(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص

إنّ صلاة يسوع طالبًا الغفران لصالبيه توحي أنّه الوسيط الوحيد بين الله والناس (1تم 2: 5). يُعتَبر غفرانه خلاصة الإنجيل: فقد علّم يسوع محبّة الأعداء وهو يطبّقها الآن كمثلٍ أعلى لكل تلميذٍ مسيحي. وهكذا تصرّف استفانوس عندما رجموه (أع 7: 60). بعد صلب يسوع، يظهر موضوع الخلاص بشكل واضح، وذلك من خلال الطلب إلى يسوع بأن يخلّص نفسه. هكذا استهزأ به الرؤساء، والجنود وأحد المجرمَين. يطلبون من عاجز ومصلوب أن يعطي الخلاص والحياة؛ لقد غاب عنهم أنّه، بالفعل، بواسطة آلامه وموته، يطأ الموت بالموت ويعطي الحياة للمائتين. 

إنّ صلبَ يسوع بين مجرمَين يذكّر بقول إشعيا: "أحصي بين العُصاة" (إش 53 : 12). يشدّد لوقا على الخلاص والغفران وعلى "اليوم" كيوم للخلاص والغفران. فقد اعترف اللص المخلَّص بمخافة الله، بمصير الموت الذي هو عاقبة عادلة له، وببراءة يسوع المصلوب ظلمًا. وبمجرّد لفظ اسمه قائلًا: "أذكرني يا يسوع " دون أن يزيد لقبًا هذا دليل على قرْبٍ ومونة وثقة بكل قدرة المسيح الخلاصية. لذلك أعطاه يسوع ملء الحياة في الفردوس بدل الخلاص من ساعة آلام وموت.

تأمل في النص

إنّ التناقض بين المسيح العاجز جسدًيا والقادر إلهيًا هي المسألة الأساسية التي يطرحها نص "يسوع على الصليب". كيف يمكن لمَن هو معلّق على خشبة أن يكون المسيح المنتظر الذي يخلّص شعبه ويوفّر له ملء الحياة؟ هذه المسألة ليست فقط من الماضي والتاريخ بل آنية، وتتماشى مع كل العصور. يظهر لنا هذا النص يسوع في رحمة لا مثيل لها وفي خلاصٍ أكيد ونهائي للمؤمن الذي يخاف الله. من على صليبه، لا يزال المسيح قادرًا أن يكون صلة الوصل بين الله والإنسان ومثال التلميذ الحقيقي. لذلك نحن مدعوون للتواضع وللاعتراف بالخطيئة، علّنا نصل يومًا إلى السعادة المرجوّة في الفردوس.

الفكرة الرئيسة

من على صليبه غفر يسوع لصالبيه وكافأ بالسعادة المجرم التائب. فالخلاص ممكن حتى قبيل الموت.

صلاة

لا تحرمني يا رب من العيش بجوارك طيلة حياتي وبعد مماتي؛ إجعلني لا أؤجّل توبتي، فأستفيدَ من كل لحظة من عمري لتسبيحك والشهادة لك أمام الناس. نجّني من الموت المفاجئ واعطني الاستعداد الدائم للقائك، آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم