(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولಮಾದರಿ

شرح النص

تنتقل القصة مع تك 43 : 11 إلى مرحلة جديدة، حيث يدفع الجوع يعقوب للقبول بأخذ المخاطرة التي رفض القيام بها قبل ذلك بإرسال ابنه بنيامين إلى مصر، في تعبير واضح عن الطبيعة البشرية التي تقبل التضحية بكل شيء في سبيل ذاتها (أي 4: 2).

وتتضمن تك 43 : 11 – 14 العديد من النقاط الهامة. فهي تشير إلى ما يحصل عادة من تغلب للواقعية على الحزن، مهما عظم ذلك الحزن. وهي تشير إلى أن يعقوب يصر من خلال إرسال هدية بيد أبنائه إلى يوسف رغم المجاعة الشديدة التي يعانون منها على التعامل مع حاكم مصر كند لديه ما يقدمه، وليس كضحية تستعطي. وأخيرًا، تشير تك 43 : 14 إلى انتقال يعقوب، رغم شكوكه، من محاولة حماية بنيامين بنفسه؛ الأمر الذي كان سيؤدي إلى موت الجميع جوعًا (آ آ 1– 10) إلى الثقة بالله والاتكال الكلي عليه؛ الأمر الذي يقود يعقوب رغم حزنه، لكي يجرؤ على ترك المجال لفرصة جديدة أمام الله.

في النهاية، بقي أن نشير إلى نقطتين هامتين. النقطة الأولى هي أن فقدان الإخوة للثقة يجعلهم يفسرون ادخالهم إلى بيت يوسف لاطعامهم على أنه مؤامرة ضدهم (آ 18). والنقطة الثانية هي أن الوكيل المصري يعبر عن إيمان يتجاوز إيمان الإخوة؛ إيمان يتجاوز "الواقع" ويرى وراء ما هو ملموس (آ 23).

تأمل في النص

تستمر تك 43 : 11 – 23 بأن تكون مرآة تعكس لنا الكثير من الأمر عن طبيعتنا البشرية وواقع الحياة. فهي تظهر لنا أنانيتنا واستعدادنا في كثير من الأحيان للتضحية بكل شيء في سبيل أنفسنا. 

وهي تدعونا لندرك أن الزمن كفيل بأن يساعدنا على أن ننسى حزننا مهما عظم. وهي بنفس الوقت، تتحدانا من جهة لكي نرفض لعب دور الضحية الذي كثيرًا ما تعودنا أن نلعبه كمسيحيين في الشرق الأوسط، وتتحدانا من جهة أخرى لكي نتمسك بإيمان يرى وراء ما هو ملموس فنضع ثقتنا بإله الرجاء الذي يتجاوز بمحبة قدرتنا على التصور والفهم والادراك.

الفكرة الرئيسة

نحن مدعوون لنرفض الاستسلام للخوف والكسل ونقوم بأخذ المبادرة مستعدين للتضحية في سبيل صنع فارق في حياتنا وحياة كل من وما حولنا.

صلاة

في وسط ضعفنا البشري، نتضرع إليك يا ربنا أن تلمس قلوبنا بلمسة محبة وتعزية ورجاء من لدنك لنضع حياتنا بكل ما فيها بين يديك. نحن نؤمن يا ربنا، فأعن ضعف إيماننا.

خذ قرارًا لهذا اليوم