(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولMuestra

شرح النص

في الجزء المتبقي منه (آ آ 16 – 28) يقدم تك 45 تأثيرات الواقع الجديد الذي يصنعه الله بنعمته (آ آ 1– 15) على الامبراطورية من جهة (آ آ 16 – 20) وعلى العائلة من جهة أخرى (آ آ 21 – 28).

فالامبراطورية تنفتح لصالح العائلة، والمصريين الذين كانوا يعتبرون العبرانيين نجسين (43 : 32) ينفتحون ويعطون العبرانيين "النجسين" أفضل ما لديهم، تعبيرًا عن تقدير فرعون وحاشيته لخدمة يوسف العظيمة في مواجهة المجاعة. من جهة أخرى، يحمل إخوة يوسف البشارة بالإنجيل الذي استقبلوه في مصر إلى أبيهم يعقوب في أرض كنعان، حيث يجد يعقوب صعوبة في تصديق عمل الله، ومن ثم يقرر الذهاب إلى مصر للتحقق من الخبر السار المعلن له في رحلة تشبه رحلة الرعاة إلى مذود بيت لحم للتحقق من الخبر السار الذي أعلنه لهم الملائكة (لو 2: 15). في نفس الوقت، يشبه موقف يعقوب في نهاية هذا الإصحاح موقف سمعان الشيخ بعد أن يرى يسوع في لو 2: 29 – 30 ، كما موقف الأب في مثل الابن الضال (لو 15 : 11 – 32).

وفي النهاية، من الملفت للنظر أن هذا الجزء من الإصحاح يتضمن بدوره صورة عظيمة للنعمة، حيث تحصل إسرائيل على أفضل قطعة أرض وعلى أجود ما في مصر من فرعون شخصيًا كفعل نعمة خالصة ودون أي استحقاق منها.

تأمل في النص

يستمر تك 45 في جزئه الثاني (آ آ 16 – 28) كإصحاح نعمة صارخة في قلب العهد القديم، ويدعونا لنفتح عيوننا لنرى عمل نعمة الله حتى في وسط الأزمات والصعوبات والاضطرابات.

ويعلن هذا الجزء أن عمل نعمة الله الذي يخلق خليقة جديدة وواقعًا جديدًا إنما يغير وجه العالم، فيكسر الحواجز بين من يعتبرون أعداءً ويعطي خيرات عظيمة بوفرة ودون أي استحقاق ويعطي رجاءً لمن لا رجاء لهم. ويدعونا هذا النص لنحمل بشارة الأخبار السارة التي يعلنها لنا الله بعمل نعمته في حياتنا إلى كل من وما حولنا، متذكرين أن بشارة الإنجيل هي أخبار سارة تصنع فرحًا ومصالحةً وسلامًا لا أخبار خوف ودينونة وفرقة وصراع وألم.

الفكرة الرئيسة

عمل نعمة الله الذي يغير واقع حياتنا كما يغير وجه الأرض يدعونا لنكون رسلًا لمحبة الله لكل من وما حولنا.

صلاة

نصلي إليك يا ربنا أن تجعل منا ملائكة نعلن رسالة إنجيلك ومحبتك لكل من وما حولنا بالفعل لا بالكلام وبالمحبة لا بالدينونة وبالرجاء لا بالخوف.

خذ قرارًا لهذا اليوم