أعطانا الله أنبياء - هدف النبواتNäide

  

اليوم 06: يقينية النبوات - تثنية 18: 22

دعونا نفحص أولاً اعتقاداً خاطئاً واسع الانتشار. المفهوم السائد لهدف النبوءات، يمكن تلخيصه في كلمة واحدة هي "التكهن". يعتقد معظم المسيحيين أن الأنبياء تنبأوا بالتنبؤ المسبق بالمستقبل، أو لكي يعطوا مستمعيهم معرفة مسبقة بالمستقبل. 

وهناك على الأقل نص واحد يؤيد هذا الانشغال الشعبي بالتكهن: وهو تثنية 18: 20–22. تقول الآية 21: 

كَيْفَ نَعْرِفُ الْكَلاَمَ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 

هذا وتجيب الآية 22: 

"فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ".

ولأول لمحة، يظهر بأن هذه الفقرة تقول إذا كان هناك نبي صادق للرب ويعطي نبوة، فيجب أن تتحقق هذه النبوة كما قالها النبي تماماً. ولكن سبق وأن رأينا أنه لكي نفهم الأنبياء بشكل صحيح، يجب علينا دائماً أن نأخذ بعين الاعتبار المقاصد النبوية وراء الكتابات. أن الأنبياء الكتابيين لم يقصدوا دائماً بأن يعطوا الانطباع أن نبواتهم كانت محددة بكل تأكيد. وكذلك، عندما نطبق معيار موسى للأنبياء، يجب أن نفهم دائماً ما قاله الأنبياء على نحو بيّن وواضح، وما هي الشروط الضمنية التي تُطبق على نبواتهم. 

وكما رأينا، أن الأنبياء عادة لم يصدروا تماماً حكماً للدينونة، ولكنهم ببساطة كانوا ينذرون بالدينونة. فالأنبياء لم يقدموا عادةً وعد بالبركة، ولكنهم قدموا البركة. وطالما ما لم تكن بعض ردود الأفعال البشرية الهامة أثّرت في سير العملية النبوية، عندئذ تطبق معايير موسى بسهولة. ولكن إذا ظهر أن نبوة ما قد فشلت، فسوف يسأل المراقبون، هل حدثت احتمالات تاريخية متداخلة هامة؟ لو أن ذلك حدث، عندئذ فعلى معايير موسى أن تتكيّف على نحو ملائم.