مع"نيكي غامبل"الكتاب المقدس في عام واحد 2025Sample

كيف تخطط لحياتك

تقريبا جميع الناس يقومون بعمل خطط. فنحن نخطط لقضاء أمسياتنا وعطلات نهاية الأسبوع وإجازاتنا. يخطط بعض الناس كم عدد الأطفال الذين سينجبونهم؛ ويخططون لتعليمهم. ونحن نحتاج أن نخطط لأمورنا المالية وعطائنا. الأفراد لديهم خطط. والأعمال والشركات لديها خطط. وينبغي أن يكون لدى الكنائس أيضا خطط. أحب هذه الصفحات ضمن برنامج "الكتاب المقدس في سنة". في عام 1992، كتبت بجوار الآية "أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ أَعْمَالَكَ فَتُثَبَّتَ أَفْكَارُكَ" (أم3:16)، الخطط التي لدي بخصوص عامي 92/93. بارك الله هذه الخطط أكثر مما أمكننا أن نطلب أو حتى نتخيل. لذا فكل عام من بعد هذه السنة كنت أكتب خطط السنة المقبلة. أجده أمرا مشجعا جدا وبانيا للإيمان أن أنظر إلى الوراء لأرى ما فعله الرب لأجلنا على مر السنين. من السهل جدا أن ننسى لطفه وأمانته.

أمثالٌ 15:‏31-‏16:‏7

خططنا

لا تسير الأمور معنا دائما بصورة صحيحة (ومعي بالطبع). لكن ليس من الخطأ أن نقوم بعمل خطط. لا شك إنه من الجيد أن نخطط لما هو آت. كما تمت الإشارة، لم تكن السماء تمطر عندما بنى نوح الفلك! يقول كاتب الأمثال، "لِلإِنْسَانِ تَدَابِيرُ الْقَلْبِ، وَمِنَ الرَّبِّ جَوَابُ اللِّسَانِ ... أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ أَعْمَالَكَ فَتُثَبَّتَ أَفْكَارُكَ" (1:16، 3).

هنا، نرى مفتاح النجاح. لا ينبغي أبدا أن تقوم بالتخطيط بالاستقلال عن الرب. لقد دعيت إلى علاقة معه. تحتاج خططك أن تكون تتماشى مع خططه. تحتاج رؤيتك وخططك أن تكون منقادة بالروح. وإذ تشعر بقيادة الله، سلم خططك للرب. أحضرها إليه. ضعها أمامه. حينئذ يَعِد الله "فَتُثَبَّتَ أَفْكَارُكَ" (ع3). ماذا يعني أن تسلم للرب ما تفعل؟

• تعاون

تقترح إحدى الترجمات لكلمة "القِ" أو "سلِّم" العبرية أن يكون المعنى "أن تدحرج الشيء ناحية ...". هناك طريقتان للمضي في الحياة. واحدة هي أن تقرر أننا قادرون تماما على إدارة حياتنا – بدون الله. فنقوم بعمل خطط بالاستقلال عن الله حتى نسعد أنفسنا. هذا هو طريق الكبرياء (ع5). والاستقلال. لا يمكن أن تنصح المتكبر بأي شيء لأنه يظن إنه يعرف بالفعل كل شيء.

الطريق الآخر هو أن نكون مستعدين أن ننحي رغباتنا جانبا. هذا هو طريق الإيمان والاتضاع: "وَقَبْلَ الْكَرَامَةِ التَّوَاضُعُ" (33:15).

لدى الله خطط جيدة من أجل حياتك (أر11:29؛ رو2:12؛ أف10:2). تعاون معه باتضاع، بأن تكون مستعدا أن تتوقف عن كل ما يتعارض مع قصده لحياتك.

• ثق بأنه أمين على سرك

أن تعهد بخططك إلى الرب يعني أن تتكلم معه عن خططه – أن تقوما بعمل الخطط معا. في بداية كل يوم يمكنك أن تعهد بخططك إليه. أجد أن الإجازات وقت جيد للتخطيط للمستقبل ولتسليم الشهور بل وحتى السنة الآتية لله.

