العبرانيّين 1:2-9
العبرانيّين 1:2-9 ت.ك.ع
لِذٰلِك يَجِبُ أَن نَزْدادَ ٱهتِمامًا بِما سَمِعْناه، مَخافَةَ أَن نَتيهَ عنِ الطَّريق. فإِذا كانَ الكَلامُ الَّذي أُعلِنَ على لِسانِ المَلائِكَةِ قد أُثبِتَ فنالَت كُلُّ مَعصِيَةٍ ومُخالَفَةٍ جَزاءً عادِلاً، فكَيْفَ نَنْجو نَحنُ إِذا أَهمَلْنا مِثْلَ هٰذا الخَلاصِ الَّذي شُرِعَ في إِعْلانِه على لِسانِ الرَّبّ، وأَثبَتَه لَنا أُولٰئِكَ الَّذينَ سَمِعوه، وأَيَّدَته شهادةُ اللهِ بِآياتٍ وأَعاجيبَ ومُعجِزاتٍ مُختَلِفَة وبِما يُوَزِّعُ الرُّوحُ القُدُسُ مِن مَواهِبَ كَما يَشاء. فإِنَّه لم يُخضِعْ لِلمَلائِكَةِ العالَمَ المُقبِلَ الَّذي علَيه نَتَكَلَّم، فقَد شَهِدَ بَعضُهم في مَكانٍ مِنَ الكِتابِ قال: «ما الإِنسانُ فتَذكُرَه؟ وما ٱبنُ الإِنسانِ فتَنظُرَ إِلَيه؟ حَطَطتَه قَليلاً دونَ المَلائِكَة وكَلَّلْتَه بِالمَجْدِ والكَرامَة وأَخضَعتَ كُلَّ شَيءٍ تَحتَ قَدَمَيه». فإِذا «أَخضَعَ لَه كُلَّ شَيء»، فإِنَّه لم يَدَعْ شَيئًا غَيرَ خاضِعٍ لَه. على أَنَّنا لا نَرى الآنَ كُلَّ شَيءٍ مُخضَعًا لَه، ولٰكِنَّ ذَاكَ الَّذي «حُطَّ قَليلاً دونَ المَلائِكَة»، أَعْني يسوع، نُشاهِدُه مُكَلَّلاً بِالمَجْدِ والكَرامةِ لأَنَّه عانى المَوت، وهٰكذا بِنِعمَةِ اللهِ ذاقَ المَوتَ مِن أَجْلِ كُلِّ إِنسان.