(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص

سريعًا ما ينتقل التوتر في عائلة يعقوب إلى صراع على أرض الواقع. فالابن المفضل، يوسف، يرى أحلامًا تعلنه السيد على أهله وإخوته؛ الأمر الذي يزيد من كراهية إخوته له، ويقودهم في النهاية لبيعه إلى قافلة من التجار المتوجهين إلى مصر، والذي بدورهم يبيعونه إلى كبير خدم فرعون، فوطيفار، في حين يقوم إخوة يوسف بإقناع أبيه أن وحشًا ما قد قتل ابنه المفضل.

وتقدم القصة أحلام يوسف كعطية نعمة ممنوحة له من الله. لكن مرة أخرى، نعمة الله عليها أن تجد طريقها في قلب واقعنا "الساقط". حيث يرى إخوة يوسف في الحلم مشكلة وتهديدًا يهز عالمهم فيواجهونه بالعنف، متسببين في تحويل الحلم من عطية نعمة إلى شر وصراع بالنسبة لهم، وألم ومعاناة بالنسبة لأخيهم، وحزن ونواح بالنسبة لأبيهم. وقميص يوسف الذي يبدأ كعلامة محبة، يصبح علامة كراهية وحقد، قبل أن ينتهي كعلامة غش وخداع وموت. ولكن في الوقت الذي يبدو فيه بأن الكراهية قد انتصرت على المحبة، وبأن الحلم قد تم القضاء عليه في نهاية الاصحاح (آآ 33 – 35)، تأتي الآية 36 لتفتح الباب أمام احتمال آخر وفرصة أخرى.

تأمل في النص

قصة صراع يوسف مع إخوته هي في العمق قصة صراع بين "الحلم" من جهة وبين "المصلحة" و "السلطة" من جهة أخرى. فالحلم هو تعبير عن الرجاء بواقع مختلف يشكل تهديدًا للسلطة والتقاليد والعادات والشائع، والتي بالتالي تحاول بدورها أن تقتل الحلم. القصة في العمق هي حول الصراع بين السلطة وبين مشيئة الله، الذي هو الفاعل الرئيسي في القصة، رغم أنه صامت وغير ظاهر بشكل مباشر في القصة.

القصة تدعونا لنرى كيف أننا كثيرًا ما نقوم في سبيل مصالحنا نحن بتسبيب الكثير من الأذى والألم لمن حولنا، وبالوقوف في وجه مشيئة الله ومحاولة معارضتها من جهة، وإلهنا هو إله الفرص الجديدة دائمًا من جهة آخرى.

الفكرة الرئيسة

كثيرًا ما يقف الإنسان في سبيل مصالحه الخاصة عائقًا في وجه مشيئة الله بخلق واقع مختلف، لكن الله يعمل بطرق تتجاوز ضعفنا وشرنا.

صلاة

أعطنا اللهم أن ندرك مشيئتك، ونعيش كما يليق بمن هم مدعوون ليكونوا شركاء لك في تحقيق قصدك.

خذ قرارًا لهذا اليوم