(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

بعد شفاء ابنة الكنعانيَّة، شفى يسوع كلَّ صاحب علَّة قدَّمته إليه الجموع. تعجَّبَت الجموع من أعمال يسوع وسبَّحت إله إسرائيل. يحمل هذا التسبيح في طيَّاته عدَّة اعترافات. يَعترف أنَّ عمل يسوع هو نفسه عمل إله إسرائيل؛ يُقرُّ بأنَّ الله لا يُريد إلَّا خير الإنسان وكماله، ولتحقيق هذا الهدف، أرسل يسوع إلى العالم؛ يُعلن بأنَّ الله يُعيد بيسوع حالة الخليقة الأولى الكاملة عندما أعلنها حسنة جدًّا، وبالتالي يرى بعمل يسوع خلقًا جديدًا.

ينطلق عمل يسوع دائمًا من الرحمة؛ أشفق على الجمع الذي مكث معه ثلاثة أيَّام ولم يُرِد أنْ صرفهم صائمين. الرحمة (أو الحب أو الحنان أو اللطف، بحسب الترجمات) هي من أهمّ الكلمات التي تُحدِّد جوهر علاقة الله بالإنسان. وقول يسوع: أُشفق على هذا الجمع، هو تعبير واضح عن هذا العهد الذي يجعله حقيقة حاضرة الآن في حياة المؤمن.

نحن هنا مع معجزة تكثير الأرغفة والسمك الثانية. إذا توقَّفنا عند الأعداد المستعملة في المعجزتَين، نرى تراجعًا في قدرة يسوع العجائبيَّة: في الأولى، هناك خمسة أرغفة لإطعام خمسة آلاف رجل ورفع اثنتَي عشرة قفَّة من الكِسَر؛ في الثانية، هناك سبعة أرغفة لإطعام أربعة آلاف رجل ورفع سبع سلال من الكِسَر. إنَّ مثل هذا التفسير يجهل رمزيَّة الأعداد: فالعددان خمسة واثنَي عشر يرمزان إلى الشريعة والأسباط، أي إلى العالم اليهوديّ؛ والعددان سبعة وأربعة يرمزان إلى الكمال وإلى أقطار الأرض، إي إلى العالم بمجمله. عمل يسوع شامل لا يستثني أحدًا.

تأمل في النص

الجموع كثيرة لكنَّ أسباب الاتِّباع مختلفة، وكذلك أنواع الإيمان: إيمان الذين سمعُوا فأرادوا الرؤية؛ إيمان المتفرِّج، إيمان الذي شُفُوا، إيمان الذي يريد أن يسمع أكثر... إذا أردْتَ أن تُحدِّد إيمانكَ، فكيف تصفه؟ لماذا تَتبع يسوع؟ لماذا تُصلِّي وتأتي إلى الكنيسة؟

ننظر دائمًا إلى عجائب يسوع، ونطلب الشفاءات والعطايا الروحيَّة والمادِّيَّة... لكنَّنا ننسى أنَّه علينا أيضًا أن نقوم بدور التلاميذ الذي كانُوا الوساطة بين تكثير يسوع للخبز والتوزيع للجموع. نُركِّز دائمًا على الأخذ، وننسى العطاء مِمَّا وَهَبنا الربّ. هذا هو مفهوم السلال الباقية لكلِّ مؤمن.

الفكرة الرئيسة

يأخذ الربُّ مِمَّا أعطانا؛ يباركه؛ يردُّه لنا لنوزِّعه خدمة للجميع.

صلاة

عندما أتأمَّل عطاياك الواسعة يا ربّ، أنذهِل مِن عظم رحمتك، وأخجَل من نوعيَّة الطلب الذي أسألك إَّياه. تكفيني يا ربُّ نعمتك.

خذ قرارًا لهذا اليوم