(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص

يوضح الإنجيليّ بعد هذا المثل أنَّ رؤساء الكهنة والفرِّيسيِّين فَهمُوا أنَّ يسوع قال هذا الكلام عليهم. تُركِّز انطلاقة هذا المثل أنَّ العمل الأساسيّ والمبادرة الأولى يعودان لصاحب الكرم. سلَّم الكرم الذي أعدَّه إلى كرَّامين. سَعيُه اللاحق لأخذ ثمر من هؤلاء الكرَّامين يفترض أنَّ تسليم الكرم إليهم مشروط بهذه النتيجة.

تَعاطي الكرَّامين مع مُرسَلي صاحب الكرم يكشف مدى اعتبارهم أسياد الكرم، وإرادتهم بإلغاء سلطة صاحب الكرم الحقيقيّ. وَصلَ بهم الأمر أخيرًا إلى قَتل ابنِه الوارث الوحيد ليَرُثوا الكرم عنوة. يُدخِل يسوع مُستمعيه في إعطاء الحلّ لهذا الانحراف. يأتي الحلّ بقتل هؤلاء الأشرار وتسليم الكرم إلى كرَّامين آخرين يُعطون الثمر في أوانه. أمَّا الابن الوحيد الذي رُذل وَقُتل، فسوف يصير رأس الزاوية. هكذا يحقِّق الربُّ تدبيره الخلاصيّ.

تأمل في النص

يختصر يسوع في هذا المثل قصَّة عَهد الله مع شعبه. من الله تأتي كلّ التحضيرات التأسيسيَّة:

هو الذي دعا إبراهيم، هو الذي خلَّص الشعب من عبوديَّة مصر، هو الذي أعطى الشعب أرضًا تدرُّ لبنًا وعسلًا، هو الذي أقام العهد مع الشعب المختار – كرم الربّ. بعد ذلك أرسل الأنبياء لتحذير الشعب من الانحرافات وعبادة الآلهة الغريبة، فقتلوهُم واضطهدوهم. وفي نهاية المطاف قتَلُوا ابنَه الوحيد الذي أرسَله مخلِّصًا.

لا تنحصر هذه القصَّة بشعب العهد القديم. إنَّها قصَّة يُكرِّرها كلُّ مَن يعتبر نفسه كرَّامًا في حَقل الربّ. يُريد الربُّ اليوم تسليم ملكوته إلى كرَّامين يجعلون هذا الملكوت يُثمر، ويَعترفون بابنه الوحيد على أنَّه حجر الزاوية. مَنْ هم هؤلاء الكرَّامون الجدد؟ ألا تنطبق هذه الصفات على أعضاء الكنيسة التي تنتمي إليها أنت؟ بك يستمرُّ مشروع الله: أعطِ الربَّ عنبًا طيِّبًا لا حصرمًا برًِّّيا.

الفكرة الرئيسة

قطعَ الربُّ عهده مع الشعب بمبادرة شخصيَّة منه، واقترحَه عليهم ليجعلوه يثمر وينمو. بالإيمان نَقبل اقتراح الربّ لنا، ويبقى السؤال: أيَّ ثمر نُعيد للربّ من كَرْمِه؟

صلاة

اِجعَلنا يا ربُّ نعي للنعمة التي تعطينا إَّياها لتفعيل إيماننا بابنِك الذي صُلب ومات وقام، فَنُجدِّد العهد الذي تقطعه معنا، وَنحمل ثمارَ تمجيد وتسبيح لك. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم