الكتاب المقدس في عام واحد 2021 مع"نيكي غامبل"عينة

ثلاثة جوانب مفتاحية للإيمان

كان سكان الجزر من آكلي لحوم البشر. لا أحد وثق في أي شخص. فقد كانت حياة المرء في خطر دائم. جاء إليهم ليخبرهم بالأخبار السارة عن يسوع. أراد أن يترجم إنجيل يوحنا إلى لغتهم، لكنه اكتشف إنه لم تكن هناك كلمة في لغتهم تعني "الثقة" أو "الإيمان" أو "التصديق".

لقد سافر جون باتون (1824 – 1907)، وهو أسكتلندي، إلى النيو هبرايدز (مجموعة جزر في جنوب غرب المحيط الهادي) مصمما على أن يخبر هذا الشعب القبلي عن يسوع، لكنه جاهد حتى يجد الكلمة الصحيحة الدالة على "الإيمان". يوما ما، عندما جاءه خادمه الذي كان من أهل البلد، رفع باتون كلا قدميه عن الأرض، وجلس على كرسيه وسأله، "ماذا افعل الآن؟" وفي إجابته، استخدم الخادم كلمة تعني، "أن تلقي بكل ثقلك على". أصبح هذا هو التعبير الذي استخدمه باتون، فالإيمان هو الاعتماد والارتكان بكل ثقلك على يسوع.

المَزاميرُ 124:‏1-‏8

1 – الإيمان بصفته الثقة عند التعرض للهجوم

كتب السير رابندرانات طاغور، "الإيمان هو الطائر الذي يغني عندما يكون الفجر ما يزال مظلما".

توجد أوقات في كل حياتنا عندما يتعرض فيها الإيمان للامتحان. فنصبح تحت "الهجوم": "عندما كان الجميع ضدنا" (ع2، الرسالة) وبدا إن هناك "سيل" (ع4) من "المياه الجارفة" (ع5) – تجارب، شكوك، مخاوف، وهكذا.

قد تغمرنا هذه الأشياء، لولا حقيقة أن خالق السموات والأرض في صفك (ع1). يعني الإيمان الثقة في أنه لن يتركك بلا دفاع. إنه يحررك من الفخاخ: "قبضتهم تحطمت؛ نحن أحرار مثل طائر يطير" (ع7، الرسالة).

داود هو واحد من أكثر الشخصيات التي تعرضت للتجارب والامتحانات في الكتاب المقدس. مثل داود، أبق أمينا لله. ثق في الرب. سوف يحميك من السيول الجارفة ومن أن "تُبتلع حيا" (ع3). "عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ، الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ" (ع8).

يا رب، العون ...

العِبرانيّينَ 11:‏17-‏40

2 – الإيمان بصفته اختيار، ومثابرة وتوقع

كيف يبدو الإيمان البطولي؟ كان موسى الشخصية الأبرز في تاريخ إسرائيل. فقد أنقذهم من العبودية. وأعطاهم الناموس. في فقرة اليوم، يبين الكاتب أن موسى رجل إيمان بارز.

كما سبق ورأينا، تحمل كلمة "إيمان" عددا من المعاني. فهي تصف كل علاقتنا مع الله – الثقة فيه، إلقاء كل وزننا على يسوع، وأن تكون لدينا الشجاعة حتى نعمل بناء على ما نؤمن به. في حالة موسى، نرى ثلاثة أوجه مفتاحية للإيمان:

• الإيمان كاختيار

كان موسى "طفلا غير عادي" (ع23). وقد تربى في البلاط الملكي المصري وتلقى تعليما وتدريبا من المرتبة الأولى. كما كان ذا منظر بدني جيد (خر2:2). يكافح أناس كثيرون اليوم، كما كان الحال وقتئذ، لأجل المال، والجنس والسلطة. كان في استطاعة موسى أن يستحوز عليهم جميعا وبوفرة.

كما كانت لدى موسى ميزة أخرى عظيمة – إيمان والديه (عب23:11). أعطت ابنة فرعون لأم موسى وظيفة تربيته. لكن، في نهاية المطاف، احتاج موسى، مثلنا جميعا، أن يقوم باتخاذ قرار.

كان يمكنه أن يختار "أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ" (ع25). لكنه كان "مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ" (ع25). اختار موسى أن يقترن بمجموعة من الناس ينظر إليهم من تربوا مثل تربيته بازدراء – أمة من العبيد، شعب الله. وبالاقتران بهم جلب على نفسه المخاطر والاستهزاء والألم.

وقد قام باتخاذ خياره لأنه كان "حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ" (ع26). مقارنة بملذات العالم، العابرة، يعرض عليك الله مكافأة أبدية.

الإيمان كاختيار هو الإيمان الذي يبرر. هذا التصرف الإيماني المبدئي يمكن تلخيصه بهذه الجملة الشعارية:

ترك الكل وأخذه هو

Forsaking All I Take Him (FAITH)

• الإيمان بصفته المثابرة

ترك موسى مصر مرتين. المرة الأولى كان هاربا كمجرم بعدما قتل رجلا مصريا. المرة الثانية، تركها كقائد لشعب الله. وفيما بينهما، ثابر بشجاعة وتصميم. "لأَنَّهُ تَشَدَّدَ، كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لاَ يُرَى" (ع27). انفتحت عيناه على كل العالم الروحي.

من لحظة الاختيار إلى لحظة النصر، كانت هناك معارك كثيرة. هذا هو النمط الموجود بالكتاب المقدس. أولا تأتي الدعوة، ثم المشاكل. وأخيرا، يأتي التحقيق. وما بينهما، فأنت بحاجة إلى أن تظل مثابرا وواثقا.

