(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

تختلف طريقة شفاء المُقعَد في إنجيل يوحنَّا عن رواية الأناجيل الأخرى. تمتد رواية الشفاء مع نتائجِها وأقوال يسوع المرتبطة بها على مجمل الفصل الخامس من يوحنَّا. اكتفينا هنا بالقسم الأول فقط.

يدور الشفاء حول بركة ساد الاعتقاد حول مياهها العجائبيَّة. لم يستعمل يسوع سوى كلمة حتَّى تمَّ شفاء الذي كان مُقعدًا منذ ثمان وثلاثين سنة. من هنا يحاول يوحنَّا التركيز على تناقض كبير أوَّل بين طول المدَّة التي كان فيها مُقعدًا والشفاء الذي تمَّ بكلمة. ويلفت النظر أنَّ سرد الشفاء يتوازى مع سرد الخَلق في سفر التكوين (قال الله: ليكن نور، فكان نور): فقالَ لَه يَسوعُ: "قُمْ و احمِلْ فِراشَكَ و امشِ *. فتَعافى الرَّجُلُ في الحالِ، وحمَلَ فِراشَهُ ومَشى. إنَّه الخلق الجديد. 

يظهر تناقض ثانٍ بين الثمان والثلاثين سنة والشفاء بكلمة من جهة، وموقف اليهود الذين لم يرَوا من كلِّ ذلك سوى حَمل السرير وكسر السبت. حرف الشريعة كان يعمي بصائرهم. أمَّا التناقض الثالث فيظهر من تصرُّف الذي شُفي: فضَّل إطاعة يسوع الذي شفاه، على إطاعة حرفيَّة الشريعة. فالذي شفاه من حالته المستحيلة وقال لَه: قم احمل سريرك، جدير بالطاعة أكثر من حرف الشريعة الذي يقتل.

تأمل في النص

يلفت النظر أوَّلًا أنَّ المقعد لا يعرف مَن هو يسوع، ولا طلب منه شيئًا، حتَّى إنَّه كان ما زال يتأمَّل بشفاء المياه العجائبيَّة. يأتي تدخُّل الربّ بشكل لم يكن يتوقَّعه ولا حتَّى يحلم بِه... هذه هي نعمة الربّ؛ يعطينا موعدًا حيث لم نكن ننتظره. بل أكثر من ذلك، يأتي تدخُّلُه حيث نكون فاقدي القدرة. فَلنستسلم لكلمته الخالقة والمخلِّصة، لأنَّها رجاؤنا الوحيد.

حَمَّل يسوعُ المقعد الذي شُفي سريره الذي كان مُسمَّرًا عليه وأطلقَه حرًّا. حرَّرَه ليعمل ستَّة أيَّام ويستريح يوم السبت عوضًا من التكبيل الذي كان يعيشه مدَّة ثمان وثلاثين سنة. بالمقابل جاء موقف اليهود ليُعيده إلى تكبيله الماضي بحجَّة القانون اْلمُميت. موقفان متناقضان تجاه انطلاقة الإنسان المتجدِّد. ترى أيَّ موقف نتَّخذه نحن تجاه أشخاص يعيشون مثل حالة المقعد الذي شُفي: أسِر أم تحرير؟

الفكرة الرئيسة

الرحمة تتخطَّى كلَّ شريعة، لأنَّه لا يمكن أن تعطى شريعة تناقض الرحمة.

صلاة

في معظم الأحيان، يا ربّ، أتوقَّع أن يأتيَني الخلاص من اعتبارات متعدِّدة، وأنسى خبرة آبائي بالإيمان التي تشهد لي بأنَّك خالق التحوُّلات الحياتيَّة الأساسيَّة في مسيرتهم.

خذ قرارًا لهذا اليوم