمِي؟ إنَّهُ عَجيبٌ!» فَأخَذَ مَنُوحُ الجِدْيَ مَعَ تَقْدِمَةِ الحُبُوبِ، وَقَدَّمَهَا ذَبِيحَةً صَاعِدَةً عَلَى الصَّخرَةِ للهِ، صَانِعِ العَجَائِبِ. وَكَانَ مَنُوحُ وَزَوْجَتُهُ يُرَاقِبَانِ. فَصَعِدَ اللَّهَبُ إلَى السَّمَاءِ مِنَ المَذْبَحِ، وَصَعِدَ مَلَاكُ اللهِ فِي لَهَبِ المَذْبَحِ، وَمَنُوحُ وَامْرَأتُهُ يُرَاقِبَانِ. فَسَجَدَا عَلَى الأرْضِ عَلَى وَجْهَيهِمَا. فَعَرَفَ مَنُوحُ أنَّهُ مَلَاكُ اللهِ. وَلَمْ يَظْهَرْ مَلَاكُ اللهِ ثَانِيَةً لِمَنُوحَ وَزَوْجَتِهِ. فَقَالَ لِزَوْجَتِهِ: «لَا شَكَّ أنَّنَا سَنَمُوتُ، لِأنَّنَا قَدْ رَأينَا اللهَ.» فَقَالَتْ زَوْجَتُهُ: «لَوْ أرَادَ اللهُ أنْ يَقْتُلَنَا، لَمَا قَبِلَ الذَّبِيحَةَ وَتَقْدِمَةَ الحُبُوبِ مِنَّا. وَلَمَا أعْلَنَ لَنَا كُلَّ هَذِهِ الأشْيَاءِ، أوْ سَمَحَ لَنَا حَتَّى بِسَمَاعِهَا.» وَوَلَدَتِ المَرْأةُ ابْنًا، وَسَمَّتْهُ شَمْشُونَ. وَكَبِرَ الصَّبِيُّ، وَبَارَكَهُ اللهُ. وَبَدَأ رُوحُ اللهِ يَعْمَلُ فِيهِ فِي مَحَلَّةِ دَانٍ، بَيْنَ بَلدَتَي صُرْعَةَ وَأشْتَأُولَ.
القضاة 1:13-25 كتاب الحياة (KEH)
ثُمَّ عَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَكِبُونَ الإِثْمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَأَسْلَمَهُمْ لِقَبْضَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مِنْ بَلْدَةِ صُرْعَةَ مِنْ عَشِيرَةِ الدَّانِيِّينَ يُدْعَى مَنُوحَ، وَامْرَأَتُهُ عَاقِرٌ لَمْ تُنْجِبْ. فَتَجَلَّى مَلاكُ الرَّبِّ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا: «إِنَّكِ عَاقِرٌ لَمْ تُنْجِبِي، وَلَكِنَّكِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً. إِنَّمَا إِيَّاكِ أَنْ تَشْرَبِي خَمْراً أَوْ مُسْكِراً أَوْ تَأْكُلِي شَيْئاً مُحَرَّماً لأَنَّكِ سَتَحْمِليِنَ وَتُنْجِبِينَ ابْناً. فَلا تَحْلِقِي شَعْرَ رَأْسِهِ لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلهِ مِنْ مَوْلِدِهِ، وَهُوَ يَشْرَعُ فِي إِنْقَاذِ إِسْرَائِيلَ مِنْ تَسَلُّطِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». فَأَسْرَعَتْ إِلَى زَوْجِهَا وَقَالَتْ: «ظَهَرَ لِي رَجُلٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَمَنْظَرُهُ كَهَيْئَةِ مَلاكِ الرَّبِّ مُجَلَّلٌ بِالرَّهْبَةِ. لَمْ أَسْأَلْهُ مِنْ أَيْنَ جَاءَ، وَلا هُوَ أَخْبَرَنِي عَنِ اسْمِهِ، وَقَالَ لِي: هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً، فَإِيَّاكِ أَنْ تَشْرَبِي خَمْراً وَلا مُسْكِراً، وَلا تَأْكُلِي شَيْئاً مُحَرَّماً، لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلرَّبِّ مُنْذُ مَوْلِدِهِ حَتَّى يَوْمِ وَفَاتِهِ». فَتَضَرَّعَ مَنُوحُ إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يَا سَيِّدِي أَنْ تُرْسِلَ إِلَيْنَا رَجُلَ اللهِ الَّذِي بَعَثْتَهُ، لِيُعَلِّمَنَا كَيْفَ نُرَبِّي الصَّبِيَّ الَّذِي يُولَدُ». فَاسْتَجَابَ اللهُ صَلاةَ مَنُوحَ، فَتَجَلَّى مَلاكُ اللهِ أَيْضاً لِلْمَرْأَةِ وَهِيَ جَالِسَةٌ فِي الْحَقْلِ، وَلَمْ يَكُنْ زَوْجُهَا مَنُوحُ مَعَهَا. فَأَسْرَعَتْ وَأَخْبَرَتْ زَوْجَهَا قَائِلَةً: «تَرَاءَى لِيَ الرَّجُلُ الَّذِي ظَهَرَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ». فَهَبَّ مَنُوحُ فِي إِثْرِ زَوْجَتِهِ حَتَّى قَدِمَ عَلَى الرَّجُلِ وَسَأَلَهُ: «أَأَنْتَ الرَّجُلُ الَّذِي خَاطَبَ زَوْجَتِي مِنْ قَبْلُ؟» فَأَجَابَهُ: «أَنَا هُوَ». فَقَالَ مَنُوحُ: «عِنْدَمَا يَتَحَقَّقُ كَلامُكَ فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَقُومَ بِتَرْبِيَةِ الصَّبِيِّ وَمُعَامَلَتِهِ؟» فَأَجَابَهُ الْمَلاكُ: «لِتَحْرِصِ الْمَرْأَةُ عَلَى طَاعَةِ كُلِّ مَا أَمَرْتُهَا بِهِ. وَإِيَّاهَا أَنْ تَأْكُلَ مِنْ كُلِّ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ أَوْ تَشْرَبَ خَمْراً أَوْ مُسْكِراً، أَوْ تَأْكُلَ طَعَاماً مُحَرَّماً. لِتَحْرِصْ عَلَى إِطَاعَةِ كُلِّ مَا أَوْصَيْتُهَا بِهِ». فَقَالَ لَهُ مَنُوحُ: «نَوَدُّ أَنْ تَمْكُثَ مَعَنَا رَيْثَمَا نُجَهِّزُ لَكَ جَدْياً». فَأَجَابَ مَلاكُ الرَّبِّ: «وَلَوْ أَعَقْتَنِي لَنْ آكُلَ مِنْ خُبْزِكَ، وَإِنْ قَرَّبْتَ مُحْرَقَةً فَلِلرَّبِّ قَدِّمْهَا». وَلَمْ يَكُنْ مَنُوحُ يُدْرِكُ أَنَّ الرَّجُلَ هُوَ مَلاكُ الرَّبِّ. فَسَأَلَ مَنُوحُ مَلاكَ الرَّبِّ: «مَا اسْمُكَ حَتَّى إِذَا تَحَقَّقَ كَلامُكَ نُكْرِمُكَ؟» فَأَجَابَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي وَهُوَ عَجِيبٌ؟» ثُمَّ أَخَذَ مَنُوحُ جَدْياً وَتَقْدِمَةَ حُبُوبٍ وَقَرَّبَهُمَا عَلَى الصَّخْرَةِ لِلرَّبِّ. فَقَامَ الْمَلاكُ بِعَمَلٍ عَجِيبٍ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْ مَنُوحَ وَزَوْجَتِهِ فَقَدْ صَعِدَ فِي أَلْسِنَةِ اللهِيبِ الْمُرْتَفِعَةِ مِنَ الْمَذْبَحِ نَحْوَ السَّمَاءِ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْهُمَا، فَخَرَّا عَلَى الأَرْضِ سَاجِدَيْنِ. وَلَمْ يَتَجَلَّ مَلاكُ الرَّبِّ ثَانِيَةً لِمَنُوحَ وَزَوْجَتِهِ. عِنْدَئِذٍ أَدْرَكَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلاكُ الرَّبِّ. فَقَالَ مَنُوحُ لاِمْرَأَتِهِ: «إِنَّنَا لابُدَّ مَائِتَانِ لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللهَ» فَأَجَابَتْهُ: «لَوْ أَرَادَ الرَّبُّ أَنْ يُمِيتَنَا لَمَا قَبِلَ مِنَّا مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً، وَلَمَا أَرَانَا كُلَّ هَذِهِ الأُمُورِ وَأَخْبَرَنَا بِها فِي هَذَا الْوَقْتِ». فَأَنْجَبَتِ الْمَرْأَةُ ابْناً دَعَتْهُ شَمْشُونَ. وَكَبُرَ الصَّبِيُّ وَبَارَكَهُ الرَّبُّ. وَابْتَدَأَ رُوحُ الرَّبِّ يُحَرِّكُهُ فِي أَرْضِ سِبْطِ دَانَ بَيْنَ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ.
