الكتاب المقدس في عام واحد 2021 مع"نيكي غامبل"عينة

الوحدة

منذ سنوات مضت، كنت أتحدث مع صديق لي ولم يكن مسيحيا. قال هذا لي:

"أنا لا أفهم. أنتم بروتستانت وأنتم كاثوليك، أنتم تبدون متماثلين بالنسبة لي. كل منكما لديه مبان للكنيسة وكلها تبدو متماثلة. كل منكما يتلو الصلاة الربانية وتقومون بشعائر معينة بالخبز والخمر. أيا كان ما لا تتفقون بشأنه (وليس لدي أي فكرة عما يكون) إلا إنه لا علاقة له على الإطلاق بحياتي. ولكن، بينما أنتم تتعاركون مع بعضكم البعض فأنا لا يهمني أمركم".

صدمني ساعتها كم أن عدم الوحدة أمر مضر بالنسبة للكنيسة ولشهادتنا أمام العالم. لا عجب أن صلى يسوع لأجل "الوحدة التامة" (يو23:17) وكان الرسول بولس شغوفا من أجل أن نكون "متحدين بالكامل (1كو10:1).

تمثل الوحدة قلب إيماننا. إننا نؤمن بإله واحد: الآب والأبن والروح القدس. هناك وحدة في الثالوث. لكن عدم الوحدة، من الناحية الأخرى، كان لعنة الجنس البشري منذ أن سقط آدم وحواء في الخطية.

مات يسوع ليجلب المصالحة والوحدة. اشكر الله لأن اليوم، حول العالم كله، نرى تخفيضا لمستوى الحواجز الطائفية ووحدة أعظم في الكنيسة.

أمثالٌ 19:‏3-‏12

وحدة في العلاقات

نجد في هذه الفقرة مثلا واحدا ذا أهمية قصوى بالنسبة للوحدة في علاقاتنا: "تَعَقُّلُ الإِنْسَانِ يُبْطِئُ غَضَبَهُ، وَفَخْرُهُ الصَّفْحُ عَنْ مَعْصِيَةٍ" (ع11).

لقد تحدتني هذه الآية مرات كثيرة في حياتي. من السهل أن تتعرض للإثارة. من السهل أن تحمل ضغينة. من السهل أن تطلب الانتقام. لكنك إن كان رد فعلك هكذا، فحتى الإساءة البسيطة ستؤدي إلى انهيار في العلاقات. قد تنهي صداقة ما.

من الناحية الأخرى، هناك شيء مجيد بشأن التغاضي عن الإساءة. فهذا يعني رفض الإساءة. إنه يعني رفض الاحتفاظ بالضغينة. ويعني رفض الانتقام. طبعا القيام بهذا صعب. لكنه ذا أهمية كبرى إن كنا نود الحفاظ على الوحدة في علاقاتنا.

يا رب، سامحني عندما يكون من السهل استثارتي. أشكرك لأنه، من خلال صليب ربنا يسوع المسيح، أنت تتغاضى عن إساءاتي. ساعدني لكي ما بنفس القوة أتغاضى عن إساءات الآخرين.

كورِنثوس الأولَى 1:‏1-‏17

اتحادنا حول يسوع

كانت كورنثوس مدينة عالمية واسعة الأطراف وكانت تجذب الناس من كل أمة وثقافة ودين. فكانت تشبه مدينة مثل لندن من نواح متعددة. لقد كانت مركزا تجاريا. وكانت مركزا للفنون والإبداع والأدب والعمارة. وكانت مكانا به الكثير من المتاحف والمسارح.

وكان شعب كورنثوس أغنياء، شريبي خمر وفاسقين من الناحية الجنسية، فكانت مدينة ذات سمعة سيئة بسبب انحلالها الأخلاقي.

