(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص

"تقديم" البكر للإله عادة قديمة، تبناها بنو إسرائيل في علاقتهم مع الله. هي عادة غنية بالمعاني. البكر، في عالم البشر والبهائم والنبات، هو الأفضل، والأثمن، والأجمل. البكر هو فخر القوة والعطاء، ورأس البركات التي يمنحها الله. وبه يتكنى الأب والأم فيُقال: "أبو فلان"، وهو من يحل محل الأب عند وفاته. تكريس البكر للرب علامة عرفان بجميل الله على "صاحب" لبكر المكرَّس. البكر من الحيوانات الطاهرة (التي تؤكل) يُقَدَّم ذبيحة للرب، ومن الحيوانات غير الطاهرة، يُفدى بذبيحة حيوان طاهر، والبكر من البشر يُفدى بذبيحة أو بتقدمة. وباكورة المزروعات تُعطى لله. ونظرًا لعلاقة تكريس الأبكار بالخروج من مصر، أصبحت ممارستها علامة تحرير الشعب من العبودية، وإشارة إلى قوة الله التي أنجزت هذا العمل. لذلك، يطلب الله من بني إسرائيل المواظبة على ممارسة تكريس الأبكار في جميع أجيالهم.

تأمل في النص

لقد لخص المسيح الشريعة الموسوية بوصيتين: "أحِبّ الرّبّ إلَهكَ بِكُلّ قَلبِكَ، وِبكُلّ نفسِكَ، وبكُلّ عَقلِكَ. هذِهِ هيَ الوصِيّةُ الأولى والعُظمى. والوصِيّةُ الثّانِيةُ مِثْلُها: أحِبّ قَريبَكَ مِثلَما تُحبّ نفسَكَ" (مت 22 : 37 – 39). التشديد هو على "كل"، وفكرة البكر يعني "الأفضل" الذي يلخص "الكل". نحب الرب من كل قلوبنا وكل نفوسنا وكل قدرتنا عندما نكرس له أفضل الوقت، وأفضل الجهد، وأفضل التعب ومردود العمل. الأرملة أعطت فلسين، وهذا كان "كل" ما عندها (لو 12 : 42 – 44). والمرأة الخاطئة التي غفر لها المسيح كسرت على قدمي المسيح أثمن ما عندها لأنها أحبت كثيرًا (لو 7: 36 – 39). وعندما نعطي الرب الأفضل، نختبر فرح العطاء.

إهداء الرب "الأفضل" علامة امتناننا وعرفاننا بجميله وشكرنا على محبته، وعلامة محبتنا له، ليس بفعل الخوف، أو الواجب، بل بدافع المحبة لكي نحصد الفرح. أما الشكر للرب وعرفاننا بجميله، فلأنه أحبنا وتبنّانا وتعهدنا ويسير معنا كل الطريق لنبلغ الحياة الأبدية. وهذا مصدر وعينا لذاتنا وهويتنا الروحية وتحريرنا من الشر.

الفكرة الرئيسة

تكريس "الأفضل" للرب دليل محبتنا الكبيرة له وعرفاننا بجميله علينا.

صلاة

ساعدني إلهي لكي أتخلى بفرح عن "الأفضل" وأضعه في خدمتك.

خذ قرارًا لهذا اليوم