فأوحى الله سبحانُه لمريم أخت النبي موسى وهارون (عليهم السلام) وخصّها بهالنبوّة إنّه تنشد لربّ العالمين،
وهيك أخدِت بإيدا الدفّ وطلعوا وراها كلّ السيّدات بالدفّ والرقص وأنشد النبي موسى وهارون مع كلّ الموجودين.
وقالوا: "أُنشِدُ لله تعالى العليّ العظيم صاحب الأمر،
يلّي رمى الخيل وراكبينُه بقلب البحر.
هوّ قوّتي وسبب نشيدي،
وصار نجاتي، بسبحُه ربّي ومعبودي،
ربّ آبائي، أنا رح كرّمُه.
القهّار الجبّار، الدّايِم إسمُه.
رمى مركبات فرعون بالبحر الأحمر،
وغرقوا أفضل ضبّاطُه، وجيشُه اتدمَّر واندثَر.
غطّتُن الميّ ونزلوا عالأعماق متل الحجر.
قدرتَك يا ربّ قوّة عظيمة، الأعداء بتحطِّم.
قدرتَك يا ربّ، بعظمة جلالك يلّي بقاوموك بتهدِّم.
وبتحلّ عليهُن غضبَك فبروِّحُن متل ما النّار القشّ أكلِت.
بنفخة منَّك الميّ انشقِّت
وبنصّ البحر عالجنبين وقفِت.
قال العدو: "رح إلحقُهُن وإمسكهُن،
وباخُد الّي باخْدُه منهُن
وبعمُل وبساوي فيهُن
وبعدين بقتِّلُن وبفنيهُن.
لكنّ بنفخة منَّك سخّرت الريح عالبحر يغطّيهُن،
غرقوا متل الرصاص بكعب البحر،
سبحانَك يا صاحب الأمر.
مين متلَك يا دايِم يا واحَد أحد، لا شريك لَهُ؟
مين متلَك يا صانِع المعجِزات، اللهمّ تعالى، لا إله إلا هُوْ؟
استعملت قدرتَك عالعدو يا ربّ قامت الأرض بلعِتُه.
يا وافي لعهدَك هديت قومَك يلّي نجَّيتُه،
وبقوتَك بعتّن عمكان يرتاحوا فيه، بجلالَتَك اخترتُه.
بعظِمتَك سِمْعِت الشعوب، قامِت رجفِت،
وسكّان ساحِل كنعان خافِت وارتعبِت.
رؤسا بترا فزعِت وأُمرا جبل نيبو،
وكلّ واحَد من أهل كنعان من الرعبة وقِف قلبُه.
ماتوا من الرعبة بقوّة قدرتَك، وصَمَتوا متل الحجار،
لحدّ ما عبر قومَك يا ربّ، يلّي بقدرتَك صاروا أحرار.
حتّى تجيبُن وتسكّنهن يا ربّ، بالجبل يلّي اخترتُه،
بالمكان يلّي تجلّيت فيه يا دايِم، بحرَمَك يلّي أسّستُه.
اللّهمّ، يا مالِك الملك، إلى أبد الآبدين،
يا ربّ العالمين".
وهيك بهالنشيد الكلّ سبّح الله الهادي الحليم،
تعالى، العليّ العظيم.