في عام 50 م، ذهب بولس إلى كورنثوس ليزرع كنيسة. ومكث هناك مع صديقيه بريسكلا وأكيلا. وحصل لنفسه على عمل وبدأ يبشر بالإنجيل. وبدأ كنيسة في بيت معين ومكث هناك ثمانية عشر شهرا حتى ربيع عام 52 م. ثم سلم الكنيسة إلى أبولوس وتحرك ليزرع المزيد من الكنائس.

بعد هذا بفترة، تلقى بولس تقريرا بأنه في غيابه ظهرت جميع أنواع المشاكل، بما في ذلك وقوع انقسام في الكنيسة. بعدها بحوالي خمس سنوات كتب هذه الرسالة ليحاول التعامل مع بعض المشاكل.

بدأ الشجار وعدم الوحدة مبكرا جدا في تاريخ الكنيسة. في كورنثوس بدا أن الفصائل المختلفة كانت منقسمة جدا تماما إلى فصائل بناء على القائد الذي كانت تحترمه أكثر – بولس، أبولوس أو بطرس (صفا) (ع11-13).

حتى قبل أن يبدأ بولس نداءه بالوحدة والمحبة، نستطيع أن نرى في مقدمته وتحياته كم يسري موضوع الوحدة عميقا في فكر بولس. أساس وحدتنا هو شخص يسوع:

• العلاقة مع يسوع

يكتب بولس إلى "الْمُقَدَّسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، لَهُمْ وَلَنَا (ربهم وربنا) (ع2).

كل مسيحي في العالم هو عبارة عن شخص مقدس في يسوع المسيح ويدعو باسم ربنا يسوع المسيح. المسيح ليس منقسما (ع13) وينبغي ألا نكون نحن منقسمين نحن أيضا. إننا نشترك في نفس الرب. لقد دعيتم جميعكم إلى "الشركة" (كوينونيا) مع (ع9). وقتا اليوم متمتعا هذه هي أعمق وأكثر علاقة حميمة ممكنة. كوينونيا هي الكلمة المستعملة للدلالة عن علاقة الزواج. كلنا نحب يسوع بعمق وبشكل وثيق جدا.

• نعمة يسوع

يكتب بولس، "نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. أَشْكُرُ إِلهِي فِي كُلِّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لَكُمْ فِي يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (ع2-3). أن تكون مسيحيا يعني أن تختبر نعمة الله المعطاة لك في المسيح يسوع. أنت محبوب، حيث أن النعمة تعني محبة غير مستحقة. وقد ظهرت بأسمى صورها وصارت ممكنة من خلال موت يسوع المسيح لأجل كل واحد منا. كل مسيحي في العالم، من كل كنيسة وطائفة، هو شخص مات المسيح لأجله. ونعمته هي أساس وحدتنا.

• روح يسوع

يكتب بولس إلى أهل كورنثوس، "حَتَّى إِنَّكُمْ لَسْتُمْ نَاقِصِينَ فِي مَوْهِبَةٍ مَا" (ع7). يعيش روح يسوع المسيح في كل مسيحي. يتابع بولس شارحا في هذه الرسالة كيف أن كل واحد منا لديه مواهب روحية، لأن الروح القدس لدينا ويحيا فينا. كل مسيحي في العالم لديه الروح القدس يعيش فيه تماما كما يعيش فيك.

• رجاء في يسوع

يتابع بولس ليقول، "وَأَنْتُمْ مُتَوَقِّعُونَ اسْتِعْلاَنَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي سَيُثْبِتُكُمْ أَيْضًا إِلَى النِّهَايَةِ بِلاَ لَوْمٍ فِي يَوْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (ع7-8). كلنا ننتظر عودة يسوع. ويوما ما سنكون متحدين فيه تماما. في الوقت الحالي، لدينا رجاء مشترك.

بولس شغوف وغيور جدا من نحو هذه الوحدة. فيكتب قائلا، "وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلاً وَاحِدًا، وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ" (ع10).

حيث نجده غير راض بأن تستقر الأمور على شكل وحدة سطحية. وينادي بوحدة كاملة. في مدة حياتنا، قد لا ننجح في رؤية الوحدة التامة للكنيسة. لكن، لا تقبل أبدا بأن تستقر الأمور على ما هو أقل منها. صل من أجل الوصول إليها وأسع لفعل كل ما يمكنك فعله حتى تحققها. صلى يسوع لكي ما نصل إلى الوحدة الكاملة (يو20:17-21).

يا رب، أصلي من أجل الوحدة في كنيستنا المحلية وفي الكنيسة حول العالم. أشكرك لأننا نرى علامات مرئية لوحدة أعظم وأكبر. ليتنا نصل إلى الوحدة التامة لكي ما يؤمن العالم بك.

أخبارِ الأوَّلُ 16:‏37-‏18:‏17

الوحدة تحت سيادة ملك واحد

لطالما كانت رغبة الله هي الوحدة فيما بين شعبه. تماما كما نرى رغبته في الوحدة بين شعبه في العهد الجديد، هكذا نرى في العهد القديم إنه رغب في الوحدة لشعب الله.

ولكن للأسف، كان تاريخ شعب الله في العهد القديم أيضا تاريخ انقسام. كانت هناك فترة واحدة فقط في تاريخ إسرائيل عندما كانت هناك حقا مظاهر وحدة حقيقية. تلك كانت الفترة التي نقرأ عنها في سفر أخبار الأيام، حيث وحد داود "كل إسرائيل" (14:18).

كانت هذه فترة بركة عظيمة لشعب الله. قال ناثان لداود، "افْعَلْ كُلَّ مَا فِي قَلْبِكَ لأَنَّ اللهَ مَعَكَ" (2:17). "وَكَانَ الرَّبُّ يُخَلِّصُ دَاوُدَ حَيْثُمَا تَوَجَّهَ" (6:18). "وَمَلَكَ دَاوُدُ عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ يُجْرِي قَضَاءً وَعَدْلاً لِكُلِّ شَعْبِهِ" (ع14).

استمرت هذه الوحدة في حكم سليمان. يرى كاتب السفر وحدة هذه الفترة كوحدة مثالية. فإذ يكتب بعد الأحداث بمئات السنين، نجده ليس ساذجا بخصوص سقطات داود الملك، ولا بطيئا في الإشارة إلى تجارب سليمان التي بذرت بداية النهاية لهذا العصر الذهبي – وهي الذهب والخيول والزوجات الكثيرة (انظر تث17).

بعد مئات السنوات من الانقسام، نجده يرجو أن يكون لدى إسرائيل يوما ملكا يمكنه أن يقوم بما لم يقدر ولا حتى داود ولا سليمان أن يفعلاه بشكل تام. فهو يتوق لملك يجلب، من بين أمور أخرى، وحدة تامة ودائمة لشعب الله. تحقق هذا التتميم المنتظر، ليس من خلال ملك أرضي، بل من خلال ملك سماوي.

يا رب يسوع، أنت الملك الممسوح، الذي فعل أكثر من تتميم توقعات إسرائيل. أشكرك لأن لديك القدرة على توحيد كل الجنس البشري تحت سيادتك. أشكرك لأنه يوما ما سوف نرى هذه الوحدة.

Pippa Adds

1كو8:1

"الَّذِي سَيُثْبِتُكُمْ أَيْضًا إِلَى النِّهَايَةِ بِلاَ لَوْمٍ فِي يَوْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ".

أميل لأن أشعر بتوتر بسيط من نحو اليوم الأخير (يوم الدينونة). لكن من المشجع أن يسوع سيحفظنا "ثابتين إلى النهاية".

References

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture quotations marked (AMP) taken from the Amplified® Bible, Copyright © 1954, 1958, 1962, 1964, 1965, 1987 by The Lockman Foundation. Used by permission. (www.Lockman.org)