القضاة 1:13-25 الكتاب المقدس (AVD)
ثُمَّ عَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، فَدَفَعَهُمُ ٱلرَّبُّ لِيَدِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ صُرْعَةَ مِنْ عَشِيرَةِ ٱلدَّانِيِّينَ ٱسْمُهُ مَنُوحُ، وَٱمْرَأَتُهُ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدْ. فَتَرَاءَى مَلَاكُ ٱلرَّبِّ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا: «هَا أَنْتِ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدِي، وَلَكِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ٱبْنًا. وَٱلْآنَ فَٱحْذَرِي وَلَا تَشْرَبِي خَمْرًا وَلَا مُسْكِرًا، وَلَا تَأْكُلِي شَيْئًا نَجِسًا. فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ٱبْنًا، وَلَا يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ، لِأَنَّ ٱلصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيرًا لِلهِ مِنَ ٱلْبَطْنِ، وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ». فَدَخَلَتِ ٱلْمَرْأَةُ وَكَلَّمَتْ رَجُلَهَا قَائِلَةً: «جَاءَ إِلَيَّ رَجُلُ ٱللهِ، وَمَنْظَرُهُ كَمَنْظَرِ مَلَاكِ ٱللهِ، مُرْهِبٌ جِدًّا. وَلَمْ أَسْأَلْهُ: مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَلَا هُوَ أَخْبَرَنِي عَنِ ٱسْمِهِ. وَقَالَ لِي: هَا أَنْتِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ٱبْنًا. وَٱلْآنَ فَلَا تَشْرَبِي خَمْرًا وَلَا مُسْكِرًا، وَلَا تَأْكُلِي شَيْئًا نَجِسًا، لِأَنَّ ٱلصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيرًا لِلهِ مِنَ ٱلْبَطْنِ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِ». فَصَلَّى مَنُوحُ إِلَى ٱلرَّبِّ وَقَالَ: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي أَنْ يَأْتِيَ أَيْضًا إِلَيْنَا رَجُلُ ٱللهِ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ، وَيُعَلِّمَنَا: مَاذَا نَعْمَلُ لِلصَّبِيِّ ٱلَّذِي يُولَدُ؟». فَسَمِعَ ٱللهُ لِصَوْتِ مَنُوحَ، فَجَاءَ مَلَاكُ ٱللهِ أَيْضًا إِلَى ٱلْمَرْأَةِ وَهِيَ جَالِسَةٌ فِي ٱلْحَقْلِ، وَمَنُوحُ رَجُلُهَا لَيْسَ مَعَهَا. فَأَسْرَعَتِ ٱلْمَرْأَةُ وَرَكَضَتْ وَأَخْبَرَتْ رَجُلَهَا وَقَالَتْ لَهُ: «هُوَذَا قَدْ تَرَاءَى لِيَ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي جَاءَ إِلَيَّ ذَلِكَ ٱلْيَوْمَ». فَقَامَ مَنُوحُ وَسَارَ وَرَاءَ ٱمْرَأَتِهِ وَجَاءَ إِلَى ٱلرَّجُلِ، وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ مَعَ ٱلْمَرْأَةِ؟» فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». فَقَالَ مَنُوحُ: «عِنْدَ مَجِيءِ كَلَامِكَ، مَاذَا يَكُونُ حُكْمُ ٱلصَّبِيِّ وَمُعَامَلَتُهُ؟» فَقَالَ مَلَاكُ ٱلرَّبِّ لِمَنُوحَ: «مِنْ كُلِّ مَا قُلْتُ لِلْمَرْأَةِ فَلْتَحْتَفِظْ. مِنْ كُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ جَفْنَةِ ٱلْخَمْرِ لَا تَأْكُلْ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لَا تَشْرَبْ، وَكُلَّ نَجِسٍ لَا تَأْكُلْ. لِتَحْذَرْ مِنْ كُلِّ مَا أَوْصَيْتُهَا». فَقَالَ مَنُوحُ لِمَلَاكِ ٱلرَّبِّ: «دَعْنَا نُعَوِّقْكَ وَنَعْمَلْ لَكَ جَدْيَ مِعْزًى». فَقَالَ مَلَاكُ ٱلرَّبِّ لِمَنُوحَ: «وَلَوْ عَوَّقْتَنِي لَا آكُلُ مِنْ خُبْزِكَ، وَإِنْ عَمِلْتَ مُحْرَقَةً فَلِلرَّبِّ أَصْعِدْهَا». لِأَنَّ مَنُوحَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ مَلَاكُ ٱلرَّبِّ. فَقَالَ مَنُوحُ لِمَلَاكِ ٱلرَّبِّ: «مَا ٱسْمُكَ حَتَّى إِذَا جَاءَ كَلَامُكَ نُكْرِمُكَ؟» فَقَالَ لَهُ مَلَاكُ ٱلرَّبِّ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ ٱسْمِي وَهُوَ عَجِيبٌ؟». فَأَخَذَ مَنُوحُ جَدْيَ ٱلْمِعْزَى وَٱلتَّقْدِمَةَ وَأَصْعَدَهُمَا عَلَى ٱلصَّخْرَةِ لِلرَّبِّ. فَعَمِلَ عَمَلًا عَجِيبًا وَمَنُوحُ وَٱمْرَأَتُهُ يَنْظُرَانِ. فَكَانَ عِنْدَ صُعُودِ ٱللَّهِيبِ عَنِ ٱلْمَذْبَحِ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ، أَنَّ مَلَاكَ ٱلرَّبِّ صَعِدَ فِي لَهِيبِ ٱلْمَذْبَحِ، وَمَنُوحُ وَٱمْرَأَتُهُ يَنْظُرَانِ. فَسَقَطَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا إِلَى ٱلْأَرْضِ. وَلَمْ يَعُدْ مَلَاكُ ٱلرَّبِّ يَتَرَاءَى لِمَنُوحَ وَٱمْرَأَتِهِ. حِينَئِذٍ عَرَفَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلَاكُ ٱلرَّبِّ. فَقَالَ مَنُوحُ لِٱمْرَأَتِهِ: «نَمُوتُ مَوْتًا لِأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا ٱللهَ» فَقَالَتْ لَهُ ٱمْرَأَتُهُ: «لَوْ أَرَادَ ٱلرَّبُّ أَنْ يُمِيتَنَا، لَمَا أَخَذَ مِنْ يَدِنَا مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً، وَلَمَا أَرَانَا كُلَّ هَذِهِ، وَلَمَا كَانَ فِي مِثْلِ هَذَا ٱلْوَقْتِ أَسْمَعَنَا مِثْلَ هَذِهِ». فَوَلَدَتِ ٱلْمَرْأَةُ ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ شَمْشُونَ. فَكَبِرَ ٱلصَّبِيُّ وَبَارَكَهُ ٱلرَّبُّ. وَٱبْتَدَأَ رُوحُ ٱلرَّبِّ يُحَرِّكُهُ فِي مَحَلَّةِ دَانٍ بَيْنَ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ.
