الكتاب المقدس في عام واحد 2020 مع"نيكي غامبل"عينة

هل يغير النمر رقطه؟

بدأ داريل تاننجلي تعاطي المخدرات في سن الحادية عشرة. قبيل سن السادسة عشر كان يبيع كميات كبيرة منها. ثم أصبح يعمل "محصلا للديون"، وفي مرة من المرات استخدم جزازة عشب كهربائية وضرب بها قدم شخص كان مدينا ب ثلاثمئة جنيه إسترليني.

في سن السابعة عشر، اشترك داريل في عملية سطو مسلح. تم القبض عليه وحُكم عليه بخمس سنوات ونصف في السجن. بينما كان في السجن، اشترك في برنامج ألفا. صلى قائلا، "يا الله، إن كنت حقيقيا، فأثبت هذا. خذ عني إدمان المخدرات، خذ عني كل هذا الغضب الذي بداخلي. إن فعلت هذا لي، فسأعيش بقية حياتي لك".

عندما استيقظ من النوم في الصباح التالي، التقط سيجارة كالمعتاد لكن فكرة لمسها جعلته يشعر بالغثيان. فألقاها خارج نافذة زنزانته. ثم أحضر علبة التبغ وألقاها من النافذة أيضا. وأخذ مخدراته وألقاها من النافذة أيضا. عندئذ ذهب عنه الشعور بالغثيان.

عندما نظر داريل في المرآة، لم يتعرف على الصورة المنعكسة لأنه كان يبتسم – وليس فقط مبتسم، بل ومبتهج أيضا. ومنذ ذلك اليوم لم يلمس المخدرات. ولم يعد يدخن. ولم يسكر. ولا دخل في مشاجرة.

بدأ يقدم برنامج ألفا في السجن. جاء إليه مئات من الناس. جاء إليه ضباط السجن طلبا للمشورة والنصح. عندما غادر السجن أصبح مساعدا في كنيسة محلية يديرها الراعي والحاكم المحلي مارك فينش. تزوج بابنة مارك، ربيكا، ولديه الآن اثنين من الأطفال.

عندما أجريت مقابلة مع داريل، سألته ما الفرق الذي صنعه يسوع في حياتك؟ فأجاب، "لا أقول هذا باستخفاف، بل أعنيه حقا، يسوع أهم بالنسبة لي من الهواء الذي أتنفسه". ثم قال، "إنه حبل نجاتي، هو قوتي. هو كل شيء. لا أقدر أن أعيش بدونه وكل ما أفعله فهو به وله. ولم تكن حياتي لتصبح على ما هي عليه ما لم يكن هو بالضبط كما قال عن نفسه". لقد تغيرت حياة داريل تماما لأن يسوع حرره من إدمانه وغضبه ومن الخطية التي كانت تدمر حياته.

هل يمكن أن تتغير أنت؟ واحد من أصعب الأشياء في العالم أن تفلت من عادة سيئة أو أن تقلع خطية ما. في واحدة من فقرات اليوم يتساءل إرميا، "هَلْ يُغَيِّرُ الْكُوشِيُّ جِلْدَهُ أَوِ النَّمِرُ رُقَطَهُ؟" (أر23:13).

المَزاميرُ 118:‏1-‏16

1 – تغيير بمعونة الله

هل تخشى ما يقوله الآخرون أو يفكروا فيه بشأنك؟ هل تقلق بشأن ما قد يفعلونه بك – من حيث إنهم قد يظلمونك أو يرفضوك؟

ليكن في معلومك  أن الله كبير جدا وأن مشاكلنا صغيرة جدا مقارنة بقوته. يقدم المرنم الشكر للرب بسبب محبته العظيمة (ع1-4). ويكتب، "مِنَ الضِّيقِ دَعَوْتُ الرَّبَّ فَأَجَابَنِي مِنَ الرُّحْبِ" (ع5).