يمكن تلخيص هذا الجانب من الإيمان بجملة شعارية أخرى:

إذا شعرت بالخوف أثق فيه

Feeling Afraid I Trust Him (FAITH)

هذا الجانب من الإيمان هو ذلك الجانب الذي يشدد عليه كاتب العبرانيين. وربما يكون هو أيضا ما كان في بال بولس عندما ذكر الإيمان كواحد من ثمر الروح (غل22:5).

• الإيمان كتوقع

عندما قمت بعمل مقابلة شخصية مع ريك وارين في مؤتمر كنيسة HTB للقيادة، سألني سؤالا بلاغيا: "لماذا يستخدمني الله؟" ثم قدم الإجابة: "لأنني أتوقع منه أن يستخدمني". تعرف جويس ماير التوقع بأنه "تطلع مليء بالفرح نحو نوال نتيجة مرغوب فيها".

سمع موسى الله. وقد فعل ما قال له الله أن يفعله. وقد عرف أن الله لديه القدرة على أن يقتل، لكنه آمن إنه سيعبر على بيوت الإسرائيليين المرشوشة بالدم (عب28:11). لقد آمن بقدرة الله على فعل الآيات والعجائب، مثل عبور البحر الأحمر (ع29).

التوقع هو هذه الموجة الغامضة من الثقة في أن الله سيصنع عملا قديرا. في الأناجيل الثلاثة الأولى، نجد تقريبا ثلثي الإشارات إلى الإيمان تحدث مرتبطة بالمعجزات. ينبغي فهم الإيمان هنا على إنه الثقة في قدرة الله.

يتابع الكاتب في تقديم الكثير من الأمثلة الأخرى عن الإيمان في العهد القديم، بما فيهم أولئك الذين "بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعَفٍ" (ع33-34). أحب على وجه الخصوص حقيقة أن الله يقلب ضعفاتنا إلى قوة.

ويختم هذا المسح السريع للتاريخ بقوله شيئا غير عادي بالمرة: "لدى الله خطة أفضل لنا" (ع39، الرسالة). إنه يقول إنك أفضل بكثير من نوح وإبراهيم وموسى ويشوع وشمشون وداود وكل الآخرين. "فَهؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ" (ع39). فبينما أمكنهم فقط أن يتطلعوا إلى شيء أفضل، أنت تعيش في عصر الروح القدس وقد أخذت هذا الإعلان الأفضل والأكمل في المسيح.

يا رب، ساعدني حتى أثق بك، وأثابر وأن يكون لدي إيمان مصحوب بتوقعات فيك أن تقوم بصنع بآيات الشفاء والعجائب.

حِزقيال 24:‏1-‏25:‏17

3 – الإيمان في أوقات المآسي

كتب بول تورنييه، "ليس الإيمان سترا من الصعوبات، لكنه التصديق في وجه كل ما يناقضه".

كان إيمان حزقيال إيمانا رائعا. فقد كانت رسالته رسالة صعبة جدا. الله يقول لشعبه إنه قد حاول أن يطهرهم من نجاساتهم، لكنهم لم يريدوا أن يتطهروا وبالتالي فدينونتهم آتية: "حَسَبَ طُرُقِكِ وَحَسَبَ أَعْمَالِكِ يَحْكُمُونَ عَلَيْكِ" (14:24). إن رفضنا أن نقبل غفران الله (والذي نعرف نحن الآن إنه قد صار ممكنا بصليب المسيح)، فسوف نُدان بناء على سلوكنا وتصرفاتنا.

عبر إيمان حزقيال بمأساة فقدان زوجته "شَهْوَةَ (مسرة) عَيْنَيْكَ" (ع16). قال الله إنه سيأخذ مقدس إسرائيل – الذي هو شهوة ومسرة عيونهم، موضع اعتزازهم (ع21). إنه يسبق فيخبر بالدمار الفظيع لأورشليم على يد البابليين.

وهو يحذر الأمم الأخرى من أن يفرحوا بمكر في قلوبهم (6:25، 15). يرفض الله بقوة هذا الشعور بالطرب السري (والذي يمكن أن نُجرب نحن به) عندما نرى الآخرين يدخلون في متاعب – فهذا عكس المحبة.

عندما يجرحنا الناس علينا ألا ننتقم لأنفسنا بأيدينا. نحتاج أن نثق في الله الذي وعد بأنه، في النهاية، سوف يحرص على إجراء العدل (ع15-17).

وسط الظلمة الموجودة في هذه الفقرة يوجد شعاع من النور. فبينما يصل الرسول بأخبار دمار أورشليم، نجد صمت حزقيال الإجباري (أنظر حز24:3-27) يصل إلى نهايته. يعلن هذا عن نقلة رائعة في خدمته. عندما يعود تركيزه إلى أمة إسرائيل في الإصحاح 33، يتحول نبي الدينونة إلى رسول الرجاء. وسيستعلن إله العدل أيضا بصفته إله النعمة والخلاص.

لقد أخذ يسوع الدينونة على نفسه. دم يسوع يطهر من كل خطية. الروح القدس يحيا فيك. توقع منه أن يفعل أمورا عظيمة من خلالك – بينما تلقي بكل حملك وكيانك عليه.

يا رب، آتي إليك اليوم بكل مخاوفي وقلقي وتحدياتي المقبلة. أضع ثقتي فيك. وأضع كل كياني عليك اليوم.

Pippa Adds

بيبا تضيف

عب31:11

"بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ ..."

يمكن أن يوجد الإيمان في أكثر الأماكن الغير مرجحة.

References

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.