(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولНамуна

شرح النص
وجْهُ توما الذي يُلقي عليه الضوء الإنجيلي الرابع هو مدرسةٌ للإيمان. هَدَفَ المسيحُ من ظهوره أن يتعرّفَ التلاميذُ إلى جسده الجديد المتحوّل كلّيًا بعد القيامة فيربطوا بين يسوع التاريخ ومسيح الإيمان. عُرف توما في الإنجيل بتفكيره الدقيق وبطبعه الكريم والعمليّ، فقد سأل يومًا يسوع "لا نعرف الطريق فكيف نعرف إلى أين تذهب"، وقد شهد على قيامة لعازر وكان قد صرّح قبلها "لنذهب نحن أيضًا لنموت معه". تختلف قيامة يسوع عن قيامة لعازر إذ أنّ الأخيرة كانت إحياءً لجسد مائت، أمّا قيامة يسوع فهي تحوّلٌ جذري في طبيعة جسده؛ لعازر عاد ومات أمّا يسوع فيحيا إلى الأبد. يعلن النصُ بقوّة "لأنّك رأيتني آمنت". هذه الآية تعطينا عمق خبرة التوبة التي عاشها توما بعدما أعلن إيمانه جهارًا قائلًا "ربي وإلهي". فقد قال قبلًا "لا أصدّق إلّا إذا وضعتُ إصبعي في مكان المسامير"، لكن، لماّ التقى بالقائم، ورآه، لم يعد بحاجة إلى اللمس، بل تخطّاه. فقال له الرب "آمنتَ لأنّك رأيتني" ولم يقل "لأنّك لمستَني". فقد تخطّى توما ما قد فرضَه شرطًا للإيمان وعاش توبةً داخلية عميقة، جعلته رسولًا شاهدًا وشهيدًا في الهند.
تأمل في النص
عندما أعطى يسوع هذه التطويبة "هنيئًا لمنَ آمن وما رأى "كان على وشك ترك العالم الأرضي نهائيًا؛ فظهورات القائم لم تدم طويلًا، ولم يعد ممكنًا اللقاء به إلّا بواسطة الإيمان. لقد بدأ زمن الكنيسة، الذي به يصغي المؤمنون إلى شهادات الرسل. حتى ولو توقّفت إمكانية رؤية يسوع التاريخي بالعين المجرّدة إلّا أنّه من الممكن اختبار حضوره الروحي في الكنيسة، بواسطة الإيمان، المفتعَل والمعمَّق بعمل الروح القدس، الذي أرسله يسوع إلى الجماعة المسيحانية المؤسَّسة من قبله. إنّها خبرة المؤمنين على مرّ ألفَي سنة من المسيحية: عسانا نتساعد دائمًا لاختبار "قفزة الإيمان" هذه في الحياة!
الفكرة الرئيسة
الإختبار الروحي للمسيح القائم يعطي المؤمن اليوم الفرح نفسه الذي عاشه الرسل مع المسيح.
صلاة
أتوسّل إليك يا يسوع، بحقّ قيامتك المجيدة، أنفخ فيّ روحَك القدوس، فأختبرَ خلاصَك وأبشّر به مَن لا يجرؤ بعد على قفزة الإيمان والاستسلام لحبّك. فمعك السلام الحقيقي الذي لا ينزع،آمين.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More
Нақшаҳои марбут ба мавзӯъ

The Revelation of Jesus

Unbroken Fellowship With the Father: A Study of Intimacy in John

Create: 3 Days of Faith Through Art

Faith Through Fire

Created as an Introvert
To the Word

The Faith Series

A Heart After God: Living From the Inside Out

The Path: What if the Way of Jesus Is Different Than You Thought?