أتذكر ما قاله الممثل دافيد سوكيت، بعدما آمن بالمسيح، إذ سُئل في برنامج إذاعي عما إذا كانت هناك أدوار معينة سوف يرفضها في التمثيل. فأجاب، "هذا سؤال صعب جدا. كل ما يمكنني قوله هو إنه الآن عندما يُعرض علي دورٌ ما أذهب بعيدا واصلي بخصوصه وإن شعرت إنه خطأ أرفضه، بينما قبلا كان السؤال هو "كم سأتقاضى مقابله؟"

• استشر

يقول الرب، "وَيْلٌ ... حَتَّى أَنَّهُمْ يُجْرُونَ رَأْيًا وَلَيْسَ مِنِّي ... الَّذِينَ يَذْهَبُونَ لِيَنْزِلُوا إِلَى مِصْرَ وَلَمْ يَسْأَلُوا فَمِي" (أش1:30-2). أن تعهد للرب بأمورك يعني أن تستشيره وتناقش خططك معه وتطلب منه الحكمة والنصيحة (أم33:15). في القرارات الكبيرة سيستشير الشخص الحكيم الآخرين حتى يتأكد من إنه قد سمع بدقة من الرب (ع31-32).

حينما تعهد إلى الرب بخططك يمكنك أن تثق في وعده بالنجاح. الله يسود على خططك. "لِلإِنْسَانِ تَدَابِيرُ الْقَلْبِ، وَمِنَ الرَّبِّ جَوَابُ اللِّسَانِ" (1:16). "قَلْبُ الإِنْسَانِ يُفَكِّرُ فِي طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ يَهْدِي خَطْوَتَهُ" (ع9).

يمنحك الله الحرية والمسئولية حتى تقوم بعمل خطط. من الصحيح من الناحية الإيجابية أن تفعل هذا. ومع ذلك، يربط الله قراراتك بمستقبلك. ليس هذا سببا حتى تكون خاملا سلبيا أو مؤمنا بالجبرية، بل إن هذا تشجيع إنه يمكنك أن ترتاح مطمئنا أن الله هو المتحكم تماما في حياتك. لست بحاجة لأن تكون متجمدا في حالة من عدم اتخاذ القرار.

يمكنك أن تثق أن الله سيعمل كل شيء للخير للذين يحبونه (ع6، 7؛ رو28:8).

يا رب، أسبحك وأشكرك من أجل الطريقة الرائعة التي بها تبارك الخطط التي أعهد بها إليك. هذه السنة أود أن أعهد إليك بكل خططي بالنسبة للمستقبل.

أعمالُ الرُّسُلِ 19:‏14-‏41

خطط بولس

كان بولس مفكرا استراتيجيا. لقد قام بعمل خطط دقيقة. "وَلَمَّا كَمِلَتْ هذِهِ الأُمُورُ، وَضَعَ بُولُسُ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ بَعْدَمَا يَجْتَازُ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ يَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، قَائِلاً: إِنِّي بَعْدَ مَا أَصِيرُ هُنَاكَ يَنْبَغِي أَنْ أَرَى رُومِيَةَ أَيْضًا. فَأَرْسَلَ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ اثْنَيْنِ مِنَ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدِمُونَهُ: تِيمُوثَاوُسَ وَأَرَسْطُوسَ، وَلَبِثَ هُوَ زَمَانًا فِي أَسِيَّا" (ع21-22).

تدور رؤية ومأمورية وخطط بولس حول تبشير العالم المعروف كله. تركزت استراتيجيته على: أورشليم وروما وكورنثوس وأفسس. وأمضى قدرا كبيرا من الوقت في هذه المدن يبشر بالإنجيل لأكبر عدد ممكن من الناس، سواء في المجامع أو في قاعات المحاضرات.

لم يكن يعيش بلا مقاومة. والملفت، إنه في أفسس لم تكن المقاومة متعلقة بالعقيدة أو بالأخلاق بل بالاقتصاد. ظن ديمتريوس إنه سيفقد المال نتيجة تبشير بولس. فأثار المقاومة على بولس (ع24-29).

لكن الله أيضا كان لديه خطة. يخبرنا مثل آخر في فقرة اليوم أن، "اَلرَّبُّ صَنَعَ الْكُلَّ لِغَرَضِهِ" (أم4:16). في هذا الموقف، عمل الله من خلال كاتب المدينة (أع35:19). وحتى مع هذا لم يبد إنه قد آمن بالله (ع35-36)، لكن تصرفه أوقف الشغب. غالبا ما يعمل الله من خلال غير المؤمنين ليحقق خططه.

