(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
قد يفاجئنا هذا المثل من يسوع إذا فهمناه على أنَّه دعوة لاستغلال السيِّد الأجيرَ عنده في عمل متواصل دون استراحة. نستغرب بالأكثر عندما نتذكَّر أنَّ يسوع جاء ليَخدم لا ليُخدَم ويكون مثال التواضع.
في الواقع، يُعطي هذا المثل تعليمًا في الأجير من أجل الابتعاد عن الكبرياء وعن التقاعس في عمله.
بل أكثر من ذلك، يصبح عمله جزءًا من هوَّيته، وُيصبح بالتالي هدف حياته أنْ يكون في عمل مستمرٍّ خدمة للسيِّد. فالمسألة المطروحة إذًا ليست مسألة عمل وراحة، بل مسألة كيان وحالة. حالة الأجير الذي يرمز إلى المؤمن هو أنْ يكون في خدمة متواصلة دون انقطاع، وفي تتميم كلِّ عمل صالح دون توقُّف.
من جهة أخرى، قد يفهم هذا المثل بمنطق العبودّية، فنَصلَ إلى الاستنتاج التالي: يطلبُ الله منّا الكثير وبالتالي مهما سنعملُ سيبقى الشعور بالنقص مرافقنا. لكنّ يسوع لا يضعنا في حالة تعقيد نفسيّ بل يحثُّنا على الابتعاد عن الكبرياء وعن التباهي عندما نعملُ شيئًا أكثرَ من غيرنا. إنّه شعورٌ يُنمّينا ولا يكبِّلنا.
تأمل في النص
هناك صور عديدة في الكتاب المقدَّس ترشدنا لفهم جوهر هذا المثل وللتأمُّل الصحيح بمعناه. هناك صورة لعن يسوع للتينة التي طلب فيها ثمرًا فلم يجد، حيث يضيف الإنجيليّ مرقس (12 : 12 – 13) أنَّ وقت التين ما حانَ بَعد. لعنها يسوع لأنَّ أمام الربِّ لا يُوجد وقت لا يُثمر المؤمن فيه. والصورة التي تُعبِّر مباشرة عن هذه الحالة هي صورة شجرة الحياة التي تُثمر اثنَتَي عشرة مرَّةً، كلَّ شهر مرَّة؛ ورقها لا يذبل، وثمرها لا ينقطع (راجع حز 47 : 12 ؛ رؤ 22 : 2).
من جهة أخرى، علّمنا يسوع، من أجل تلافي الخلافات السلطويّة، أنّ الذي يُريد أن يكون عظيمًا عليه أن يكون خادمًا. ولكن هناك انحراف آخر يدعونا يسوع للابتعاد عنه: الكبرياء أو التقاعس في الخدمة أو اعتبار أنَّنا عملنا أكثر مِمَّا هو مطلوب منَّا. يحثّنا يسوع على عدم نسيان حالتنا كمؤمنين، وعلى تتميم ما تقتضيه هذه الحالة كحدّ أدنى. بمعنى آخر، لا يمكن للمؤمن أنْ يعتبر أنَّ هناك وقتًا يُعفيه من متطلِّبات إيمانه. لا يوجَد وَقت مثلًا قد يعتبر فيه المُعمَّد أو المتزوِّج أنَّه غير مُعمَّد أو غير متزوِّج. عليه بالتالي أنْ يعيش حالته بشكل مستمرٍّ.
الفكرة الرئيسة
حالة المؤمن هي حالة خدمة وشهادة متواصلتَين للربِّ دون مَلل ولا كَلل. عليه ألَّا يتبجَّح إذا عاش جوهر حالته الإيمانيَّة.
صلاة
أعطِني يا ربُّ الغيرةَ الكافية، حتَّى لا أقوم بأعمالي كأنَّها فَرض عليَّ. اجعلني يا ربُّ مُمتلئًا حميَّة، فلا أساوم على نوعيَّة الشهادة كلَّ أَّيام حياتي. نعمتك تكفيني.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More