(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولНамуна

شرح النص

مع الانتقال إلى تك 47 : 12 – 26 تنتقل القصة لتقدم صورة صارخة لكيفية عمل الامبراطورية.

حيث يستغل يوسف جوع الناس ليحصل على كل ما لديهم من فضة لصالح السلطة (آ آ 13 – 14) ومن ثم ليحصل على كل ما لديهم من بهائم (آ آ 15 – 17) قبل أن يحصل على كل أراضيهم وعليهم هم شخصيًا ويحولهم مع عائلاتهم إلى عبيد لفرعون يعملون في أراضيهم هم كأجراء عند فرعون وهم يقومون بشكر فرعون على "فضله" عليهم "بالسماح" لهم بالقيام بذلك (آ آ 18 – 25). من جهة أخرى، يقوم يوسف بتأمين كل ما تحتاجه عائلته هو شخصيًا دون أي مقابل (آ آ 11 – 12)؛ وهو نفس ما يقوم به فيما يخص الكهنة والسلطات الدينية المتحالفة مع فرعون (آ آ 22 ، 26). 

تأمل في النص

يضعنا تك 47 : 11 – 26 وجهًا لوجه أمام صورة صارخة لما يقوم به غالبًا من لديهم السلطة والمقدرات من استخدام لتلك السلطة والمقدرات في سبيل تحقيق مصالحهم ومآربهم الشخصية؛ وهو الواقع الذي عانينا ولا زلنا نعاني منه في الشرق الأوسط. ويظهر لنا النص أننا ككنيسة، للأسف، كثيرًا ما دعمنا وندعم ذلك بتحالفنا معه أو صمتنا عن مواجهته ورفضه. في نفس الوقت، يضعنا النص في مواجهة حقيقة أننا نحن كثيرًا ما نقوم على مستوانا الشخصي بتبني نفس العقلية في علاقاتنا وأعمالنا وحياتنا عوضًا عن أن نذكر دعوة سيدنا لنا أننا مجانًا أخذنا ومجانًا علينا أن نعطي (مت 10 : 8).

في النهاية، يدعونا تك 47 : 11 – 26 كمؤمنين وككنيسة لنرفض الخضوع لمثل هكذا واقع في حياتنا ولنواجهه برسالة ملكوت الله، ملكوت المحبة والحرية والعدالة والسلام والرجاء لكل الخليقة.

الفكرة الرئيسة

علينا أن نرفض كمؤمنين وككنيسة كل ظلم واستغلال للسلطة والقدرة، سواء من قبلنا أو من قبل غيرنا، ونكون رسلًا لملكوت الله في كل زمان ومكان لكل من وما حولنا.

صلاة

أعطنا اللهم الحكمة والقوة لنكون رسل أمينين لرسالة ملكوتك ونكون مستعدين لدفع ثمن التزامنا بتلك الرسالة على خطى من سار إلى موت الصليب معلنًا لنا نصرة ملكوت الله.

خذ قرارًا لهذا اليوم