(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
يذكُر الإنجيليَّان متَّى ومرقس مُعجزَتَين لتكثير الخبز والسمك، الأولى تتمُّ في إطار يهوديّ، والثانية بعد عبور يسوع إلى منطقة وثنيَّة. وهذه المعجزة الأولى ترد عند الإنجيليِّين الأربعة. يظهر الإطار اليهوديّ أيضًا من خلال الأعداد المستعملة في هذه الرواية: خمسة أرغفة؛ الآكلون خمسة آلاف؛ القفف الفاضلة اثنتا عشرة. فالعدد خمسة يُشير إلى كتب الشريعة الخمسة، والعدد اثنا عشر إلى أسباط إسرائيل (والرسل لاحقًا).
مِمَّا لا شكَّ فيه أنَّ الخلفيَّة الكتابيَّة لهذه المعجزة هي ما جرى مع شعب إسرائيل بعد خروجه من مصر وعبوره الصحراء. فالجموع هنا تتبع يسوع مشيًا على الأقدام إلى مكان مُقفر. فَمَن يُطعِم هؤلاء خبزًا في الصحراء؟ هذه إشكاليَّة شعب العهد القديم وهذه إشكاليَّة التلاميذ. والجواب في الحالَتَين هو نفسه: وَحدَه الربُّ يُعطي خبزًا في الصحراء.
الحركة التي يقوم بها يسوع في هذه المعجزة حركة "ليتورجيَّة": يأخذ الخبز والسمك المُقدَّم إليه، يرفع عينَيه إلى السماء، بارك وكسر وأعطى التلاميذ، والتلاميذ أعطَوا الشعب. هذه الحركة (رفع، بارك، كسر، أعطى) هي الضامنة لتكثير الخبز وإشباع الجموع. وسوف يبقى اثنتا عشرة قفَّة، بِعدد التلاميذ، لمتابعة ما قام به يسوع.
تأمل في النص
نسي الناس طعامَهم عندما كانُوا تابعين يسوع. بالمُقابل، لم ينسَ يسوع حاجاتهم المادِّيَّة أيضًا. فالربُّ يسهر على الخيرات الروحيَّة والمادِّيَّة على حدٍّ سواء. لا تَخفْ من السير وراء الربُّ في مختلف الأحوال لأنَّه هو ضمانتك الوحيدة.
طلَب يسوع الخبزات والسمك التي كانت مع التلاميذ وكثَّرها وأطعم بها الجموع. لو احتفظ التلاميذ بها، لكانت رَّبما تكفيهم لسدِّ جوعهم دون أن تشبِعهم. لكنَّ تقديمها للربِّ يسوع جعلها تفيض عطايا ويفضل عنها. قد تعتبر أنَّ ما هو بحوزتك من خيرات مادَِّّية أو مواهب قليل جدًّا بالنسبة إلى حاجات مجتمعك أو الذين يحيطون بك. خبرة التلاميذ تشجِّعك على عدم الاحتفاظ بها، بل تدعوك لتقديمها للربِّ، والربُّ كفيل بإفاضَتها.
في نهاية الأكل والشبع، بقي اثنتا عشرة قفَّة، لكلِّ تلميذ واحدة. رمزيَّة هذه القفَّة الباقية لكلِّ تلميذ هي عربون ما سيقوم به التلاميذ لاحقًا من تأسيس كنائس ومن اجتماعات إفخارستيَّة. منها سيُطعمون الجموع... ولن تفرغ إلى الأبد.
الفكرة الرئيسة
لا صحراء في مسيرة المؤمن مع الربّ. هذه هي خبرة الآباء، وهذه هي خبرة الأبناء.
صلاة
أنتَ، أُّيها الربُّ، راعيَّ، فلا يعوزني شيء. تُشبع نفسي وروحي من كلمتِك، دون أن تنسى احتياجاتي الجسدَّية. فأنا لا أخاف سوءًا لأنَّك معي.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More