القضاة 1:13-25 الكتاب الشريف (SAB)
وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ مَا هُوَ شَرٌّ فِي نَظَرِ اللهِ، فَأَوْقَعَهُمُ اللهُ فِي يَدِ الْفِلِسْطِيِّينَ 40 سَنَةً. وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ صَرْعَةَ، مِنْ عَشِيرَةِ دَانَ اسْمُهُ مَنُوحُ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ عَاقِرًا لَا تَلِدُ. فَظَهَرَ مَلَاكُ اللهِ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا: ”أَنْتِ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدِي، لَكِنَّكِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا. فَإِيَّاكِ أَنْ تَشْرَبِي خَمْرًا أَوْ نَبِيذًا أَوْ تَأْكُلِي شَيْئًا نَجِسًا. لِأَنَّكِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا، فَلَا تَحْلِقُوا شَعْرَ رَأْسِهِ أَبَدًا، لِأَنَّ الْوَلَدَ يَكُونُ نَذِيرًا مُكَرَّسًا لِلّٰهِ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ، وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ فِي إِنْقَاذِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِيِّينَ.“ فَذَهَبَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالَتْ لِزَوْجِهَا: ”جَاءَنِي رَجُلٌ صَالِحٌ وَمَنْظَرُهُ كَمَلَاكٍ، مُخِيفٌ جِدًّا. وَلَمْ أَسْأَلْهُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَلَا هُوَ أَخْبَرَنِي عَنِ اسْمِهِ. وَقَالَ لِي: ’سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا، فَلَا تَشْرَبِي خَمْرًا أَوْ نَبِيذًا أَوْ تَأْكُلِي شَيْئًا نَجِسًا، لِأَنَّ الْوَلَدَ يَكُونُ نَذِيرًا مُكَرَّسًا لِلّٰهِ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِ.‘“ فَصَلَّى مَنُوحُ إِلَى اللهِ وَقَالَ: ”أَرْجُوكَ يَا سَيِّدِي، اِجْعَلِ الرَّجُلَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ يَأْتِي إِلَيْنَا مَرَّةً ثَانِيَةً لِيُعَلِّمَنَا مَاذَا نَعْمَلُ لِلطِّفْلِ الَّذِي سَيُولَدُ.“ فَسَمِعَ اللهُ دُعَاءَ مَنُوحَ، وَجَاءَ الْمَلَاكُ مَرَّةً ثَانِيَةً إِلَى الْمَرْأَةِ وَهِيَ جَالِسَةٌ فِي الْحَقْلِ، وَلَمْ يَكُنْ زَوْجُهَا مَنُوحُ مَعَهَا. فَذَهَبَتِ الْمَرْأَةُ بِسُرْعَةٍ وَقَالَتْ لِزَوْجِهَا: ”أَسْرِعْ! الرَّجُلُ الَّذِي جَاءَ إِلَيَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، ظَهَرَ لِي!“ فَقَامَ مَنُوحُ وَتَبِعَ زَوْجَتَهُ، وَجَاءَ إِلَى الرَّجُلِ وَقَالَ لَهُ: ”هَلْ أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي كَلَّمَ زَوْجَتِي؟“ فَقَالَ: ”أَنَا هُوَ.“ فَقَالَ مَنُوحُ: ”عِنْدَمَا يَتَحَقَّقُ كَلَامُكَ، مَا هِيَ الْقَوَاعِدُ الَّتِي يَسِيرُ عَلَيْهَا الْوَلَدُ، وَكَيْفَ نُعَامِلُهُ؟“ فَقَالَ مَلَاكُ اللهِ لِمَنُوحَ: ”تَعْمَلُ زَوْجَتُكَ كَمَا قُلْتُ لَهَا. فَلَا تَأْكُلُ شَيْئًا يَخْرُجُ مِنْ شَجَرَةِ الْعِنَبِ، وَلَا تَشْرَبُ خَمْرًا وَلَا نَبِيذًا، وَلَا تَأْكُلُ شَيْئًا نَجِسًا، وَتَعْمَلُ كُلَّ مَا أَوْصَيْتُهَا بِهِ.“ فَقَالَ مَنُوحُ لِمَلَاكِ اللهِ: ”اِسْمَحْ لَنَا بِأَنْ نُؤَخِّرَكَ قَلِيلًا، حَتَّى نَعْمَلَ لَكَ جَدْيًا مِنَ الْمَعِيزِ.“ فَقَالَ الْمَلَاكُ لِمَنُوحَ: ”حَتَّى وَلَوِ انْتَظَرْتُ لَا آكُلُ مِنْ طَعَامِكَ. أَمَّا إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ قُرْبَانًا يُحْرَقُ، فَقَدِّمْهُ لِلْمَوْلَى.“ وَلَمْ يَكُنْ مَنُوحُ يَعْلَمُ أَنَّهُ مَلَاكٌ. ثُمَّ قَالَ مَنُوحُ لِمَلَاكِ اللهِ: ”مَا اسْمُكَ، حَتَّى نُكْرِمَكَ عِنْدَمَا يَتَحَقَّقُ كَلَامُكَ؟“ فَقَالَ لَهُ الْمَلَاكُ: ”لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي وَهُوَ عَجِيبٌ؟“ ثُمَّ أَخَذَ مَنُوحُ الْجَدْيَ وَقُرْبَانَ الدَّقِيقِ، وَقَدَّمَهُمَا عَلَى الصَّخْرَةِ لِلْمَوْلَى. فَعَمِلَ الْمَلَاكُ شَيْئًا مُدْهِشًا وَمَنُوحُ وَامْرَأَتُهُ يَنْظُرَانِ. لِأَنَّهُ لَمَّا طَلَعَ لَهِيبُ الْقُرْبَانِ نَحْوَ السَّمَاءِ، صَعِدَ مَلَاكُ اللهِ فِي اللَّهِيبِ. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مَنُوحُ وَزَوْجَتُهُ، سَقَطَا عَلَى الْأَرْضِ وَسَجَدَا. فَلَمَّا لَمْ يَظْهَرِ الْمَلَاكُ بَعْدَ ذَلِكَ لِمَنُوحَ وَزَوْجَتِهِ عَرَفَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلَاكٌ. فَقَالَ لِزَوْجَتِهِ: ”لَا بُدَّ أَنْ نَمُوتَ لِأَنَّنَا رَأَيْنَا اللهَ!“ فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ: ”لَوْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُمِيتَنَا، هَلْ كَانَ يَقْبَلُ مِنَّا قُرْبَانًا يُحْرَقُ وَقُرْبَانَ دَقِيقٍ وَيُرِينَا وَيُسْمِعُنَا كُلَّ هَذِهِ الْأُمُورِ فِي هَذَا الْوَقْتِ؟ قَطْعًا لَا.“ وَوَلَدَتِ الْمَرْأَةُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ شَمْشُونَ. وَكَبِرَ الصَّبِيُّ وَبَارَكَهُ اللهُ. وَبَدَأَ رُوحُ اللهِ يُحَرِّكُهُ فِي مَنْطِقَةِ دَانَ بَيْنَ صَرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ.
القضاة 1:13-25 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)
وعادَ بَنو إِسْرائيلَ فصَنَعوا الشَّرَّ في عَينَيِ الرَّبّ. فأَسلَمهمُ الرَّبُّ إِلى يَدِ الفَلِسطينِيِّينَ أَربَعينَ سَنَة. وكانَ رَجُلٌ مِن صُرْعَة، مِن عَشيرةِ دانٍ ٱسمُه مَنوح، وكانَتِ ٱمرَأَتُه عاقِرًا لا تَلِد. فتَراءَى مَلاكُ الرَّبِّ لِلمَرأَةِ وقالَ لَها: «إِنَّكِ عاقِرٌ لم تَلِدي، ولٰكِنَّكِ ستَحمِلينَ وتَلِدينَ ٱبنًا. فٱنتَبِهي الآنَ ولا تَشرَبي خَمرًا ولا مُسكِرًا، ولا تأكُلي شَيئًا نَجِسًا، لأَنَّكِ ستَحمِلينَ وتَلِدينَ ٱبنًا لا يَعْلو رأسَه موسًى، لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكونُ نَذيرًا للهِ مِنَ البَطْن، وهو يَبدأُ بِخَلاصِ إِسْرائيلَ مِن يَدِ الفَلِسطينِيِّين». فجاءَتِ المَرأَةُ وكَلَّمَت زَوجَها وقالَت لَه: «جاءَني رَجُلُ الله، ومَنظَرُه كمَظَرِ مَلاكِ الله، لَه هَيبَةٌ عَظيمة، وأَنا لم أَسأَلْه مِن أَينَ هو، وهو لم يُخْبِرني بِٱسمِه. وقالَ لي: إِنَّكِ ستَحمِلينَ وتَلِدينَ ٱبنًا. فلا تَشرَبي الآنَ خَمرًا ولا مُسكِرًا ولا تأكُلي شَيئًا نَجِسًا، لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكونُ نَذيرًا للهِ مِن البَطنِ إِلى يَومِ وَفاتِه». فٱبتَهَلَ مَنوحُ إِلى الرَّبِّ وقال: «أَسأَلُكَ يا رَبُّ أَن يَعودَ إِلَينا رَجُلُ اللهِ الَّذي أَرسَلتَه ويُعَلِّمَنا ما نَصنَعُ بِالصَّبِيِّ المَولود». فسَمِعَ اللهُ صَوتَ مَنوح، فأَتى مَلاكُ اللهِ ثانِيَةً إِلى المَرأَةِ وهي في الحَقْلِ، ولم يَكُنْ مَنوحُ زوجُها معَها. فأسرَعَتِ المَرأَةُ راكِضَةً وأَخبَرَت زَوجَها وقالَت لَه: «لقَد تَراءَى لِيَ الرَّجُلُ الَّذي أَتاني في ذٰلك اليَوم». فقامَ مَنوحُ وٱنطَلَقَ وَراءَ زَوجَتِه وأَقبَلَ على الرَّجُلِ وقالَ لَه: «أَأَنتَ الرَّجُلُ الَّذي تَكَلَّمَ معَ المَرأة؟» قال: «أَنا هو». فقالَ مَنوح: «والآنَ، إِذا تَمَّ قَولُك، فكَيفَ يَكونُ التَّصَرُّفُ في أَمرِ الصَّبِيِّ وماذا يُعمَلُ بِه؟» فقالَ مَلاكُ الرَّبِّ لِمَنوح: «لِتَحتَرِزِ المَرأَةُ من كُلِّ ما قُلتُ لَها: مِن كُلِّ ما يَخرُجُ مِن كَرمَةِ الخَمرِ لا تَأكُل، وخَمرًا ومُسكِرًا لا تَشْرَبْ، ولا تَأكُلْ شَيئًا نَجِسًا، بل تَحفَظْ كُلَّ ما أَمرتُها بِه» فقالَ مَنوحُ لِمَلاكِ الرَّبّ: «دَعْنا نَستَبقيكَ ونُعِدُّ لَكَ جَديًا مِنَ المَعِز». فقالَ مَلاكُ الرَّبِّ لِمَنوح: «إِن أَنتَ ٱستَبقَيتَني، لم آكُلْ مِن خُبزِكَ، أَمَّا إِن صَنَعتَ مُحرقَةً فلِلرَّبِّ أَصعِدْها». (لأَنَّ مَنوحَ لم يَكُنْ يَعلَمُ أَنَّه مَلاكُ الرَّبّ). فقالَ مَنوحُ لِمَلاكِ الرَّبّ: «ما ٱسمُكَ، حتَّى إِذا تَمَّ قَولُكَ نُكرِمَك؟» فقالَ لَه مَلاكُ الرَّبّ: لِمَ سُؤالُكَ عنِ ٱسْمي، وٱسْمي عَجيب؟». فأَخَذَ مَنوحُ جَديَ المَعِزِ والتَّقدِمة، وأَصعَدَهما على الصَّخرةِ لِلرَّبّ، لَلَّذي يَعمَلُ عَمَلًا عَجيبًا، ومَنوحُ وزَوجَتُه يَنظُران. فكانَ، عِندَ ٱرتِفاعِ اللَّهيبِ عن المَذبَحِ نَحوَ السَّماء، أَنَّ مَلاكَ الرَّبِّ صَعِدَ في لَهيبِ المَذبَح، ومَنوحُ وزَوجَتُه يَنظُران، فسَقَطا على وَجهَيهما إِلى الأَرْض. ولَم يَعُدْ مَلاكُ الرَّبِّ يَتَراءَى لِمَنوحَ وزَوجَتِه. فَعلِمَ مَنوحُ حينَئِذٍ أَنَّه مَلاكُ الرَّبّ. فقالَ مَنوحُ لِٱمرَأَتِه: «إِنَّنا مَوتًا سَنَموت، لأَنَّنا عايَنَّا الله». فقالَت لَه ٱمرَأَتُه: «لو أَنَّ الرَّبَّ أَرادَ أَن يُميتَنا، لَما قَبِلَ مِن أَيدينا مُحرَقَةً وتَقدِمةً، ولا كانَ أَرانا ذٰلك كُلَّه، ولَما أَسمَعَنا مِثلَ ذٰلك في هٰذا الوَقْت». ووَلَدَتِ المَرأَةُ ٱبنًا وسَمَّته شِمْشون. وكَبِرَ الصَّبِيُّ وبارَكَه الرَّبّ. وبَدَأَ رُوحُ الرَّبِّ يُحَرِّكُه في مُعَسكَرِ دان، بَينَ صُرعَةَ وأَشْتاؤُول.