سفر الخروج ‮المقدّمة‬

المقدّمة
«أنا هو الرّبّ إلهك الّذي أخرجك من مصر، من أرض العبوديّة» (20‏:2). تكشف لنا هذه الآية معنى هذا الكتاب ومحتواه: الله حرّر شعبه وأخرجه من الضيق والعبوديّة. وهذه الآية أساس الوصايا العشر: فالإله الّذي حرّر بحبّه بني يعقوب، يطلب منهم أن يظهروا حبّهم له بالطاعة لشريعته.
لجأ بنو يعقوب إلى مصر بعد مجاعة حلّت في أرض كنعان (تك 45‏:17‏-20، 47‏:11)، وصاروا هناك شعبا كبـيرا. فخاف ملك مصر منهم فاستعبدهم وضيّق عليهم. إلاّ أنّ الله أحسّ بآلامهم كما يحسّ بآلام كلّ المعذّبـين، فاختار واحدا منهم وهو موسى قائدا لهم. كانت الصعوبات كثيرة ولكن الله تدخّل بـيد قديرة بواسطة عبده موسى، فأخلى المصريّون الشعب وتركوه يذهب إلى البرّيّة ليعبد الرّبّ هناك بحريّة (1‏:1‏—15‏:21). وقاد الرّبّ شعبه وحماه في مسيرته عبر البرّيّة حتّى وصل إلى جبل سينا (15‏:22‏—18‏:27). وهناك ارتبط معه بعهد فسمّاه شعبه وأعطاه شرائعه ووصاياه (19‏:1‏—24‏:18). وبـينما كان الرّبّ يعلّم موسى كيف يـبني المعبد الّذي يرمز إلى حضور الله وسط شعبه (ف25‏—31)، كان الشعب يصنع لنفسه عجلا ذهبـيا ويعبده. فعاقب الله الشعب عقابا قاسيا (ف32‏—34). وبعد أن غفر الله لشعبه، صنع له موسى المعبد الّذي يتجلّى فيه وسط الغمام والضباب (ف35‏—40).
يتوجّه هذا الكتاب إلى كلّ شعب اختبر الضيق والعبودية والظلم في كلّ زمان ومكان، وهو يعلّمنا ما هي الحريّة الحقيقيّة التي يمنحها الله وحده، ليساعد بها الإنسان ليشاركه حياته ويشارك الآخرين حياتهم، في جو من التضامن والمحبة.

تمييز النص

شارك

نسخ

None

هل تريد حفظ أبرز أعمالك على جميع أجهزتك؟ قم بالتسجيل أو تسجيل الدخول

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية