(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولMfano

شرح النص
غاب موسى أربعين يومًا وهو يكلّم الله على الجبل فتضجّر الشعب وضاق ذرعهم. طالبوا هارون بأن يصنع لهم عجلًا ذهبيًّا. ولكن السؤال هو: لماذا طالبوا بعجل دون غيره من الآلهة؟ لأنّ العجل هو إله مصريّ اسمه أبيس. إذًا أراد الشعب العودة إلى مصر إذ كانوا يأكلون هناك البصل والثوم. فضّل الشعب الأكل والشرب على الحرّية وعلى العيش في كنف الله. فالأطعمة هي خيرات ملموسة. أمّا نعم الله ففي أغلب الأحيان لا يمكننا التأكّد منها بشكل ملموس، بل يجب أن نؤمن وأن نسلّم أنفسنا لعناية الله الغير المدركة.
نسي إسرائيل قوة الله التي أغرقت فرعون في البحر، ساعة العبور، لأنّ مصر بعد هذه النكبة عادت لتقف على قدميها مملكةً قويةً بأموالها وجنودها. وإن كانت هذه الثروات ممتصّة من دم المستعبدين؛ واليهود أنفسهم عانوا طويلًا من عبودّية مصر، إلّا أنّ بريق الذهب يعمي الأبصار ويخطف القلوب الضعيفة. فضّل اليهود الذهب المغمّس بدم الفقراء على المنّ والسلوى الآتيين من السماء؛ لأن نفوسهم عافت أن تأكل الطعام نفسه لأّيام وأّيام. فالثوم والبصل ألذّ وأشهى.
لم يكتفي إسرائيل بأن ينغمس في الخطيئة وحده، بل أجبروا هرون الكاهن أن يقوم هو نفسه بسبك العجل الشيطاني. تحت هذا الضغط، يرى شعب الله المختار يتخلّى عن هوّيته كما أنّ الكاهن ينقلب دوره من مرشد للشعب وموّبخ لهم متى لزم الأمر، إلى منفّذ لرغباتهم الخاطئة وخائن للعهد الإلهيّ.
تأمل في النص
كلّ يوم تضعنا الحياة أمام الخيارات الأساسيّة: ما هو الخير الأعظم الذي أكرّس حياتي له ولا أستبدله بأي شيء آخر؟ أمام المغريات التي للنفس، لا يمكن للإنسان أن يقاومها إلّا من خلال القيم الثابتة والراسخة في القلب.
أنا مدعوّ اليوم أن أجدّد التزامي بالربّ وبعهده. أن أجدد الوعي أنّه هو خيرنا الأعظم والأوحد. وهذا الالتزام يتطلّب منّي أن أقطع كلّ رباط لي مع "العجل الذهبيّ ". لا يمكننا الجمع بين الخيارات المتناقضة: الله والشرير. كثيرًا ما نتوهّم القدرة على القيام بالمساومات. ولكنّ الله إله غيور، لا يرضى ان يقاسمه أي إله آخر قلوبنا.
لنفتح عيوننا حتّى نرى الحقيقة الناصعة، فلا نقع في غشّ كلّ ما يبرق، دون أن يكون الكنز الحقيقيّ. ولنفتح ضمائرنا ليدلّ كلّ واحد منّا أخاه إلى ما هو لخلاص نفسه، دون مساومة ولا محاباة. فكلّ منّا مسؤول عن إيمان أخيه، لأنّ الربّ جعلنا رسلًا بعضنا لبعض، وللعالم أجمع.
الفكرة الرئيسة
الإنسان مدعوّ لاختيار الله، خياره الأوحد، وأن يقطع بالتالي كلّ صلة له مع الكنوز الزائفة.
صلاة
أنر يا ربّ عيوننا وضمائرنا لنرى ونفهم حقيقة غناك وزيف كلّ ما يعرضه لنا الشرّير وإن كان لّماعًا ومبهجًا للعين. واجعلنا نكون السند بعضنا لبعض في التزامنا الإيمانيّ ومحبتنا لك ولإخوتنا
خذ قرارًا لهذا اليوم
Andiko
Kuhusu Mpango huu

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More