(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

مسافة كبيرة كانت تفصل بين يسوع الموجود على الجبل وحده للصلاة ليلًا، وبين التلاميذ المبحرين بعيدًا في السفينة. أمام اضطراب الأمواج والريح المُعاكسة، لا يستطيع يسوع أنْ يبقى عيدًا عن صعوبات تلاميذه وسفينتهم. يجيء إليهم حتَّى وإنْ لم يصرخُوا إليه؛ وكيف يصرخون إليه لاعتقادهم أنَّه بعيد جدًّا عنهم؟

كان تدخُّل يسوع في صعوبات التلاميذ حدثًّا يتخطَّى كلَّ توقُّع. من هنا نفهم ارتعابهم أمام المشهد، وطلب بطرس بأن يأمره يسوع بالمجيء إليه على الماء. يسير بطرس على الماء؛ ولكن لمَّا خاف بدأ يغرق. عندئذ يوبِّخه يسوع على قلَّة إيمانه وشكِّه. بمعنى آخر، الخوف كان علامة ضعف في الإيمان.

يُشكِّل هذا الحدث اختبارًا كبيرًا بالنسبة إلى التلاميذ. مَنْ يستطيع أنْ يسير على الماء؟ مَنْ له سُلطان على البحر والريح؟ وحدَه الربّ يقدر شقَّ الماء؛ طريق الربّ وحده في البحر، سبُلِ الربِّ فقط في المياه الغزيرة (مز 77 : 20). يقودهم هذا الاختبار العميق إلى إعلان هويَّة يسوع الإلهيَّة: حقًّا أنتَ ابن الله.

تأمل في النص

مهما عظمت الصعوبات، وضْعُ المؤمن اليوم أفضل بكثير من وضع التلاميذ: يعرف المؤمن، من خلال خبرة التلاميذ، أنَّ يسوع لن يتركه وحدَه في مهبِّ الريح؛ يعرف أنَّ يسوع قريب دائمًا منه، لا بل إنَّه معه؛ يعرف أنَّه ابن الله القادر على كلِّ شيء. ويبقى السؤال: كيف يستفيد من هذه المعرفة، لئلَّا تبقى نظرَّية؟

قد نُفاجَأ من طلب بطرس. ولكن أليست مُعظم طلباِتنا من الربّ تشبِه هذا الطلب؟ يقودُنا الربّ كما قاد بطرس... ونشُكُّ نحن كما شكّ بطرس... ويمدُّ الربّ يده كما مدّها لبطرس. خبرة بطرس تُعلِّمك ضرورة الإيمان المُطلق؛ وفي حالة الشكّ تُعلّمك ألّا تنسى أن تَمدَّ يدك للربّ قائلًا له: يا ربّ، خلِّصني.

الفكرة الرئيسة

مهما كان المؤمن يعتقد أنَّ الربَّ بعيد عن صعوباتِه، فالربُّ أقرب إليه من ذاتِه.

صلاة

يومًا بعد يوم، تجعَلُني يا ربُّ أختبر أنَّك موجود معي في أزماتي. ويومًا بعد يوم، أختبر أنَّ ذاكرتي الإيمانيَّة قصيرة. أنا أؤمن أنَّك تعرف ضعفي وتعرف رجائي بك.

خذ قرارًا لهذا اليوم