يا رب، أشكرك من أجل نموذج تخطيط بولس واستراتيجيته وشجاعته في وجه المقاومة الشديدة. أشكرك لأنك تعمل كل شيء من أجل غاياتك. من فضلك، أرشدني في كل خططي. ساعدني حتى أكون ذا شجاعة وفكر استراتيجي.

المُلوكِ الأوَّلُ 22:‏1-‏53

خطط الله

ليست فكرة جيدة أن نحاول أن نتفوق على الله! كانت هذه هي مشكلة أخاب. فقد حاول أن يتلاعب بالناس والأحداث لكي يغلب خطط الله.

أخبره يهوشافاط بحكمة إنه قبل الذهاب إلى الحرب ضد أرام ينبغي أن يطلب مشورة الرب: "ثُمَّ قَالَ يَهُوشَافَاطُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: اسْأَلِ الْيَوْمَ عَنْ كَلاَمِ الرَّبِّ" (ع5). هذا نموذج آخر عن المبدأ الحيوي. إن أردت لخططك أن تنجح فأنت بحاجة إلى أن تطلب الله لتحصل على إرشاد منه لعمل خططك.

ربما كان الأنبياء الأربعمائة كالدمي، مجرد ببغاوات عينتهم الدولة وكانوا يفعلون ببساطة ما كان يُدفع لهم ليفعلوه – أي، أن يقولوا مهما أراد منهم الملك أن يقولوه.

لكن، يعرف يهوشافاط أن هذه ليست نبوة حقيقية وسأل، "أَمَا يُوجَدُ هُنَا بَعْدُ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ مِنْهُ؟" (ع7). فيجيبه الملك أخاب، "إِنَّهُ يُوجَدُ بَعْدُ رَجُلٌ وَاحِدٌ لِسُؤَالِ الرَّبِّ بِهِ، وَلكِنِّي أُبْغِضُهُ لأَنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ عَلَيَّ خَيْرًا بَلْ شَرًّا، وَهُوَ مِيخَا بْنُ يَمْلَةَ. فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: لاَ يَقُلِ الْمَلِكُ هكَذَا" (ع8).

يتكلم ميخا، والذي كان نبيا حقيقيا، بكلمة الرب لهم. بينما يطرح الأربعمائة نبي الرأي الرائج المطلوب، كان ميخا هو الوحيد الذي عرف فكر الرب في الحقيقة. ينبغي ألا نتأثر بالرأي الشائع الرائج إن كان لا يأتي من الرب. حقيقة إنه يمكن أن نكون قلة ليست هي الأمر الحاسم.

كان ميخا شجاع كفاية حتى يتكلم بالحق: "حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّ مَا يَقُولُهُ لِيَ الرَّبُّ بِهِ أَتَكَلَّمُ" (ع14). وحذرهم من خطورة الذهاب عكس خطط الله. ولكي يضايقوه وضعوه في السجن بلا شيء غير الخبز والماء (ع27).

أخاب مصمم على ألا ينصت لصوت الله. فاستمر في تلاعبه. إنه يظن إنه يقدر أن يتذاكى على الله بأن يتنكر (ع30). لكن كما قرأنا "اَلرَّبُّ صَنَعَ الْكُلَّ لِغَرَضِهِ" (أم4:16).

نرى هذا المبدأ عاملا، "وَإِنَّ رَجُلاً نَزَعَ فِي قَوْسِهِ غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ وَضَرَبَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ بَيْنَ أَوْصَالِ الدِّرْعِ ... فمات الملك ... فَلَحَسَتِ الْكِلاَبُ دَمَهُ، وَغَسَلُوا سِلاَحَهُ. حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ" (ع34، 37-38).

يا رب، أشكرك لأنك الله صاحب السيادة وأنت تسيطر على كل أحداث التاريخ.

سامحني يا رب، من أجل المرات التي ربما علمت فيها إنني على الطريق الخطأ ولكن حاولت أن أتلاعب بالظروف. ساعدني دائما حتى أبقى متوافقا مع خططك. ليت خططي تكون خططك، وتنجح هذه الخطط.

Pippa Adds

أم2:16

" كُلُّ طُرُقِ الإِنْسَانِ نَقِيَّةٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ، وَالرَّبُّ وَازِنُ الأَرْوَاحِ"

قد تكون دوافعنا مختلطة بعض الشيء أحيانا.

References

© 1999 Bible Society of Egypt جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر