الكتاب المقدس في عام واحد 2021 مع"نيكي غامبل"عينة

لن تخطئه

كان جليات عملاقا. كان طوله تسعة أقدام (حوالي 2.7 م)، بطلا ويرتدي أسلحة ودروعا ثقيلة، ويقف صارخا، متحديا شعب الله (1صم1:17-11). ومثل العمالقة الماديين هناك عمالقة بالمعنى الاستعاري. "العملاق" هو مشكلة أو مسألة كبيرة تبدو أنها لا تقهر.

• "عمالقة شخصيين" ويمكن أن يشملوا تحديات شخصية عملاقة بالنسبة لصحتك، زواجك وعائلتك وعلاقاتك أو نقص علاقاتك أو عدم وجود عمل أو تحديات العمل، مشاكل أخرى تتعلق بالعمل، خطية ما، تجربة، إدمان، خوف، الوحدة، الإحباط أو الديون.


• "عمالقة قوميون" وتشمل مثلا في المملكة المتحدة جرائم تقع بالسكاكين، التشرد، تحطم الزيجات، الحياة الأسرية والمجتمع، ارتفاع عدد المساجين بشكل كبير، فشل التعليم وانحدار الكنائس وفقدانها أهميتها. وبالتالي هناك مهمة عملاقة تتمثل في تبشير الدولة وإعادة تنشيط الكنيسة وتغيير مجتمعنا.


• "عمالقة عالميون" وهم الفقر الشديد (والذي ينتج عنه موت 30000 طفل كل يوم)، أمراض يمكن الوقاية منها (يموت الملايين من أمراض لدينا لها علاج سهل نسبيا)، الحاجة لوجود تعليم أساسي عالمي (هناك تقريبا مليار شخص لا يمكنهم القراءة) والحاجة لوجود صرف صحي على مستوى العالم (والذي يمكن تمويله بنفس القدر من المال الذي ينفقه الأوربيون على الآيس كريم كل سنة).

يوجد توجهان محتملان عند مواجهة عملاق ما. الأول هو أن نقول، "إنه ضخم جدا، لا يمكنني القيام بشيء". والآخر هو أن تقول، "إنه ضخم جدا، لا يمكنني أن أخطئه!"

المَزاميرُ 67:‏1-‏7

1 – فكر على مستوى العالم

الله يحب العالم كله. إنه يريد ان يعرفه كل الأمم والناس ويعبدونه ويحبونه.

صلى المرنم طلبا لبركة الله على شعبه "لِكَيْ يُعْرَفَ فِي الأَرْضِ طَرِيقُكَ، وَفِي كُلِّ الأُمَمِ خَلاَصُكَ" (ع2).

نرى في هذا المزمور أن رؤية شعب الله المنشغلة بالعالم الواقع فيما وراء حدودهم كان أمر له ظلال في العهد القديم.

يصلي المرنم من أجل العالم كله (ع3-5). إن كنا سنواجه العمالقة العالميين، فنحن بحاجة إلى رؤية عالمية. كل كلمات هذا المزمور هي عن الله. سيعتمد حجم رؤيتك على حجم رؤيتك عن الله. كما عبر و. توزر عن هذا، "ما يتبادر إلى أذهاننا عندما نفكر في الله هو أهم شيء بخصوصنا".

يا رب، كن كريما معنا وباركنا. ليشرق وجهك علينا. أجعل طرقك تُعرف على الأرض وخلاصك بين كل الأمم. لتكن هناك نهضة عالمية. لتسبحك كل الشعوب.

يوحَنا 15:‏1-‏16:‏4

2 – أشهد عن يسوع

لا شيء أكثر أهمية ولا امتياز في الحياة أعظم من أن تكون صديقا ليسوع. يقول يسوع، "أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ. لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي" (14:15- 15).

كون أن يسوع هو صديقك يسمح لك أن تواجه العمالقة في حياتك، في الكنيسة والمجتمع من مركز فريد.

• شخصي

يخبرنا يسوع أنه يوجد سران وراء الإثمار المسيحي.

الأول، هو وجود تشذيب (ع1-2). الغرض من التشذيب هو أن يصبح بإمكانك أن تحمل ثمارا أكثر. الألم والحزن والمرض والمعاناة والخسارة والحرمان والفشل والإحباط والطموح الخائب هي بعض الطرق التي يتم بها تشذيب حياتك.

يبدو التشذيب أمرا قاسيا جدا وأحيانا يترك فقط ساق الشجرة الجدعاء لمواجهة فصل الشتاء القاسي. لكننا نُشذب لتجديد قوانا وعندما يعود فصلا الربيع والصيف، يكون هناك ثمر وفير. وستجلب سكين التشذيب الحادة بعد كل هذا البركة والإثمار.

السر الثاني للإثمار بالقرب من يسوع (ع4). لا يمكنك تولي أمر العمالقة بمفردك. يقول يسوع، "أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا" (ع5). ستنجح في مواجهة العمالقة فقط إن بقيت قريبا من يسوع.

أزرع صداقة تنمو مع يسوع (ع14-15) بأن تقضي الوقت معه، إذ تسير معه، مصليا ومنصتا له من خلال كلماته، ومتبعا رغباته.

يقول يسوع إنك لو بقيت قريبا منه ("تكون فيه") فستحدث ثلاثة أشياء من جهة الإثمار. أولا، ستستجاب صلواتك (ع7). ثانيا، سيتمجد الله (ع8). ثالثا، فرحك سيكون كاملا وفائضا (ع11، المكبرة).

يريدك يسوع أن تكون ملآنا بالفرح والحياة. ما من فرح أعظم من أن تعرف أنك مقدّر وثمين ومحبوب من الله وأن تحب الآخرين بنفس الطريقة التي أنت محبوب بها. ما من فرح أعظم من تقديم الحياة الأبدية إلى الآخرين في ومع يسوع.