تعطينا الحرية منظورا جديدا للحياة. يلتفت المرنم إلى الله، مدركا إنه يُعتمد عليه بغض النظر عن الظروف مهما كانت: "الله الآن بجانبي وفي صفي فلست خائفا: من يجرؤ أن يضع يده عليّ للشر؟ الله هو بطلي القوي؛ فاطرد أعدائي مثل الذباب" (ع6-7، الرسالة).

سبح الله اليوم لأنك، مثل المرنم، يمكنك أن تقول: "قُوَّتِي وَتَرَنُّمِي الرَّبُّ، وَقَدْ صَارَ لِي خَلاَصًا" (ع14).

يا رب، أشكرك لأنك دائما معي، وأنك معيني، وقوتي وخلاصي وترنيمتي.

كولوسّي 2:‏6-‏23

2 – تغيير بعمل يسوع

أحيانا نعقد إيماننا بزيادة. فيبدو الأمر إنه إن أردت أن تكون جزءا من "نخبة الإيمان"، فهناك المزيد من الأمور الإضافية التي تحتاج أن تفهمها أو تقوم بها. ولكن بولس يتحدى هذا النوع من التعليم الكاذب. كل ما تحتاج إليه هو يسوع. الأمر ليس مسألة إضافة أي شيء إلى يسوع، بل هو أن تعيش ما قد حصلت عليه فيه بالفعل: "لقد قبلتم المسيح يسوع، السيد، فعيشوه الآن. لقد تأصلتم بعمق فيه. وقد بنيتم عليه تماما. إنكم تعرفون طريقكم في حيز الإيمان. فالآن أعملوا ما قد تعلمتموه" (ع6-7، الرسالة).

يحذر بولس أهل كولوسي من المعلمين الكذبة الذين يحاولون أن يبهروهم "بكلماتهم الرنانة وأحاديثهم الفكرية المعقدة" (ع8، الرسالة). "لستم بحاجة إلى تليسكوب ولا إلى ميكروسكوب أو هوروسكوب حتى تدركوا ملء المسيح وفراغ الكون بدونه. فعندما تأتون إليه، يأتي كل هذا الملء لأجلكم، أيضا. فقدرته تمتد لتغمر كل شيء" (ع9-10، الرسالة).

في السياق المباشر، كان بولس يخبر قراءه بأنهم ليس لهم حاجة للاختتان. ويشرح لهم إنهم قد اختتنوا بالفعل – "غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ" بل "بِخِتَانِ الْمَسِيحِ" (ع11). من اعتمدوا لا يحتاجوا أن يختتنوا (ع12). ترمز المعمودية إلى شيء أكثر روعة حتى من الختان: الموت والقيامة.

أنت في المسيح. بالتالي، عندما مات يسوع، مُت أنت فيه. عندما دُفن يسوع، دُفنت أنت معه – وعندما قام من الأموات، قمت أنت معه (ع12). بهذه الطريقة تخلصت من طبيعتك الخاطئة – "بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا الْبَشَرِيَّةِ" (ع11). فقد مات مع المسيح ودُفن معه. "عندما كنتم عالقين في حياتكم الميتة بسبب خطاياكم القديمة، وكنتم غير قادرين على التجاوب مع الله. أحياكم الله مع المسيح في نفس الوقت!" (ع13، الرسالة).

افهم وفكر في نصرة يسوع العظيمة على الصليب: "مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا، إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ، إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ" (ع13-15).

في العالم القديم، كان يتم الاحتفال بالنصرة على العدو الكريه في مشهد علني (ع15). كانت غنائم الحرب تُجلب من المعركة، وكانت تتألف في الغالب من طابور طويل من الأسرى الذين جردوهم من أسلحتهم.

قام يسوع بهذا كله. لست بحاجة لأن تضيف شيئا: "إذن لا تتجاوبوا مع أي شخص يضع ضغوطا عليكم بشأن تفاصيل الطعام أو خدمات العبادة أو الأيام المقدسة" (ع16، الرسالة). كل ما تحتاجه هو المسيح "الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ بِمَفَاصِلَ وَرُبُطٍ، مُتَوَازِرًا وَمُقْتَرِنًا يَنْمُو نُمُوًّا مِنَ اللهِ" (ع19).

يا رب يسوع، أشكرك لأنك إذ عُلقت على الصليب لأجلي ولأجل كل الجنس البشري، وبهزيمتك الظاهرية حققت النصر بالفعل على كل قوى وسلاطين عالم الظلمة. أشكرك لأنك حررتني من الخطية، والإدمان والموت. ساعدني حتى لا أسمح ثانية لأي شخص أو أي شيء أن يأسرني.

إرميا 11:‏18-‏13:‏27

3 – تغيير بعمل التنقية والامتحان

لا تخف من الضغط. الضغط هو ما يحول كتلة من الفحم إلى ماسة ثمينة. يمكن أن تُرى الحياة على إنها سلسلة من الاختبارات. ونحن نمتحن الأشياء بوضعها تحت الضغط. تنمو العضلات المادية بوضعها تحت الضغط. لكن الله مهتم بالأكثر بكيفية نمو قلبك وذهنك عندما يتم امتحانهما؛ فهو يمتحن "الكلى والقلوب" (20:11).

لا يُعجب الله بما نقول إننا سنفعله – هو يُعجب بما نفعله عندما نوضع تحت ضغط. يحدث التقدم في الحياة وفي الخدمة عندما تُجرب وتُمتحن، وتنجح في عبور الامتحان. كان إرميا مُجرَبا. كانت لديه مهمة لا يُحسد عليها تتمثل في تحذير الناس من إنهم على وشك الذهاب إلى السبي – "لأَنَّهُ قَدْ سُبِيَ قَطِيعُ الرَّبِّ" (17:13).

نتيجة لهذا، لم تكن له شعبية كبيرة وكان معرضا للهجوم المستمر. كشف الله إحدى المؤامرات التي تُحاك ضده: "... وَالرَّبُّ عَرَّفَنِي فَعَرَفْتُ. حِينَئِذٍ أَرَيْتَنِي أَفْعَالَهُمْ" (18:11). فتحول إلى الله طالبا العون: "... لأَنِّي لَكَ كَشَفْتُ دَعْوَايَ ... أُكَلِّمُكَ مِنْ جِهَةِ أَحْكَامِكَ" (20:11؛ 1:12).

حذره الله أن الأسوأ على وشك الوقوع: "إِنْ جَرَيْتَ مَعَ الْمُشَاةِ فَأَتْعَبُوكَ، فَكَيْفَ تُبَارِي الْخَيْلَ؟" (ع5).

يدعو أرميا الشعب إلى تغيير طرقهم. فيقول، "هَلْ يُغَيِّرُ الْكُوشِيُّ جِلْدَهُ أَوِ النَّمِرُ رُقَطَهُ؟ فَأَنْتُمْ أَيْضًا تَقْدِرُونَ أَنْ تَصْنَعُوا خَيْرًا أَيُّهَا الْمُتَعَلِّمُونَ الشَّرَّ!" (23:13).

التغيير صعب. من الصعب أن نعبر الامتحان. لكن يخبرنا العهد الجديد أن التغيير ممكن من خلال يسوع. تعد حياة داريل تاننجلي مجرد مثال واحد عن كيفية حدوث هذا اليوم. حتى النمر يمكنه تغيير رقطه.

يا رب، ساعدني عندما أكون متعبا أو أمر بامتحان حتى أصعد إلى النصرة. أشكرك لأنه من الممكن أن أتغير بمعونتك وبقوة نصرة يسوع على الصليب. ليت حياتي تتغير وأستمر أعلن يسوع وقدرته على تغييري.

Pippa Adds

بيبا تضيف

مز7:118

"الرَّبُّ لِي بَيْنَ مُعِينِيَّ".

إنه يوم مزدحم. وأنا أعتمد على معونته وحضوره معي اليوم.

References

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.