• الكنيسة

هناك عمالقة ضخام جدا يواجهون الكنيسة اليوم. أكبر عملاق هو عدم الوحدة. يمكن التغلب على عدم الوحدة فقط بالمحبة. قال يسوع، "هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا" (ع12-13، 17).

• المجتمع

يحذرنا يسوع من أننا سنواجه عملاق العالم الذي يكرهنا (ع18-19). إنه يقول، "إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ" (ع20). ويقول أيضا، "بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً ِللهِ" (2:16). هناك أجزاء من العالم حيث يتحقق هذا حرفيا اليوم.

لكن هناك أيضا صور أكثر مكرا من الاضطهاد الخفي. لا أحد يحب أن يكون مرفوضا أو يتم ازدراءه، أو السخرية منه أو تسخيف أفكاره. يحذر يسوع من أنه، أينما كنت، ينبغي أن تتوقع المقاومة والكراهية وحتى الاضطهاد.

من نفسنا لن يكون لدينا إجابات لكن يسوع يقول، "وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الابْتِدَاءِ" (26:15- 27). يمكنك الروح القدس من أن تشهد عن يسوع وأن تتولى أمر تحدي هؤلاء العمالقة، ومن أن ترى مجتمعنا يتغير.

يا رب، أشكرك لأنك تدعوني صديقا لك. ساعدني حتى أحب الآخرين كما أحببتني.

صَموئيلَ الأوَّلُ 16:‏1-‏17:‏37

3 – ثق في الله

كان داود موهوبا بشكل غير عادي – بصورة طبيعية وكذلك بصورة غير طبيعية. فقد كان وسيما وبصحة جيدة (12:16). وكان موهوبا من ناحية الموسيقى (ع18). وكان متحدثا مفوها (ع18). وكانت لديه قدرات رياضية (1:17- 37؛ 11:18). كان قائدا (13:18). وكان ناجحا (ع14، 30). وكان مشهورا (ع30).

لكن لم يكن لأي من هذه الأسباب أن الله استخدمه. قال الرب لصموئيل، "لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ" (7:16).

غضب داود جدا من تحدي جليات لله الحي (26:17). كان قائدا شجاعا. فقال، "لاَ يَسْقُطْ قَلْبُ أَحَدٍ بِسَبَبِهِ. عَبْدُكَ يَذْهَبُ وَيُحَارِبُ هذَا الْفِلِسْطِينِيَّ" (ع32). ما هي الدروس التي يمكننا تعلمها من الطريقة التي واجه بها داود هذا العملاق؟

• أرفض الرفض

قال ألياب لداود، "لِمَاذَا نَزَلْتَ؟ وَعَلَى مَنْ تَرَكْتَ تِلْكَ الْغُنَيْمَاتِ الْقَلِيلَةَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ أَنَا عَلِمْتُ كِبْرِيَاءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ، لأَنَّكَ إِنَّمَا نَزَلْتَ لِكَيْ تَرَى الْحَرْبَ" (ع28).

لكن داود "تحول من عند" ألياب (ع30).

الدرس الذي نتعلمه هنا هو ألا نحبط إذا واجهنا الرفض أو عوملنا معاملة سيئة. كما تكتب جويس ماير، "الله لا يبحث عن شخص ذا قدرات بل عن شخص متاح له ... ابق قلبك نقيا بأن ترفض فتح الباب للكراهية أو الإهانة أو المرارة أو الاستياء أو عدم الغفران حتى تعطلك".

• تدخل في الأمر

قال داود لشاول، "لاَ يَسْقُطْ قَلْبُ أَحَدٍ بِسَبَبِهِ. عَبْدُكَ يَذْهَبُ وَيُحَارِبُ هذَا الْفِلِسْطِينِيَّ" (ع32). عرض خدماته. دائما ما تؤثر في وأعجب من كيفية استعداد الجماعة في كنيستنا لأن يتطوعوا ويعرضوا خدماتهم: فهم يصلون ويخدمون ويقدمون.

• ثق في الله

قال شاول لداود، "لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هذَا الْفِلِسْطِينِيِّ لِتُحَارِبَهُ لأَنَّكَ غُلاَمٌ وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنْذُ صِبَاه" (ع33). لكن داود أجابه، "الرَّبُّ الَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ الأَسَدِ وَمِنْ يَدِ الدُّبِّ هُوَ يُنْقِذُنِي مِنْ يَدِ هذَا الْفِلِسْطِينِيِّ" (ع37أ). إنه يثق في الله لأنه يعرف أن الله معه (أنظر 18:16؛ 37:17ب؛ 14:18).

وفي النهاية، السبب الذي لأجله استطاع داود مواجهة جليات كان أنه ممسوح من الله: "فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الدُّهْنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِدًا" (13:16). الطريقة الوحيدة التي سيمكنك بها مواجهة العمالقة في حياتك، وفي المجتمع وفي العالم، هي من خلال مسحة الروح القدس.

يا رب، إذ أواجه العمالقة، فإنني احتاج مسحة روحك القدوس عليّ ولحضورك معي. أعطني الشجاعة حتى لا أهرب ولا أخاف وألا أستسلم.

Pippa Adds

1صم7:16ب

"لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ".

كنت أذنب بالحكم على الناس بحسب مظهرهم الخارجي. غالبا ما تقابلت مع أشخاص هادئين جدا وغير مدعين من الخارج وبالكاد لاحظتهم، لكنهم يغيرون العالم من حولهم بطرق رائعة.

لكن داود كان لديه مظهر رائع ووسامة الطلعة وكان "أشقر مع حلاوة الوجه"! أنني معجبة بالفعل!

References

© 1999 Bible Society of Egypt

جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر